سياستنا تجاه الطاقة الكهربائية / أسعد تركي

لا يخفى على الجميع ما للطاقة الكهربائية من أثر بالغ وخطير على المستوى الإقتصادي والعلمي للفرد والمجتمع وما لهذا الأثر من تداعيات ومضاعفات على المستويات الأخرى ولذلك لابد من تركيز كل الجهود الممكنة وتحشيد كل الطاقات المتوفرة والمتعلقة بهذا المجال لإيصال المنتوج الكافي الذي يحتاجه المجتمع لتسيير أعماله اليومية ، ولكننا اليوم نجد ومع بالغ الأسف بأن المختصين في هذا الأمر قد عالجوا مشكلة الطاقة الكهربائية بعلاجات مؤقتة ومحدودة الأفق لا تنم عن دراسة واعية أو خطط إستراتيجية ، فقد تعذر المختصون بعدم القدرة على توفير المولدات الضخمة لتوفير الطاقة اللازمة لعدم توفر الوقود الكافي الذي تحتاجه هذه المولدات متناسين بأن هذا الوقود لم يعد كافياً بسبب ما يستهلكه المجتمع في المولدات المنزلية الصغيرة والمولدات المتوسطة والكبيرة نسبياً و المنتشرة في المناطق السكنية ، ولكننا نرى بأن معالجة مشكلة الطاقة الكهربائية يجب أن تسير في إتجاهين :
الإتجاه الأول – هو وضع الحجر الأساس وبخطة إستراتيجية محكمة لبناء منظومة كهربائية متكاملة من محولات ومولدات منتشرة بشكل متناسب وقريب من مناطق الإستهلاك للطاقة بحيث تقل المسافات الطويلة للأنابيب بقدر المستطاع لكي تقل نسبة إحتمال تعرض الشبكات والأنابيب لخطر التخريب في المناطق والمحافظات الغيرآمنة وبما يوفر المنتوج الكافي والإحتياطي للمجتمع و للبلد ومؤسساته ومصانعه ومعامله.
الإتجاه الثاني – هو البدأ وبشكل متزامن مع الإتجاه الأول بتوفير معالجة مؤقتة لتوفير الطاقة الكهربائية بمنتوج بسيط ومحدود ولكنه يكفي للجميع ولمدة أربع وعشرين ساعة مستمرة وهذه النسبة المحدودة هي ( 10 أمبير ) وأعتقد بأنه يكفي مؤقتاً لتوفير المستلزمات الأساسية للمجتمع ، علماً بأن كمية الطاقة الكهربائية المتوفرة الآن كافية لتغطية كافة أنحاء العراق بمقدار ( 10 أمبير ) ومن دون إنقطاع ويتم هذا الأمر بتنصيب مايسمى ب ( العداد الذكي ) – (smart counter ) في محولات المنازل والتي تنطفئ وتقطع التيار الكهربائي إذا تجاوز الإستهلاك المنزلي عن النسبة المحددة والتي مقدارها ( 10 أمبير ) وفي حالة إحتياج المستهلك إلى كمية أكبر من النسبة المقررة لتسيير الأعمال وغيرها ، فيمكن ذلك بتقديم طلب رسمي إلى الدوائر المختصة في وزارة الكهرباء والتي تبيع ذلك المقدار الزائد عن النسبة المقررة بأسعار مضاعفة تتناسب مع الجهد المبذول لإنتاج تلك الطاقة ، علماً أن عملية نصب هذه العدادات و إجرائاتها وفي كافة أنحاء العراق تستغرق ما يقارب الستة أشهر فقط .