ما كتب عن الشهيد السيد محمد صادق الصدر ( قدس سره)

الشهيد السعيد محمد صادق الصدر ما قبل إستشهاده

دعم صلاة الجمعة:

 إنّ إقامة صلاة الجمعة من الأمور العبادية التي قد تصل إلى حد الضرورة الإسلامية، لما تقتضيه مصلحة المسلمين من الاجتماع في صلاتهم للعبادة الجماعية، وللاطلاع على قضاياهم العامة من أجل اتخاذ الموقف الموحّد

كان موقف المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله واضحاً تجاه حركة السيد محمد صادق الصدر، وكان المؤمنون يرون في سماحته ركناً وثيقاً لدعم مشروع الصدر الثاني(قدس سره)، وبعد أن أقيمت صلاة الجمعة في العراق، ولأنها كانت حدثاً جديداً فيه، كثرت الآراء حول هذه الخطوة التي أقدم عليها السيّد الصدر؛ حول مشروعية ما يقوم به ودوافعه، والثمار التي تترتب على هذه الخطوة.

 أما سماحة السيد فضل الله، فكان ينظر إلى صلاة الجمعة باعتبارها أمراً عبادياً يحمل في مضامينه الأمل في أن يؤدي دوراً كبيراً في العراق في رصّ صفوف المؤمنين تجاه المشروع الإسلامي، لذا فبمجرد أن سئل سماحته عنها، أجاب بتأييدها وتشجيع المؤمنين على حضورهاوينبغي أن نشير إلى أن هذه الفتوى تعتبر من النصوص الصريحة في بيان موقف سماحة السيد فضل الله تجاه المشروع التغييري للسيد محمد الصدر (قدس سره) في العراق.

ويظهر النصّ مدى الدعم الذي يوليه سماحته لحركة الشهيد الصدر، ونحن نقدم هذه الفتوى بين يدي القارئ الكريم، كي يطّلع عليها، ويرجع ليتذكر الظرف الذي صدرت فيه، وليرى الموقف الواضح والشجاع للسيّد فضل الله في دعم حركة الإيمان.

استفتاء حول صلاة الجمعة في العراق:

س: كما يعلم سماحتكم، أن صلاة الجمعة تُقام الآن في أغلب مدن العراق بأمر من سماحة السيد محمد صادق الصدر، وبإمامته في مسجد الكوفة، لكن تتعالى من هنا وهناك أصوات تختلف في اتجاهاتها وميولها ولكنّها تتّحد على هدم صلاة الجمعة، كلّ على طريقته، البعض يقول إنها بدعة ولم يصلّها أي من علماء الإمامية منذ فترات طويلة، لأنهم يرون أن المصلحة تقتضي عدم إقامتها، والبعض يقول إنها سبب في إراقة الدماء الطاهرة، وآخر يقول إنها تهدم الشيعة في العراق، وآخر يقول إنها واحدة من أساليب الاستكبار العالمي لهدم الدين في العراق، وإنها في خدمة الاستعمار، ونحن نسأل سماحتكم، بصفتكم أحد مفكري وعلماء الإسلام والمذهب على وجه الخصوص، عن رأيكم ورأي الشريعة حول إقامتها وحضورها في الوقت الراهن؟!

ج ـ إنّ إقامة صلاة الجمعة من الأمور العبادية التي قد تصل إلى حد الضرورة الإسلامية، لما تقتضيه مصلحة المسلمين من الاجتماع في صلاتهم للعبادة الجماعية، وللاطلاع على قضاياهم العامة من أجل اتخاذ الموقف الموحّد، فإن الكتاب والسنة يدلان على وجوبها، ولولا بعض التحفظات الفقهية، لقلنا بالوجوب التعييني، وإذا أقيمت بشروطها الشرعية وجب الحضور عندنا، وقد كان أستاذنا السيد الخوئي(رحمه الله) يقول بالاحتياط الوجوبي في هذه الصورة.

