مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 المؤسسات الاسلامية في الغرب
الشروط الوظيفية للمراكز الاسلامية في الدول الغربية


يمثل المسجد أو المركز الاسلامي محوراً لحياة وأنشطة المسلمين في الغرب، فهو البؤرة التي تجتذبهم دائماً، والملاذ الذي يحتمون به، والمؤسسة التي تظّم شؤونهم وتعالج مشكلاتهم كمسلمين، لذلك يُلاحظ منهم إنشداد كبير لهذه المراكز والمساجد.
يقول البروفيسور محمد الهواري مقرر مجلس التعاون الإسلامي في أوربا منوّهاً بهذا الإقبال الكبير الذي يبديه المسلمون في الغرب على المساجد: إننا حينما نريد معاقبة أولادنا الصغار أحياناً نقول لهم لن نأخذهم الى المسجد هذا اليوم إن لم يفعلوا كذا أو كذا، وهذا تهديد وعقوبة شديدة بالنسبة لهم لشده حبهم للمسجد وحرصهم على إرتياده كل يوم تقريباً.
ويواصل الهواري حديث لفضائية "إقرأ": هذه الاهمية التي يتمتع بها المركز الاسلامي في الغرب تحتم علينا أن نوفر فيه المواصفات والمستلزمات المتنوعة الكافية، ومع مرور الزمن تزداد وتتنوع الحاجات، وتغدو المراكز القديمة صغيرة وغير ملبية للحد الأدنى من المتطلبات والأنشطة، لذلك ينبغي تطوير وتوسيع المؤسسات الاسلامية في الغرب باستمرار.
ويتطرق الى تجربتهم في المركز الاسلامي بمدينة آخن الالمانية قائلاً: نحن مثلاً في مدينة آخن بالمانيا أسسنا عام 1964 مركزاً إسلامياً، لكنه اليوم لم يعد يفي بالغرض لتزايد أعداد المسلمين ولتنوّع إحتياجاتهم، وبدا من الجلّي أننا بحاجة لمركز يتوفر على أماكن مختلفة للصلاة والتعليم والدورات المختلفة... الخ. لذلك إشترينا مكاناً كبيراً بمساحة نحو 000, 12 متر مربع كي نبني فيه مركزاً إسلامياً، وإستدعينا متخصصين يرسموا لنا المواصفات التي تستوعب أكبر قدر ممكن من الأنشطة داخل المركز المزمع إنشاؤه، وتُهيّىء لنا توسيعه في المستقبل. وكان لابد أن يتوفر المركز على قاعات وغرف كثيرة متعددة الأغراض للمحاضرات والدروس والطعام و... الخ، ويجب أن يكون في المركز مسبح، لأن السباحة في هذه البلاد ضرورية جداً وهي جزء مهم من الثقافة الغربية، لذا ينبغي أن يجيد المسلمون في الغرب هذه الرياضة التي حثَّ عليها الإسلام. فالغربيون أحياناً يتهمون المسلمين الذين يغرقون أثناء السباحة بأنهم لايشجعون عليها ويمنعونها الأمر الذي يجعلهم غير حاذقين فيها. والحال أن وجهة النظر الاسلامية لاتُزهِّد في السباحة إطلاقاً بل تشجّع عليها وترغِّب فيها، لكننا نقول أن السباحة يجب أن تتم بشروط إسلامية تمنع الإختلاط والفساد. لذلك بادرنا عدة مرات إلى إستئجار مسابح نوفر فيها الظروف الملائمة لسباحة الأخوات. والأفضل طبعاً هو أن يكون في المركز الاسلامي مسبح يكون للرجال يوماً وللنساء يوماً آخر.
ويتابع البروفيسور الهواري عرض وجهة نظره حول المهمات التي يجب أن تنهض بها المؤسسات الاسلامية في البلاد الغربية، فيقول: من الأمور الأخرى التي يجب توفرها في المركز الاسلامي دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس الاسلامية، الابتدائية خصوصاً، ولابد أن نفكر بتطوير هذه المدارس وإستيعابها للعلوم المختلفة، لتكون لنا مدارسنا المتوسطة والثانوية المرتبطة بالمسجد أو المركز الاسلامي.
ويقول في جانب آخر من حديثه: من الحاجات التي يحسن أن تلبّى في المركز الحاجات الاجتماعية، والتي تقتضي وجود قسم خاص بالشؤون الاجتماعية. كذلك ينبغي إحتواء المركز على قسم يتعلق بشؤون الموتى وتغسيلهم وتكفينهم ودفنهم على الطريقة الاسلامية. ويجدر أيضاً أن يتوفر قسم للمبيت، فإذا جاءنا ضيف أو إنسان مقطوع لابد أن نوفر له المبيت والرعاية في المركز. وهناك حاجة طبعاً لأقسام رياضية وطبية وثقافية تجعل من المركز مجموعة متكاملة أو شبه متكاملة تلبي معظم إحتياجات المسلمين في الغرب.
--------------------------
المصدر : فضائية "إقرأ" بتصرف
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة