مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية

موقف الإيرانيين من الدعوة الإسلاميّة (1)
 د. محمّد علي آذر ش


ب اخترت موضوع "موقف الإيرانيين من الدعوة الإسلاميّة" لسببين : الأول لأني قادم من إيران ، والأحرى أن أختار موضوعاً هو ـ إضافة إلى ارتباطه بموضوع المؤتمر ـ يرتبط أيضاً بالصقع الذي قدمت منه.
والثاني ـ لأن بعض كتب التاريخ تتحدث عن فتح إيران بالقوة وعن إسلام الإيرانيين بالسيف ، وعن تحايل الإيرانيين بعد قرنين من الفتح على التملص من الإسلام ومقاومة أفكاره وعقائده وتعاليمه ، وهو ما يشوه الصورة الإسلاميّة ويضفي على الفتح المبارك طابعا دمويا.
ولذلك سأتناول في هذه السطور الموضوعات التالية :
1 ـ مسألة انتشار الإسلام بالسيف في إيران .
2 ـ موقف الإسلام من الديانة الزرادشتية.
3 ـ إخلاص الإيرانيين للإسلام.
4 ـ التعايش الأخوي العربي ـ الإيراني في ظل الإسلام .
5 ـ موقف الفتح الإسلامي من التراث الحضاري الإيراني القديم.
6 ـ عطاء الإسلام للإيرانيين. انتشار الإسلام في إيران بالسيف
في تاريخ الطبري روايات عن مذابح حدثت في العقود الإسلاميّة الأولى بعضها يرتبط بحروب الردة وبعضها بالفتوح الإسلاميّة . ومن أخباره عن حروب الردة اجتماع قبائل ثعلبة بن سعيد في "أبرق الربذة" وإعلانهم منع الزكاة ، وقول الخليفة أبي بكر عنهم : "والله لو منعوني عقالا لجاهد تهم عليه" ، وما تبع ذلك من سفك دماء غزيرة ، ومنها رواياته عن ردة طي ، وعودتهم بعد ذلك إلى الإسلام بالتهديد والتخويف ، وهكذا رواياته عن ردة أهل عمان ومهرة وقتل عشرة آلاف من المرتدين فيها ، وهكذا حديثه عن ردة اليمن الأولى والثانية وردة الاخابث وفي جميعها ذكر لجموع غفيرة من القتلى والى عمليات إبادة للحرث والنسل(2). وهذه الأخبار وإن كانت تثير شك الباحث الموضوعي بمجرد قراءتها لأنها تتعارض مع أخبار ترتبط بإقبال الجزيرة العربية على الإسلام طواعية ، سوى فئة قليلة من طلقاء مكة ، لكن الدقة في أسانيدها يكشف زيفها جميعا لأنها ترتبط كما ثبت في التحقيق بمؤامرة كان على رأسها الروائي سيف بن عمر استهدفت مسخ حقائق التاريخ
الإسلامي(3).
وإذا كان سيف بن عمر قد وضع روايات دموية في أخبار الردة ، فقد وضع مثل هذه الروايات في الفتوح أيضاً ، وخاصة فتح إيران(4). وهي أيضاً مليئة بسيول الدماء وصور البشاعة التي تقشعر منها الأبدان ، وكلها مزيفة ولا أصل لها من الصحة(5).
وما يرتبط بدمويات روايات سيف بن عمر في فتح إيران ـ إضافة إلى تعارضه مع طبيعة الدعوة الإسلاميّة ، ومع وثائق تاريخية كثيرة جدا عن الموقف الإنساني تجاه اهالي البلدان المفتوحة في ظل الإسلام ـ فإنه مرفوض لما يلي:
1 ـ إن الإيرانيين المتحررين من ربقة السيطرة الكسروية أسلموا قبل الفتح ، من ذلك الايرانيون في اليمن والايرانيون في البحرين ، ووجود سلمان الفارسي بين ابرز الصحابة له دلالته الواضحة.
2 ـ تذكر الوثائق أن جماعات غفيرة من أصناف الإيرانيين تعاونوا مع الفاتحين المسلمين في القضاء على النظام الكسروي منهم القبائل المتنقلة وراء الكلأ (الزط) ، ومنهم سكان السواحل (السيابجة) ، بل منهم قواد جيش يزد جرد (الاساورة) (6).
3 ـ تخمينات الباحثين تذهب إلى أن عدد المقاتلين المسلمين في فتح إيران لم يتجاوز(60) ألفا ، وكانوا يفتقدون إلى ما كان عند الجيش الإيراني من عدة
وعتاد وآلة الحرب وفنون القتال ، بينما كان سكان إيران آنئذ يبلغ (140) مليونا منهم عدد لا يحصى من الجنود (7) حجم سكان إيران إذن كان كافيا لان يضيع فيه المقاتلون المسلمون مما يدل على أن الفتح كان وراءه الشعب الإيراني نفسه أيضاً .
4 ـ التوغل الإسلامي السريع إلى أقاصي شرق إيران يدل على أن المقاومة الوحيدة التي واجهها الفتح الإسلامي إنّما  كانت من القوات التي بقيت موالية لخسرو پرويز ، وما إن اندحرت حتّى توغل الفاتحون المسلمون في العقد الثاني الهجري إلى خراسان وماوراء النهر ، فمن أسلم من أهل البلاد المفتوحة ، أصبح له ما للفاتحين وعليه ما عليهم ، ومن أبى الإسلام صالحه المسلمون على "تقوى الله ومناصحة المسلمين واصلاح ما تحت يديه من الارضين"(8).
ومن الطريف في أمر الفتح الإسلامي أن المسلمين دخلوا غرب إيران ووصولا قزوين غير أن منطقة شمال قزوين ، الجبلية وهي منطقة سكان الديلم استعصت عليهم ، ويبدو أن هؤلاء الديالمة قد تركت طبيعة الجبال الوعرة اثرا في طبيعة سلوكهم ، فكانوا أشداء ذوي منعة وجلادة ومقاومة ، فأبوا أن يسمحوا للفاتحين ـ كما أبوا أن يسمحوا من قبل للساسانيين ـ بالتوغل إلى منطقتهم ، وأضحوا حتّى منتصف القرن الثالث الهجري يسمون كفار الديلم ، ولكن هؤلاء أنفسهم احتضنوا الداعية العلوي الحسن بن زيد وولوه عليهم وأصبحت المنطقة بعد حين مسلمة على مذهب أهل البيت (9).
5 ـ سنرى فيما بعد أن الإيرانيين بعد قرنين من الفتح الإسلامي نالوا
استقلالا سياسيا عن مركز الخلافة ولكنهم ازدادوا التزاما بالإسلام وحركة في خدمته على جميع الأصعدة . كما أنهم منذ تشرفهم بالإسلام انصهروا فيه وانهمكوا في فهم لغته وكتابه وتعاليمه ، فكانت لهم المشاركة العظيمة مما يدل كلّ ذلك على أن دخولهم الإسلام لم يكن أبداً بحد السيف ، ولم يكن أبداً عن رهبة بل عن رغبة عميقة. موقف الإسلام من الديانة الزرادشتية
كانت الديانة السائدة في إيران عند الفتح الإسلامي هي الديانة الزرادشتية ، ومع أن طبيعة هذا الدين لم تكن كالمسيحية واليهودية في وضوح ارتباطها بالنبوات الحقة ، فقد عاملهم المسلمون باعتبارهم أهل كتاب ، ولم يجبروهم قط على ترك دينهم (10)، لكنهم دخلوا في دين الله أفواجا ، ويعود هذا الدخول الجماعي في الإسلام إلى عوامل كثيرة أهمها ارتباط الديانة الزرادشتية بالنظام الحاكم الساساني ، ومع انهيار هذا النظام الحاكم انهار الجهاز الديني الزرادشتي أيضاً (11) ، ولا شك أن هذا الدين ارتبط في أذهان الإيرانيين بما كان ينزل بهم من ظلم الحكام الساسانيين ، ولذلك وجدوا في الإسلام المنقذ لهم من هذا الظلم كما سنبين ذلك ، ولكن هذا لا يعني طبعا دخول كلّ أتباع الديانة الزرادشتية في الإسلام فقد ظلت أسر كبيرة منهم على دينهم حتّى القرن الرابع الهجري ، ولا تزال جماعة منهم باقية على دينهم حتّى يومنا هذا ولقد كان الزرادشتيون في ظل الإسلام ينعمون بما لم ينعموا به في ظل الدولة الساسانية ، من ذلك إعفاؤهم من
الجندية ، ومن ذلك أيضاً قيامهم بطقوسهم الدينية على الطريقة التي تحلو لهم وكانوا من قبل مجبرين على أن يؤدوها وفق تعاليم الدولة وقوانين المؤسسة الدينية الصارمة (12). ولم يكن عليهم من الواجبات تجاه الدولة الإسلاميّة سوى أداء ضريبة الجزية مقابل حصولهم على حماية الدولة الإسلاميّة ، وكان مبلغ الجزية يزيد قليلا على ما يدفعه المسلم من ضرائب (13) كما انها ما كانت تزيد على مبلغ ضريبة الرأس التي كانوا يؤدونها للحاكم الساساني (14).
وتذكر الوثائق أن الزرادشتيين اسلموا بالتدريج خلال القرون الإسلاميّة ، ويذكر أن سامان جد مؤسسي الدولة السامانية أسلم في القرن الثاني وقابوس جد سلالة حاكمة ايرانية أخرى أسلم في القرن الثالث ، ومهيار الديلمي الشاعر الإيراني المعروف أسلم في أواخر القرن الرابع الهجري (15). أكثر أهالي كرمان ظلوا طوال العصر الاموي على الديانة الزرادشتية ، ويتحدث المقدسي الذي طاف في فارس عن الزرادشتيين هناك ومكانتهم واحترام المسلمين اياهم (16) وهكذا يذكر المسعودي عن أهالي اصطخر ، ويتحدث عن كتاب جامع كان لدى الزرادشتيين عن تاريخ الدولة الساسانية استفاد منه في تدوين تاريخه ، ويذكر اسم "الموبد" في هذه المدينة ومكانته بين أتباعه(17).
ويعقد المسعودي في مروج الذهب فصلا تحت عنوان : "في ذكر الأخبار عن بيوت النيران وغيرها" ويذكر اسم بيت النيران في "دارا بجرد" التي رآها سنة
332 هجرية ومدى احترام المجوس لها ، ويقرر أنها تحظى بتقديس المجوس أكثر من غيرها من بيوت النيران.
وتذكر الوثائق التاريخية أن اتساع دخول الإيرانيين في الإسلام كان يقلص من حرية حركة اتباع الديانة الزرادشتية ، مما دفع بعض الزرادشتيين إلى الهجرة إلى الهند.
ويحسن هنا أن نشير إلى ما كتبه "المستر فراي" عن هذا الموضوع إذ يقول ما ملخصه:
"إن الزرادشتيين في إيران اتجهوا إلى الإسلام عن طريق دعاة الصوفية والشيعة ، وخاصة الشيخ أبا إسحاق إبراهيم بن شهريار الكازروني المتوفى سنة 1034 ميلادية.
واتجه زعماء الديالمة الزرادشتيون إلى الإسلام ، واسسوا فيما بعد دولة البويهيين في إيران والعراق واختاروا مذهب أهل البيت لهم عقيدة وسلوكا ، واللغة العربية كلاما وكتابة وأدب(18).
كلّ هذا ينفي من جهة أقاويل انتشار الإسلام بالسيف في إيران ، ويبين من جهة أخرى موقف الإسلام من الديانة الزرادشتية. إخلاص الإيرانيين للإسلام
ذهب بعض الباحثين الإيرانيين والعرب ـ مدفوعين بموجة الصراع القومي التي شاء أعداء الإسلام أن يؤججوا نيرانها في العالم الإسلامي ـ إلى أن
الإيرانيين أمام اجتياح الإسلام اتخذوا موقف سكوت لمدة قرنين ثم عادوا إلى تحقيق هويتهم القومية بعد أن نالوا استقلالا سياسيا عن مركز الخلافة الإسلاميّة (19).
وهذه الفرية تعني أن الإيرانيين أسلموا بقوة السيف ثم بعد أن استعادوا قوتهم أعلنوا رفضهم للإسلام وعادوا إلى هويتهم القومية السابقة وهي إساءة كبيرة إلى دين الدعوة بالتي هي أحسن والى الإيرانيين أيضاً ، لأن هؤلاء القوميين الإيرانيين ـ كما يقول الشهيد مطهري ـ أرادوا أن يشيدوا بالالتزام القومي للإيرانيين فأضفوا عليهم صفة الرياء والنفاق والمخادعة(20).
وفي أيدينا مالا حد ولا حصر له من الوثائق التي ترفض هذه المقولة وتفندها ونكتفي بتسليط الضوء باختصار شديد على جانبين من حياة الإيرانيين بعد الإسلام ليتبين لنا أنهم أقبلوا على الإسلام بإخلاص وحملوا لواءه وضحوا في سبيل اعتلاء كلمته بهمة عالية.
الأول ـ اهتمام الإيرانيين في مجال نشر الإسلام.
والثاني ـ اهتمامهم في إثراء العلوم الإسلاميّة. دورهم في مجال الدعوة
ذكرنا أن الحكام الإيرانيين في اليمن أسلموا قبل الفتح الإسلامي لإيران وأسلمت معهم اليمن ، وهؤلاء الإيرانيون ساهموا بشكل فعال في تثبيت الإسلام جنوب الجزيرة العربية وفي القضاء على حركات الردة (21) وهؤلاء الإيرانيون
المسلمون في اليمن ساهموا في فتوح شمال أفريقيا في العصر الإسلامي الأول(22)، وهؤلاء طبعا غير الخراسانيين الّذين انتشروا في مصر وشمال أفريقيا ، وحكموا هذه الأصقاع ، وساهموا في تثبيت راية الإسلام فيها خلال العصر العباسي الأول والثاني والعصر الفاطمي(23).
لا تتوفر مع الآسف دراسات مستقلة عن دور الإيرانيين في مجال الدعوة ونشر الإسلام ، غير أن الوثائق المتفرقة في كتب التاريخ والسير والمذكرات تدل بوضوح على نشاط عظيم نهض به الإيرانيون في نشر الإسلام في شبه القارة الهندية ففي ظل حملات الغزنويين على الهند نشط العلماء في نشر الدعوة هناك مثل البيروني والحكيم الخراساني كما انهم نشطوا أيضاً في ظل هجوم السلاطين الغوريين على الهند ، وكان من أشهرهم الخواجة معين الدين چشتي.
ونشطوا أيضاً في الدعوة تحت ظلل حكم التيموريين في الهند وفي ظلل حكومة القطب شاهيين سعوا في نشر تعاليم الإسلام في منطقة الدكن ، وهكذا في عصر العادل شاهيين حيث هدوا الوثنيين الهنود في مناطق الهند المركزية إلى الدين المبين وكذا الأمر في عصر النظامشاهيين والملوك النيشابوريين.
وتذكر الوثائق نشاط الإيرانيين في نشر الإسلام في كشمير التي كانت حتّى سنة 715 هجرية لا تدين بالإسلام ومن هؤلاء الدعاة الإيرانيين في كشمير المير سيد علي الهمداني الذي تربى على يديه آلاف الطلبة الكشميريين.
وتذكر أيضاً دور التجار الإيرانيين في نشر الإسلام في الصين ، ولا تزال بعض مكتبات الصين تضم كتبا إسلامية الّفها صينيون باللغة الفارسية . كما نستطيع
أن نجد نظير هذا الدور في بعض بلدان جنوب شرقي آسيا (24).
وفي بحث القاه البرفسور إسماعيل يعقوب رئيس جامعة سور اباياى الاندنوسية سنة 1969 في مؤتمر الفية الشيخ الطوسي قال : "اسم فارس ورد في الحديث الشريف وهو الصقع الذي يطلق عليه اليوم اسم إيران ، وهو اسم معروف تماما عند الشعب الاندنوسى لاننا نعلم أن الإسلام دخل اندنوسيا على يد دعاة قدموا إلى الجزائر الاندنوسية ومنهم الإيرانيون الدعاة الإيرانيون جاءوا اندنوسيا ونشروا الإسلام في أرجائها حتّى اصبح 90 بالمائة من سكان اندنوسيا ـ البالغ عددهم اليوم 110 ملايين ـ مسلمين"(25).دورهم في إثراء العلوم الإسلاميّة
إقبال الإيرانيين الشديد على تعلم لغة الدين المبين ودراسة مصادر الإسلام والتعمق فيها من الدلائل الواضحة على انصياعهم فكريا ونفسيا لهدى الدين وعلى اهتمامهم الشديد بإثراء العلوم الإسلاميّة وصيانتها ولم شتاتها ونتيجة لهذا الاهتمام برز فيهم أئمة القراءات : مثل عاصم ، ونافع ، وابن كثير ، والكسائي ، وأئمة التفسير : مثل الطوسي ، والطبري ، وأبي الفتوح الرازي ، والفخر الرازي ، والميبدي ، والبيضاوي وأئمة الحديث : مثل أصحاب الكتب الأربعة : الكافي ، والصدوق ، والطوسي وأصحاب الصحاح الستة : البخاري ، ومسلم ، وأبي داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ويطول الحديث لو أردنا استعراض المؤرخين والفقهاء
واللغويين والأدباء والبلاغيين والمتكلمين والفلاسفة والحكماء وأصحاب الفنون الجميلة (26).
وانطلاقا من هذه المشاركة العلمية الجادة يرفض الدكتور براون أن يكون القرنان الأولان عصر ركود وانحطاطا بالنسبة للإيرانيين ويقول بعد حديثه عن سلمان الفارسي :
"سلمان هو الشخص الوحيد الذي ورد من الإيرانيين في جامعة الصحابة المعززة والمكرمة ، وكثير من كبار العلماء المسلمين نهضوا منذ العصور الإسلاميّة الأول من الأصل الإيراني ، وجمع من أسرى الحرب مثل أولاد شيرين الأربعة (ابن سيرين واخوته الثلاثة) الّذين أسروا في جلولاء بلغوا فيما بعد مراتب شامخة في عالم الإسلام من هنا فإن القائلين بأن الإيرانيين بعد استيلاء العرب على إيران ظلوا القرنين أو ثلاثة يفتقدون الحياة العلمية والمعنوية لا يصح بأي وجه بل بالعكس فإن تلك القرون تشكل عصرا رائعا ومهما ومنقطع النظير إنها قرون امتزاج القديم والجديد ، وتحول الآداب وتطور التقاليد والعقائد والأفكار ، لكنها ليست عصر ركود أو سكون أو موت"(27).التعايش الأخوي العربي الإيراني في ظل الإسلام
كانت إيران قبل الإسلام إمبراطورية تتلخص حركتها في تحقيق أهداف توسعية تسلطية شأنها شأن كلّ القوى المتجبرة الجاهلية ، وكان العرب ممن اكتووا بنار هذه الأهداف ، نلاحظ ذلك في علاقة كسرى بملوك المناذرة في الحيرة ، فما
إن ساءت العلاقات بين كسرى پرويز والنعمان أبي قابوس حتّى قضى كسرى على دولة المناذرة رغم ما أسداه عرب الحيرة من خدمات للبلاط الإيراني الكسروي في فتح مصر وفي صد اليونانيين كما إن الوثائق تذكر نزاع الإيرانيين والعرب حول حصن الضيزن على شاطئ الفرات وتحدثنا الوثائق عن صراع دموي حدث بين الإيرانيين والعرب في عصر سأبور الثاني (309 ـ 379م) إذ أغارت القبائل العربية على أطراف مملكته فانتقم سأبور منها وأسكن أسراها في كرمان وأهواز ومناطق أخرى من أرض إيران ويقال إن سأبور هذا كان ينزع أكتاف رؤساء القبائل العربية فسماه العرب ذا الأكتاف.
ولا تذكر الوثائق التاريخية عن تعايش سلمي بين العرب والإيرانيين قبل الإسلام سوى ما حدث في اليمن ، إذ دخلها الإيرانيون ليخلصوا اليمنيين من الأحباش ، فاستوطنوا فيها وتعايشوا مع أهل اليمن ، وربما يعود هذا التعايش السلمي إلى بعد اليمن عن السيطرة الكسروية المباشرة(28).
أما بعد الفتح الإسلامي فقد أصبح العرب والإيرانيون أمة واحدة واصبحوا بنعمة الله أخوانا ، وسجل التاريخ صفحات رائعة من التآخي العربي الإيراني ، هي بحق من أروع صفحات عطاء الدين في إنقاذ الشعوب من النزاعات الدموية ومن الروح التسلطية المتفرعنة ويحتاج استعراض هذه الصور الرائعة إلى دراسة مستقلة فاكتفي بذكر بعض اللقطات منها.
هاجرت القبائل العربية إلى شرق العالم الإسلامي فتوطنت مع الإيرانيين في العراق وإيران وكانت الهجرة كثيفة بشكل خاص إلى خراسان الكبرى . وكان اللغة السائدة في العراق العربية ومعها الفارسية ، والسائدة في إيران الفارسية ومعها
العربية وعلى أثر التزاوج والتعايش نشأ أبناء العرب على اللغة الفارسية ، ولم يمض جيلان حتّى تعذر التمييز بين العرب والإيرانيين في اللغة والملبس والعادات والتقاليد(29).
وهناك من يحاول أن يتخذ من قضية الموالي والتعامل العربي معهم موضوعا للطعن في التعايش الأخوي بين الإيرانيين والعرب والواقع إن نظام الولاء وفر فرصة زوال الفواصل بين القبائل العربية والمسلمين الجدد ، حيث أصبح الموالي جزء من هذه القبائل يتمتعون بكل ما توفره القبيلة لا بنائها من حماية سياسية واقتصادية واجتماعية ثم إن الحديث عن الموالي على انهم فئة اجتماعية واحدة فيه الكثير من المجازفة والتبسيط المخلّ كما يقول الدكتور الدوري (30) لأن الموالي لم يكونوا فئة واحدة ، فمنهم الكتاب والوزراء ، ثم منهم الفقهاء والعلماء ولهؤلاء منزلة عالية ، ومنهم التجار ، وأثرهم كبير في الحياة الاجتماعية ، كما إن منهم الصناع والفلاحين ، وكان ينظر إلى هذه الفئة الأخيرة نظرة متواضعة.
والواقع إن التاريخ احتفظ لنا بصور من الإهانات التي نزلت بالموالي وخاصة في العصر الأموي حتّى إن الجزية فرضت على المسلمين منهم في فترة من فترات الحكم الأموي ، ولكن هذا لم يخل بالتعايش السلمي بين الإيرانيين والعرب فكلاهما كان متبرما بظلم الأمويين وساخطا عليهم ، كما أن العرب دافعوا عن الإيرانيين تجاه ما أنزله بهم بعض الولاة العرب المتعصبين من ظلم وتمييز عنصري(31)، ثم إن الخراسانيين عربا وإيرانيين تعاونوا في القضاء على الحكم الأموي
واستئصال شأفته.
جدير بالذكر أن القوميين المتعصبين من العرب والإيرانيين يحاولون أن يركزوا على بعض الحركات القومية الإيرانية التي شهدها التاريخ مثل حركة "به آفرين" و"سنباد" و"بابك الخرمي" و"مازيار" ليثبتوا تفوق العنصر القومي لدى الإيرانيين على الروح الدينية ولكن كل الوثائق التاريخية تشهد خلاف ذلك ، ففي كلّ أمة شواذ ، ولا أدل على شذوذ هؤلاء من انزوائهم عن الأمة وتحولهم إلى لصوص وقطاع طرق ومجرمين ، حتّى تم القضاء عليهم بيد القادة الإيرانيين أنفسهم من أمثال أبي مسلم والافشين(32).
ولا بأس من الإشارة إلى أن مصر تعتبر واحدة من أهم مناطق التعايش العربي ـ الإيراني ، فالإيرانيون بعد الإسلام شاركوا في فتح مصر من اليمن ، ثم كانوا يشكلون نسبة كبيرة من الجيش الذي تعقب مروان آخر الخلفاء الأمويين إلى هذا البلد وعند القضاء على الأمويين سكن كثير من الإيرانيين في مصر ، وتعايشوا مع المصريين حتّى إن أهل مصر كانوا يرجعون في عصر إلى الفقيه الإيراني الليث بن سعد. موقف الإسلام من التراث الإيراني القديم
لا شك أن الإسلام حارب كلّ ما يصد حركة الإنسان والمجتمع الإنساني نحو الكمال المنشود في الفكر والسلوك والنظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، وألغاه جميعا .. ولكن موقفه من النتاج الفكري والعلمي الإنساني لم
يكن سلبيا أبدا إذا لم يندرج في قائمة موانع الحركة التكاملية يشهد على ذلك موقفه من التراث الإيراني القديم .. من اللغة الفارسية .. ومن علوم الحرب .. ومن علوم الادارة .. ومن فنون العمارة .. ومن الكتب القديمة .. ثم من العادات والتقاليد السليمة.
مع أن اللغة العربية هي لغة الدين ، ولا يصح إسلام مسلم إلاّ إذا تعلم قدرا من هذه اللغة ، فأن العرب لم يفرضوا لغتهم على أبناء الشعوب المفتوحة فرضا كما فعلت القوي الغازية في التاريخ بل وفي عصرنا الراهن أيضاً .
نعم ، لقد أقبل الإيرانيون بنهم على تعلم اللغة العربية وخدموا هذه اللغة في مختلف المجالات ، ولكنهم لم يجدوا أنفسهم ملزمين بترك اللغة الفارسية ، فبقيت هذه اللغة إلى جنب اللغة العربية ، بل إن العرب الساكنين في إيران بعد جيل أو جيلين أصبحوا يتكلمون باللغة الفارسية ولكن من الطبيعي أن تمتزج اللغتان لتشكلان اللغة الفارسية الإسلاميّة بمفرداتها العربية الكثيرة.
واستفاد المسلمون دون شك من فنون الحرب الإيرانية لأن الاكاسرة كانوا يهتمون بهذا الجانب بشدة لما كان بينهم من حروب مستمرة مع الروم المنافسين لهم في السيطرة على العالم ، والوثائق التاريخية المتوفرة في هذا المجال رغم قلّتها توضح استفادة العرب من هذه الفنون ، ففي عصر الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ حفر الخندق حول المدينة في حرب الأحزاب باقتراح من سلمان الفارسي ، وكلمة الخندق كما يقال فارسية ثم إن القادة العسكريين الإيرانيين في اليمن كان لهم دور في إدارة عمليات الفتوح وفي القضاء على الردة كما إن جمعا من قادة جيش كسرى (الاساورة) كان لهم مثل هذا الدور حتّى في فتح إيران ثم إن التاريخ يحدثنا عن دور قيادات عسكرية إيرانية في القضاء على بعض الحركات القومية المعارضة للإسلام في إنحاء إيران ، وفي الفتوحات الإسلاميّة ، وفي القضاء على الخوارج ،
وفي إخماد الفتن كلّ هذا يعني أن الفنون العسكرية الإيرانية كان لها دور فاعل في إدارة العمليات العسكرية بعد الإسلام.
وأما في مجال العلوم الإدارية فيكفي أن نذكر أن المحاسبات الإدارية كانت تتم في الدولة حتّى زمن هشام بن عبد الملك باللغة الفارسية ، مما يدل على أن الجهاز الإسلامي استفاد من هذه العلوم ومن الإيرانيين المتمرسين فيها دونما أدنى حساسية ، ومن الطريف أن لغة هذه الدواوين بدلت إلى اللغة العربية في زمن هشام على يد إيراني يحسن اللغتين هو صالح بن عبد الرحمن (33).
أما الحديث عن موقف العرب من المراكز العلمية والمكتبات في إيران إبان الفتح الإسلامي فهو ذو شجون لقد حاولت العصبيات أن تعطي للفاتحين المسلمين طابعا وحشيا معاديا للعلم والمعرفة ، وتصفهم بأنهم بدو أبادوا حضارة إيران وقضوا على المعالم العلمية فيها بل وحتى الكتب المدرسية الإيرانية في عصر الطاغوت كانت تلقن الطلبة هذه المفاهيم عن الفتح الإسلامي ، وتبين لهم أن جامعة جنديشابور والمكتبات الإيرانية أبيدت على يد الفاتحين (وتسميهم الغزاة طبعا) ومثل هذه النعرة قد ارتفعت بشأن إحراق مكتبة الإسكندرية على يد المسلمين الفاتحين.
ودرس الباحثون مسألة إحراق مكتبات إيران إبان الفتح ومنهم الشهيد مطهري رضوان الله تعالى عليه ، وذكر كلّ الأقوال في هذا المجال وفندها كما فند فرية إحراق مكتبة الإسكندرية(34).
