مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 نظرة الغربيين للاسلام
ثغرات منهجية في كتاب المستشرق مونتغمري وات عند الرسول الاكرم (ص)
عبد الجبار الرفاعي


يقرر الدكتور جعفر شيخ ادريس دعائم المنهج الذي اتبعه المستشرق مونتغمري وات في كتابه عن النبي الكريم (ص)، من خلال البحث الذي أسهم فيه
كتاب "مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الاسلامية" تحت عنوان:
"منهج مونتغمري وات في دراسة نبوة محمد (ص)، حيث أوضح الدكتور جعفر أن وات إدعى منهجاً في كتابه، فيما التزم عملياً بمنهج آخر، ارتكز المنهج الذي سار عليه على الدعائم التالية:
1_ العلمانية:
التزم وات في حكمه على ما يمكن أن يقع، وما لا يمكن وقوعه بفلسفة علمانية، تستبعد امكان وقوع الظواهر الدينية التي لا تخضع لقوانين الأجسام المادية المعروفة(1).
2_ المادية:
ولا يكتفي وات بالفلسفة العلمانية العامة، بل يأخذ أحياناً بفلسفة علمانية ضيقة، لا يقول بها إلاّ غلاة الماديين.. فبينما يبرأ من قول الماركسيين في تفسير الدين نظرياً، نجده يقول في محل آخر "ان التوتر (!) الذي كان يشعر به محمد، وبعض معاصريه، يعزى في النهاية وبلا شك الى هذا التنافر بين سلوك الناس الواعي، والأساس الاقتصادي لحياتهم" (2).
3_ اتباع الظن:
كثيراً ما يترك وات القضايا التي تسندها بعض الشواهد التاريخية، التي يجدها في مصادره، ويستبدل بها مزاعم لا دليل عليها، كما صرح هو بذلك "أعترف بأنه لا توجد طريقة للبرهنة، على ان هذا هو الذي حدث، انه مجرد فرض ولكن السير على أساس مثل هذه الفروض هو جزء من النظرية العلمية الحديثة(3).
4_ عدم الثقة في علماء المسلمين وعامتهم:
يورد وات الحقائق التي ذكرها علماء المسلمين، أو حتى أجمعوا عليها بصيغة التعريض والتشكيك إن لم يجد في انكارها ما يخدم له غرضاً، وأما ان كان فيها ذلك، فإنه لا يتردد في إنكارها وردها، ... لكن المؤسف انه يعامل علماء بلاده بعكس ذلك تماماً، فهو يظهر احترامه الشديد لهم، ويعتذر عن مخالفتهم ان اضطر لذلك.
5_ تعصب ضد العرب والمسلمين:
ذهب وات الى ان "النظرة العربية لم يكن فيها تصور مجرد للخطأ والصواب، كما ان "التفرقة الغربية بين الحقيقة المجردة ومغزاها لا توجد واضحة في الشرق، _ولذلك _ ربما عرف محمد الحقائق المجردة، ولكن ربما لم يقّدر مغزى هذه الحقائق المجردة"، واتهم العرب في موضع آخر بأن "عقليتهم لا ترفض التناقض" (4).
ـــــــــــــ
1_ "مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الاسلامية"، ص 236 _ 244.
2_ ن . م، ص 236 _ 237.
3_ ن . م، ص 237.
4_ ن . م، ص 238 _ 244.
-----------------------------------------------
المصدر : متابعات ثقافية
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة