موسوعة المصطلحات والمفاهيم || موسوعة علم السياسة

د. علاء طاهر
العالم الإسلامي كمفهوم حضاري


إن أية عملية كشف للوحدة الحضارية التي يتصف بها العالم الإسلامي هي اقرار للواقع العيني الذي يسود مجتمعات هذا العالم على صعيد التقاليد والثقافة الدينية الإسلامية التي غدت جزءاً من التكوين التاريخي للمجتمعات الإسلامية. فأية نظرة ميدانية عن طريق التجربة التاريخية المعاصرة من ناحية، وعلى صعيد الحياة الاجتماعية والسلوكية للوحدات الاجتماعية الاسلامية، جديرة بأن تقر الرابطة الحضارية الخاصة والمشتركة التي تطبع سلوكية هذه الوحدات وطريقة عيشها وسلوكها وبناء تقاليدها الحياتية التي تتوغل في كل أجزاء المجتمع سواء الكبير ممثلة بالدولة، أو تلك الكتل الصغيرة ممثلة بالعائلة واسلوب روابطها والقوانين المتحكمة فيها.
فعلى صعيد الوحدات المؤسساتية الكبرى في البلدان الاسلامية المتمثلة في الدولة نرى، أن بلدان العالم الإسلامي، بما فيها تلك البلدان التي تحكمها أنظمة سياسية علمانية تمتلك في دستورها العبارة المعروفة "إن الإسلام دين الدولة"، وهذا يقر حقيقة أن الأنظمة العلمانية في البلدان الإسلامية تأخذ بنظر اعتبارها أهمية الوازع الديني وأهمية الدينامية الإسلامية لمجتمعاتها لأن هذه الدينامية هي الأساس التاريخي والنفسي الذي يتحكم بمناهج السلوك والقيم التي شيد على أساسها المجتمع ونفسانية الفرد المسلم.
ولذلك وعلى الرغم من أن الأنظمة السياسية العلمانية تلتزم بأيديولوجية فكرية علمانية سواء كانت قومية، أو وطنية اقليمية أو اشتراكية فهي لا تستطيع أن تنفي حقيقة القوة الدينية الإسلامية التي تتحكم بالسلوكية العامة وبالتقاليد الثقافية السائدة لمجتمعاتها فإن أي ايديولوجية علمانية يتبعها النظام السياسي القائم ما هي إلا فكرة فوقية لا يمكن أن تتغلغل بالشكل العميق نفسه الذي يتموضع فيه الإسلام من هذه المجتمعات بحكم ان الإسلام قد اكتسب بعداً تكوينياً بنيوياً نفسانياً وجماعياً لهذه المجتمعات، وأن هذه المجتمعات تصدر في كل فعالياتها الثقافية والتقاليدية عن الإسلام كحقيقة صاغت التاريخ الحضاري للفرد وللجماعة، فهذا التكوين الثقافي التاريخي لا يمكن الانفلات منه وفق أي ايديولوجية أخرى علمانية وغير دينية.
وفق هذا المنظور نفسه الذي ينطلق من الواقع الميداني العيني يمكن الاستشهاد بتجربة الاتحاد السوفياتي، فإن الحكومة السوفياتية منذ نجاح ثورة تشرين الأول/ اكتوبر 1917 وحتى نهاية النظام الاشتراكي في عام 1990 وبعد أكثر من سبعة عقود على التجربة الاشتراكية الماركسية ومحاولة التطبيق القسري لعلمانية الدولة والمجتمع، لم تنجح هذه التجربة في المساس بقوة الدافع الديني لدى المجتمعات الروسية سواء المسيحية منها أو الاسلامية، بل انبثقت قوة الدين من جديد بعد انهيار الدولة السوفياتية وكأن التجربة العلمانية قد كانت غائبة، إذ أن الدينامية الدينية ظلت شاخصة بقوة حضورها داخل المجتمع وظلت تتناسل في قوتها على الرغم من علمانية الدولة التي بدت كمحاولة فوقية طارئة إزاء عمق التكوين الديني التاريخي النفسي لفئات المجتمع في روسيا.
أما الدول الإسلامية ذات النظام الإسلامي فإنها لا تطرح إشكالية في هذا المجال لأنها تنبثق أساساً في صياغة دستورها السياسي وقوانينها المدنية كلها من الشريعة الإسلامية ومن القرآن والسنة متطابقة بذلك مع التكوين النفسي والثقافي والتاريخي لمجتمعاتها، هذا التكوين الذي يصدر كلياً عن الإسلام.
ومن خلال الصيغة الدستورية للدولة التي يحضر فيها الإسلام كقاعدة اساسية في تكوينها ينتقل الى قاعدة أكثر رسوخاً وقوة في تمثل الإسلام داخلها وهي المجتمع، ومن المجتمع الى العائلة كأصغر وحدة اجتماعية تقوم على اساس تعاليم الإسلام والروابط التي يقرها بين الزوج والزوجة وكذلك بعلاقة الأبناء بالآباء. ومن هذه الخلية الاجتماعية الصغيرة تتكون عمومية الحركة السسيولوجية في المجتمعات الاسلامية. فعلى الرغم من الخصوصيات المختلفة لمجتمعات البلدان الإسلامية، هذه الاختلافية التي تنبع من التباين الجغرافي والعرقي فإن القانون الاجتماعي الإسلامي يتحكم بشكل رئيسي بكل دينامية المجتمع من علاقات عائلية الى تطبيق للطقوس الدينية في المواسم الإسلامية الخاصة بالصيام في شهر رمضان أو موسم الحج أو الفترات الدينية الأخرى التي يفرضها الإسلام ضمن الشريعة. فعلى الرغم من انعكاس التكوين العرقي الآتني لكل مجتمع إسلامي على طبيعة ممارسة هذه الطقوس إلا أن الجوهرية التي تصدر عنها هذه الممارسة تبقى صادرة عن قاعدة أساسية هي القرآن والسنة. فالشعور البيسكولوجي الاجتماعي داخل البلدان الإسلامية هو شعور اسلامي يمكن له أن يحدد موقفاً جماعياً مشتركاً إزاء حادثة عالمية يمكن لها أن تمس الإسلام سلبياً.
فالخصوصيات الاختلافية بين المجتمعات الاسلامية (مثل الاختلاف بين خصوصية المجتمع الأندونوسي والمجتمع المصري، على سبيل المثال) الناتجة عن الاختلاف في التكوين الأتني _ التاريخي تبقى اختلافات فوقية لا تمس الجوهر الحضاري _ الثقافي الذي يتحكم بسلوكية المجتمع وبتكوين وحداته الاجتماعية مثل العائلة والنظام القضائي الخاص بالحقوق المدنية (الإرث، الزواج، الطلاق... الخ) ويتحكم كذلك بممارسة الطقوس والتعاليم الإسلامية خلال المواسم الدينية الخاصة بالفرائض المقدسة.
فالبعد الديني قد غدا بعدا تاريخياً مفروغاً منه يطبع الممارسة السلوكية لمجتمعات البلدان الاسلامية. إذ أن التكوين التاريخي العميق زمنياً هو الأساس الذي خلق الرابطة الحضارية المشتركة بين المجتمعات الإسلامية.
وان قوة الدين الاسلامي كحضور حضاري _ ثقافي بسيكو _ تاريخي، تنبثق من أن دخول الإسلام الى هذه المجتمعات عن طريق عمليات الفتح المبكرة واقامة أنظمة اسلامية ترتبط مركزياً بمركز الخلافة الإسلامية قد جاء كعملية نشر دين إلهي جديد يقوم على كتاب إلهي، أي أن هذه المجتمعات كانت سابقاً مجتمعات غير كتابية وأن الأقليات الدينية الموجودة فيها مثل الأقليات المسيحية واليهودية كأقليات كتابية ظلت محافظة على دينها الكتابي وفق قانون ديني أقره القرآن عبر اعترافه بحق الاختلاف الديني لهذه الأقليات. أما الغالبية العظمى لهذه الشعوب غير الكتابية فإن الإسلام قد انتشر فيها على أساس ديني _ إلهي كتابي جديد يملأ الفراغ الروحي لها بتعاليم روحية وسلوكية صادرة عن قانون إلهي عام وجدير يمثله القرآن الكريم.
ووفق هذا التصور للرابطة الحضارية التي تربط المجتمعات الإسلامية وقوة هذه الرابطة الروحية، توجد تنظيرات تفسر هذه القوة في الوحدة الحضارية التي خلقها الإسلام كدين إلهي كتابي عند مجتمعات غير كتابية. ويقرّ أحد الباحثين في هذا المضمار: "طرح القرآن الانتشار بين الشعوب وفق أو عبر مرحلتين تاريخيتين اتسمت الأولى بأنها تعيينية ونسبية مقيدة بالاقتصار على الشعوب (الأمية) وهذا ما أنبأت به سورة (الجمعة)، وتتسم المرحلة الثانية واللاحقة للاولى بأنها مطلقة وهذا ما أنبأت به سور (التوبة، الوصف، والفتح) فجغرافية الانتشار تمضي ما بين التعيين والإطلاق وعبر حالتين تاريخيتين تختلفان في مضمونهما الحضاري. البداية مع سورة (الجمعة) حيث ينص على المرحلة التاريخية الأولى، (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) (سورة الجمعة/ 2_4).
ويواصل الباحث: "إذا استثنينا التفسيرات الدارجة والتي تشرح الآية بمعنى الجهل بالحرف رسماً وخطاً نجد تفسيرات أخرى عديدة تشير الى أن الأميين هم من كانوا على غير سابق دين وشريعة منزلة، بمعنى أن كلمة "الأمي" هي مرادف غير الكتابي، غير اليهودي التوراتي وغير النصراني الانجيلي وغير آخرين ممن عددهم الله سبحانه وتعالى (ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) (النحل/ 36)
تلك هي مرحلة الانتشار الجغرافي للإسلام والمقيدة تعييناً بحالة الشعوب غير الكتابية. وهذا ما حدث تاريخياً من جهة استيعاب الجغرافيا الإسلامية للشعوب غير الكتابية ما بني المحيطين الأطلسي غرباً والهادي شرقاً، وعلى امتداد منطقة الوسط من العالم القديم كافة. وهذا ما حدث تاريخياً من جهة استيعاب الشعوب الكتابية وبالذات اليهودية والنصرانية إذ بقيت على انتماءاتها السابقة مع ملاحظة انتشار المسيحية وتغلغلها في أرجاء جديدة على أطراف العالم الإسلامي الأمي بداية من القرن التاسع عشر.
أما لماذا حدث ذلك التعيين الجغرافي الديني بالاقتصار وقتها على عالمية الأميين، وليس الإطلاق الجغرافي فذاك أمره يرجع الى نوع من الدراسات حول طبيعة الإسلام هي أعمق من الوصفية والتقريرية، فالإسلام لم يطرح قط بوصفه ديناً يتخذ بالانتساب وإنما يُرتقى إليه بالانتساب فالإسلام يُبتغى والإبتغاء يتطلب جهد الوصول. (إن الدين عند الله الإسلام...) (آل عمران: الاية 19) وكذلك (ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (آل عمران/ الآية85).
وضمن هذا السياق لعالمية الإسلام وعالمية الدعوة الإسلامية لدى الشعوب كلها وخاصة الشعوب غير الكتابية ينتفي ذلك الاتجاه القومي العربي الذي يدعي بأن الإسلام عربياً وأن العرب هم الذين دفعوا بالإسلام الى الشعوب الأخرى وأن يكون الإسلام قد ظهر بينهم فإنه يمنح مكانة متميزة للعرب من بين الشعوب الإسلامية غير العربية. فقد قررت روح الدين الإسلامي عالمية التوجه، فمحمد عليه الصلاة والسلام _ليس هو النب العربي ولكنه الرسول الى الناس كافة (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ) (الأعراف: الاية 158). "ثم قرر الإسلام مقولة أكثر خطراً وهي أن محمد خاتم النبيين فالخاتمية تعني الاعتراف بما سبق من نبوءات ورسالات، ولا يبقى بعد الاعتراف إلا وراثتها واستيعابها بشكل متجدد وفي إطار تاريخي متقدم.
كما أن تعاليم الإسلام في التنظيم الاجتماعي والاقتصادي للشعوب قد خلق قاعدة حضارية مشتركة بين هذه الشعوب من خلال هذا التنظيم الديني العالمي الشامل "من بعد التدامج العرقي والتدامج الحضاري والغاء ثنائية الشرق والغرب من خلال ادراك أثر التشريعات الإسلامية الخاصة بمنع الربا وتشتيت الإرث ومنع الاحتكار، فهم حقيقة الإسلام قد حال اقتصادياً واجتماعياً دون التركيز الطبقي والانقسام الاجتماعي إذ جمع بين الملكية الفردية واللاطبقية بذات الوقت". أي أن هنالك نظاماً خاصاً موحداً مشتركاً في العالم الاسلامي سواء عمل به من قبل الأنظمة السياسية القائمة أو لم يعمل به، فإن العالم الإسلامي يقف من خلاله كوحدة تطبيق اجتماعي اقتصادي مستقلة عن الاتجاهات المعاصرة والأخرى التي ظهرت في القرن العشرين مثل النظامين الرأسمالي والاشتراكي. وبذلك يكون العالم الاسلامي على مستوى بنائه الاجتماعي والاقتصادي خصوصية مستقلة منبثقة عن الاسلام.