بقي أن نشير إلى موقف الإسلام من العادات والتقاليد ولاشك أن المسلم
يكف عن أية عادة تتنافى مع الإسلام وتعاليمه ، وهكذا فعل الإيرانيون بعد أن تأدبوا بآداب الإسلام ، فأصبحوا في مأكلهم وملبسهم ومسكنهم ومعيشتهم وحياتهم اليومية ملتزمين بآداب الدين الحنيف ، ولكنهم لم يجدوا حرجا في ممارسة التقاليد القديمة بعد أن هذبها الإسلام وأطرها بتعاليمه ، من ذلك مثلا الاحتفال بعيد النوروز ، فلقد تواصل الاحتفال به ، ثم شاركهم العرب فيه ، وامتدت هذه الاحتفالات إلى مصر(35).
وبقي أن نشير إلى أن فن العمارة الإيراني كان له أثره الكبير في بناء المساجد الإسلاميّة وبناء المدن الجديدة . وهكذا الأمر في باقي الفنون الجميلة، مما يدل على انفتاح الإسلام على ما عند الآخرين من علوم وفنون وعادات حميدة. عطاء الإسلام للإيرانيين
لا يمكن أن نفهم هذا العطاء إلاّ إذا عرفنا ظروف الإيرانيين وحياتهم قبل الفتح الإسلامي نعم كانت إيران قبل الفتح إمبراطورية عظيمة مرهوبة الجانب متطورة في فنون القتال والعمارة ، ولكن المهم في الأمر الشعب الإيراني ، ماذا كان نصيبه في ظل هذه الإمبراطورية العظيمة ؟ باختصار كانت الأغلبية العظمى من أبناء الشعب تعيش حالة "الحرمان" وهو حديث يحتاج الخوض فيه إلى كتاب مستقل.
ونكتفي بالإشارة فقط إلى ما يلي:
1 ـ كان المجتمع الإيراني قبل الإسلام قائما على أساس التمييز الطبقي،
حتّى أن بيوت النار كانت مقسمة على الطبقات ، ولا يحق للطبقة الدنيا أن تدخل معبد الطبقة العليا.
2 ـ كانت الزرادشتية قد مسخت وأفسد فيها رجال الدين (الموبدان)، وأضحى عامة الناس يناصبون العداء للجهاز السياسي والديني معا ، مما حدى بهم أن يتعاونوا مع الفاتحين العرب (36).
3 ـ كان النظام الطبقي في إيران يقضي أن تكون الملكية في احتكار أفراد معدودين وعلى أكثر الاحتمالات كانت ملكية إيران الكبرى بيد مليون ونصف المليون إنسان ، وباقي الشعب البالغ عدده مائة وأربعين مليون إنسان محرومون من حق التملك.
4 ـ كان التعليم مقتصرا على الطبقة العليا من المجتمع ، والباقون محرومون حتّى ولو كانوا أثريا ، وفي الشاهنامة قصة تحكي عن ثري ايراني من الطبقة الدنيا أعلن استعداده لانفاق كلّ أموال من أجل رفع الحظر عن تعليم ابنه فلم يسمحوا له بذلك رغم أن ميزانية الدولة كانت بحاجة إلى أموال هذا الرجل(37).
وتذكر وثائق العصر الساساني أن الفساد دب في نظامه الاجتماعي والأسرى والأخلاقي بشكل فظيع(38).
وأي عطاء أكبر لمثل هذا الشعب من دين الهي يوفر له كلّ ما تصبو له فطرته الإنسانية من ارتباط بالمبدأ الأعلى ، ثم يوفر له أيضاً الكرامة والمساواة والحرية ؟! ، فقد ألغي بفضل الإسلام النظام الطبقي ، والغي حظر التعليم بل أصبح واجباً على
كلّ مسلم ومسلمة ، والغيت كلّ الامتيازات الزائفة التي كان تتمتع بها الطبقات الممتازة وكهنوت الديانة الزرادشتية ، ولذلك كله نرى أن هذا الشعب أقبل على طلب العلم بنهم المتعطش المحروم ، وأقبل يحارب في سبيل الله بعد أن كان مسخرا للحرب من أجل الطاغوت ، وأقبل على حركة إبداع كبرى في المجتمع الإسلامي بعد أن كان مقيدا بأغلال الجاهلية وأصرها.
نسأله سبحانه أن يمن على أمتنا بحياة حقيقية تحت ظل الإسلام لتستمد عطاءه كلّ حين .. وما كان عطاء ربك محظورا. والحمد لله رب العالمين

_______________________
1  ـ بحث مقدم إلى المؤتمر العام السابع للمجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة في جمهورية مصر العربية تحت عنوان :"عطاء الأديان لخدمة الإنسان" الإسكندرية 7 ـ 12 ربيع الأول 1416.
2  ـ انظر : الطبري ، ص 1/ 1871 ـ 1878 ط أوروبا .
3  ـ انظر : مرتضى العسكري ، عبدالله بن سبأ واساطير أخرى ، ج 2 ، ط6 ، ص 21 وما بعدها ، بحث : انتشار الإسلام بالسيف في حديث سيف.