ـ وحول الأقاويل المذكورة أعلاه التي يتكلم أصحابها باسم الإسلام والتشيع، يقول سماحته:

ـ إن هذه الأقاويل لا ترتكز على قاعدة شرعية ثابتة، وإن فسادها واضح، فإن عدم إقامة العلماء السابقين لها، قد يكون ناشئاً من ظروفهم الخاصة أو فتاواهم الخاصة، أما كونها من أساليب الاستكبار، فهو مما يضحك الثكلى، لأنها من فروض الإسلام التي تؤكد مواجهة الاستكبار والكفر العالميين إذا كان القائمون بها في مستوى المسؤولية.

وحول ما ينصح به سماحة السيد مقلّديه وعموم المسلمين في العراق، يقول:

ـ إنني أنصح أبناءنا المؤمنين، بتأييد صلاة الجمعة، والالتفاف حولها، فإن فيها الخير الكثير.

الدفاع عن صلاة الجمعة:

إننا نعارض هذا النظام الذي أجرم في حق العراقيين وفي حق كلِّ المنطقة، ولكننا في الوقت نفسه، نجد أن أمريكا وبريطانيا لا تقصفان بطائراتهما الحاكم في العراق ومؤسساته، ولكنهما تقصفان الشعب العراقي وتحاولان تدمير مواقعه وتدمير دفاعاته

حينما كانت الأحداث تتسارع في العراق، وذلك قبل أيام من استشهاد السيد الصدر الثاني(قدس سره)، كان سماحة السيد فضل الله(دام ظله) يتابع الحدث ويوليه الاهتمام المطلوب، ولذا حينما حلَّ يوم الجمعة المصادف 25/شوال/1419هـ، كان موضوع العراق يشغل الحيِّز الأكبر من خطبة الجمعة السياسية، ومما ورد في حديثه في تلك الخطبة ما يلي:

قال سماحته: لا يزال العدوان الأمريكي البريطاني على العراق، والذي يستهدف الشعب العراقي، تحت تأثير حجج سياسية وعسكرية باسم حماية الشعب العراقي، في الوقت الذي يسقط بفعل القصف الأمريكي عشرات المدنيين بين وقت وآخر.

إننا نعارض هذا النظام الذي أجرم في حق العراقيين وفي حق كلِّ المنطقة، ولكننا في الوقت نفسه، نجد أن أمريكا وبريطانيا لا تقصفان بطائراتهما الحاكم في العراق ومؤسساته، ولكنهما تقصفان الشعب العراقي وتحاولان تدمير مواقعه وتدمير دفاعاته. ونقول إنه ليس لأمريكا ولا لبريطانيا أية وصاية على العراق وعلى الشعب العراقي، ولذلك فنحن نرفض مثل هذا العدوان جملةً وتفصيلاً، وعلى المسلمين أن يرفضوه كذلك.

كما إننا نريد أن نؤكد مسألة أخرى، وهي أن الشعب العراقي لا يزال محاصراً من الاستكبار الأمريكي من جهة، ومن خلال نظامه وحاكمه من جهة أخرى.

وقد وصلنا من الأخبار أخيراً، أن النظام العراقي عمل بكل ما عنده من طاقة للضغط على صلاة الجمعة التي امتدت في أكثر مواقع العراق وأكثر مناطقه، هذه الظاهرة الإسلامية الحيوية التي استطاعت أن تفتح عقول المؤمنين وقلوبهم هناك على ما تعطيه صلاة الجمعة من توجيه ووعظ في كل المجالات.

إننا سمعنا أن هناك ضغوطاً لمحاصرة هذه الصلاة، واعتقال الكثيرين من أئمة الجمعة هناك، باعتبار أن النظام أصبح يشعر بخطر على نظامه وعلى امتيازاته من خلال ذلك.

إننا نرفع أصواتنا عاليةً من أجل أن يرفع هذا النظام يده عن المؤمنين، وأن لا يمارس الضغط على الحريات الدينية، ولا سيما العبادية، كما ضغط في الحالات السابقة.

نحن مع الشعب العراقي في كل آلامه وفي كل قضاياه ومشاكله، وفي كل الحصار الذي يعانيه في الداخل والخارج.

 

السيرة الذاتية || الصور || المؤلفات || ما كتب حوله