وفي المستوى التطبيقي تجلى العالم الاسلامي كمفهوم حضاري موحد عبر رابطة حضارية مشتركة في ردود فعل إزاء أحداث عديدة أبرزها ثلاثة خلال العقود الأخيرة:
_ الحدث الاول: هو احراق المسجد الأقصى في شهر آب / (أغسطس) عام 1968، وحدوث ردة الفعل العنيفة التي صدرت من العالم الإسلامي من إدانات ومواقف سياسية ضد إسرائيل وضد الجناة لا سيما أن هذا الحدث قد جاء بعد عامين من هزيمة حزيران/ يونيو عام 1967 لكن الذي يمكن تسجيله في هذا الصدد هو أن ردة الفعل المشتركة التي صدرت عن العالم الإسلامي لم تتحول الى فعل تنفيذي جذري من شأنه أن يلقي بانعكاساته على أرضية الواقع ليغير مجرى الأحداث لصالحه، بل ظل يتوقف عند مستوى الإدانة النظرية، لكن هذه الحدود النظرية فقط تشكل دلالة على المردودات التي يمكن لها أن تصدر عن العالم الإسلامي باعتباره مفهوم حضاري مشترك.
_ الحدث الثاني: هو قيام مجموعة من الملحدين والمرتدين في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1979 باقتحام المسجد الحرام في مكة بقوة السلاح واحتلاله لمدة يومين الأمر الذي أنتج هزة سياسية وشعبية اجتماعية عامة في كافة أرجاء العالم الإسلامي من أندونيسيا الى المملكة المغربية. وأفصح الكثير من مواطني العالم الإسلامي عن استعدادهم للتطوع من أجل ضرب ومحاربة المرتدين وتحرير الحرم المكي والكعبة قبلة المسلمين من اعتدائهم وقد نجم عن هذه الحادثة مقتل 135 شخصاً وكان 75 منهم من بين المرتدين.
الحدث الميداني الثالث: هو الفتوى التي أصدرها الإمام الخميني في آذار/ مارس 1989 في حق الكاتب الهندي سليمان رشدي الذي ألف رواية تسيء الى الإسلام والى شخصية الرسول اسمها "الآيات الشيطانية". فإن ردة الفعل كانت عنيفة عند كل المواطنين المسلمين ليس الموجودين في بلدانهم الاسلامية فحسب بل حتى اولئك الموجودين كعمال مهاجرين في أوروبا والولايات المتحدة أو بلدان أخرى غير اسلامية، فإن المظاهرات التي قام بها هؤلاء العمال والاقليات الاسلامية كان لها من العنف والأثر الذي هز الواقع الغربي وخاصة أوروبا بحيث كانت الصدمة غير متوقعة على صعيد الطاقة الحركية التي يحتلها الإسلام في ذهنية الجماهير المسلمة. وقد جسدت هذه الصدمة وسائل الاعلام الغربية التي بدأت تتحدث عن الموضوع بشكل واضح وتحاول فهم الاسلام من جديد.
من خلال هذه الاحداث الثلاثة نرى أن رد الفعل البسيكولوجي الجماعي الموحد والمشترك لدى المجتمعات الاسلامية نابع عن بناء حضاري ديني واحد ومشترك على الرغم من اختلاف الاعراق والقوميات والتقاليد المحلية والتباين في التكوينات الطبيعية الجغرافية في العالم الاسلامي، وان هذا الرابط الحضاري النفسي المشترك يتخذ عمقه وقوته من كونه رابطة تاريخية جاءت وليدة لتراكم تاريخي قديم أخذ يتطور عبر قرون عديدة ليتحول الى هذه القوة الحضارية الموحدة وذات الفعل السياسي والاخلاقي المشترك الذي يمكن له ان يطرح نفسه على الصعيد العالمي كرد فعل متناسق هو نتاج لأرضية حضارية دينية واحدة تصدر عن الاسلام.
إن مثل هذه الخلفية التاريخية الثقافية _ الاسلامية المتراكمة والتي تداخلت عبر تراكمها مع التكوين النفسي الحالي للمجتمعات الاسلامية هي التي تشكل المفهوم الحضاري للعالم الاسلامي. أي أن العالم الاسلامي وفق هذا المفهوم هو كيان ثقافي بسيكولوجي روحي جماعي موحد يتجاوز كل الاختلافات العرقية والقومية والأتنية والجغرافية والتقاليدية المحلية للمجتمعات المتعددة التي تشكل في مجموعها شعوب العالم الاسلامي.
------------------------------
المصدر: العالم الإسلامي في الاستراتيجيات العالمية المعاصرة
 

مركز الصدرين للمصطلحات والمفاهيم   || موسوعة علم السياسة