4  ـ انظر : الطبري : وقعة ذات السلاسل ، ووقعة الثني أو المذار ، وخبر ما بعد الحيرة 1/ 2047 ـ 2059 ط أوروبا .
5  ـ انظر : العسكري ، مصدر مذكور.
6  ـ انظر : البلاذري ، فتوح البلدان ، فصل أمر الاساورة والزط.
7  ـ انظر : سعيد نفيسي ، تاريخ اجتماعي إيران ـ فارسي ـ.
8  ـ انظر : كتاب ابن عامر إلى عظيم هراة ويادغيس ويوشنج ، البلاذري ، فتح خراسان.
9  ـ انظر : فرأي ، تاريخ إيران من الإسلام حتّى السلاجقه ، ص 91 من الترجمة الفارسية.
10  ـ برتولد اشبولر ، تاريخ إيران في القرون الإسلاميّة الأولى ص 338 من الترجمة الفارسية.
11  ـ نفس المصدر نقلا عن 110 ـ 117 Christensen  .
12  ـ فراي ، مصدر مذكور ، ص 33.
13  ـ نفس المصدر .
14  ـ الدوري ، عبد العزيز ، مقدمة في تاريخ صدر الإسلام ، ص 71.
15  ـ مطهري ، مرتضى ، خدمات متقابل إيران وإسلام ـ فارسي ـ ص 106.
16  ـ أحسن التقاسيم ، ص 39 ، 420 ، 429.
17  ـ التنبيه والأشراف ص 91 ـ 92.
18  ـ تراث إيران القديم ، ص 396 من الترجمة الفارسية.
19  ـ انظر : سيرجان ملكم ، دو قرن سكوت ـ فارسي ـ.
20  ـ انظر : خدمات متقابل ، مصدر مذكور، ص 140 تحت عنوان : أهانت در شكل حمايت ـ إهانة في شكل حماية !.
21  ـ انظر : ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، حوادث سنة 11 هـ.
22  ـ انظر : تاريخ الأدب العربي ، عصر الدول والامارات ، قسم إيران والعراق.
23  ـ انظر : خدمات متقابل ، مصدر مذكور ، ص 395 وما بعدها.
24  ـ انظر : خدمات متقابل مصدر مذكور ، ص 384 وما بعدها.
25  ـ انظر مجموعة مقالات مؤتمر "الذكرى الألفية للشيخ الطوسي" ، وجدير بالذكر أن عدد السكان المذكور ارتفع اليوم إلى 190 مليونا. 
26  ـ انظر : خدمات متقابل ، مصدر مذكور ص 445 وما بعدها.
27  ـ براون، تاريخ الأدب في إيران ج 1 ، ص 301 ـ 302 من الترجمة الفارسية.
28  ـ انظر : جواد علي ، تاريخ العرب قبل الإسلام ، وجرجي زيدان ، العرب قبل الإسلام.
29  ـ برتولد اشپولر ، تاريخ إيران في القرون الإسلاميّة الأولى ، ج 1 ص 239 وما بعدها من الترجمة الفارسية.
30  ـ مقال : العلاقات التاريخية بين إيران والعرب ، مقال غير منشور.
31  ـ انظر الطبري 9 / 1352 حول شكاية أبي الصيداء إلى عمر بن عبد العزيز حين قدم إليه من خراسان، وتظلم من أن عشرين ألفا من الموالي يغزون مع العرب بدون عطاء ولا رزق ، وأن مثلهم قد أسلموا من أهل الذمة تؤخذ منهم الجزية ، كما استغاث به من جفاء الأمير وعصبيته.
32  ـ انظر : برتولد شبرولر ، تاريخ إيران في القرون الإسلاميّة الأولى ، ص 100 وما بعدها من الترجمة الفارسية.
33  ـ انظر : خدمات متقابل ، مصدر مذكور ص 373 وما بعدها.
34  ـ انظر : خدمات متقابل ، مصدر مذكور فصل كتابسوزى إيران ومصر ـ إحراق مكتبات إيران ومصر ، 306 وما بعدها.
35  ـ انظر : محمدى ، محمّد ، تاريخ آداب اللغة العربية ، فصل النيروز المعتضدى ، والنيروز في مصر.
36  ـ انظر : القزويني ، محمّد ،بيست مقالة ، وفيها يقول : إن الإيرانيين الخونة !! تعاونوا نوامع الفاتحين العرب في توجيههم إلى مواضع الضعف الموجودة في الامبرطورية الساسانية.
37  ـ انظر : الفردوسي ، الشاهنامه ، ط سازمان كتابهاى جيبي ، ج 6 ، ص 258 ـ 260.
38  ـ انظر : كريستنن ، إيران في عصر الساسانيين 346 وما بعدها من الترجمة الفارسية ، وتاريخ اجتماعي إيران ـ فارسي ـ سعيد نفيسي ، ص 4 ، 112 ، 275 ، 284 و291 و330. 
 

مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية