مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية

البحث اللغوي في مجمع البيان
الدكتور مرتضى الأيرواني

يمتاز تفسير(مجمع البيان في تفسير القرآن) للطبرسي بجزالة لفظه، ومتانة أسلوبه،ووضوح مقصوده، وجمعه بين ذكر الآراء المختلفة في المسألة مع الاختصار.
والمقصود بالاختصار هنا هو: الاختصار في ذكر الرأي، وليس في حجم الكتاب.
والكتاب يمتاز عن سائر التفاسير بتناوله الجوانب المختلفة للآية من قراءة وحجة(توجيه) ولغة وإعراب ومعنى(تفسير) وسبب نزول وغيرها.
والكتاب يمتاز بميزة أخرى جعلته شاخصاً ومشهوراً بين كتب التفسير، وهذه الميزة هي: تناوله الجوانب المختلفة للآية بشكل منفصل بعضها عن البعض الآخر بصورة مطردة. فهو يذكر القراءة تحت عنوان مخصوص، ثم يذكر تخريج القراءة وتوجيهها تحت عنوان آخر باسم(الحجة)، ثم اللغة، ثم النحو، والتفسير تحت عنوان(المعنى)، وسبب النزول إن كان للآية سبب نزول، كما يسعى الطبرسي ـ رحمه الله ـ دائماً إلى ذكر مناسبة السورة بما قبلها، وفضلها.
والكتاب لاحتوائه هذه الأمور ـ بالإضافة إلى ما يذكره الطبرسي من: الوجوه والنظائر، والبلاغة والتقديم والتأخير، وتناسب الآيات والسور(النظم ووجه الاتصال) ـ حقيق بأن تكون في عنوانه عبارة(لعلوم القرآن)، فهو مجمع البيان، وفيه من علوم القرآن ما فيه.
ومن المواضيع التي عني الطبرسي ـ رحمه الله ـ بها هي بيان المعنى اللغوي للألفاظ القرآنية، ويحاول جاهداً بيان ذلك وتوضيحه بشكل جذري ملفت للنظر.
ونحاول في بحثنا هذا بيان مناهج البحث اللغوي في مجمع البيان، موضحين كل نقطة بمثالين اثنين. ويمكن ملاحظة المعالجة اللغوية في مجمع البيان من خلال النقاط التالية:
1 ـ الاستطراد لذكر استعمالات المادة:
فالطبرسي ـ رحمه الله ـ حينما يتعرض لذكر المعنى اللغوي لكلمة ما لا يكتفي بذكر معناها اللغوي فقط، بل يستطرد لذكر استعمالات الكلمة أو ما يجامعها في الاشتقاق، وكأنه كتاب لغوي وليس كتاب تفسير مهمته بيان وظيفة الكلمة ضمن سياق الآية مورد البحث. وهذا الأمر وإن عد استطراداً من جهة لكنه يفيد القارئ من جهات أخرى.
الأولى: اطلاع القارئ الذي يراجع مجمع البيان لتفسير آية أو آيات عدة على معاني الكلمة واستعمالاتها، وفي هذا فائدة كبيرة للقارئ.
الثانية : عندما يلاحظ القارئ استعمالات الكلمة المختلفة ويقارن بينها يستطيع أن يدرك المعنى المقصودمن الكلمة في الآية مورد البحث.
الثالثة: اطلاع القارئ على استعمالات القرآن الكريم للألفاظ ـ حينما يستشهد الطبرسي للمعاني التي يذكرها بآية من القرآن( وهذا ما يسمى بالوجوه)
ـ بنحو لا يلتفت القارئ إليها لو اطلع على كل استعمال على حدة بقراءة تفسير
الآية التي حوت تلك الكلمة بذلك الاستعمال.
ففي قوله تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين((1).(الكتاب مصدر، وهو بمعنى: المكتوب كالحساب، قال الشاعر:
> بشرت عيالي إذ رأيت صحيفة * * * * أتتك من الحجاج يتلى كتابه
أي: مكتوبها. وأصله: الجمع من قولهم:(كتبت القربة) إذا خرزتها. والكتبة الخرزة. وكتبت البغلة إذا جمعت بين شفريها بحلقة، ومنه قيل للجند: كتيبة لانضمام بعضهم إلى بعض )(2).
وقال في معنى البلد من قوله تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً..((3)(وأصله ـ البلد ـ بلد للأثر في الجلد وغيره، وجمعه أبلاد. ومن ذلك سميت البلاد؛ لأنها مواضع مواطن الناس وتأثيرهم. ومن ذلك قولهم لكر كرة البعيرة بلدة؛ لأنه إذا برك تأثرت)(4).
ويمكن ملاحظة الاستطراد بشكل أوضح في(يحزنون) من قوله تعالى: (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون((5).(يقال: حزن حزناً وحزنه حزناً، ويقال: حزنه وأحزنه وهو محزون ومحزن. وقال قوم: لا يقولون: حزنه الأمر، ويقولون: يحزنه، فإذا صاروا إلى الماضي قالوا: أحزنه. وهذا شاذ نادر؛ لأنه استعمل أحزن وأهمل يحزن واستعمل يحزن وأهمل حزن)(6).
وفي قوله تعالى: (فاليوم ننجيك ببدنك((7) لم يتعرض الطبرسي لذكر
النجاة، ولا لمعانيها، وكل ما ذكره في هذا الموضوع(النجوة: الأرض التي لا يعلوها السيل وأصلها من الارتفاع)(8).
2 ـ ذكر الوجوه:
من مظاهر البحث اللغوي عند الطبرسي في مجمع البيان: ذكر وجوه الكلمة. والمقصود بالوجوه في علوم القرآن: المعاني المختلفة للكلمة، سواء كان المعنى حقيقياً أم مجازيا.
ففي قوله تعالى: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون((9)وردت كلمة(الأمة) على وجوه:
الأول: الجماعة كما في الآية.
والثاني: القدوة، والإمام في قوله: (إن إبراهيم كان أمة قانتاً((10).
والثالث: القامة في قول الأعشى:
> وإن مــعــاويــة الأكـــرمــيـــن* * * * حــسـان الــوجــوه طـــوال الأمـم
والرابع: الاستقامة في الدين والدنيا.
قال النابغة:
> حـلفـت فـلـم أتـرك لـنـفـسي ريـبة* * * * وهـل يــأثـمـن ذو أمــة وهـو طائـع؟
أي: ذو ملة ودين.
والخامس: الحين في قوله: (وادكر بعد أمة((11).
والسادس: أهل الملة الواحدة في قولهم: أمة موسى، وأمة عيسى، وأمة محمد صلى الله عليه وآله(12).
ومن المعلوم: أن الطبرسي هنا لا يتقيد بذكر الوجوه الواردة في القرآن الكريم بقدر ما يسعى لذكر استعمالات الكلمة ككل أعم من كون هذا الاستعمال قرآنياً كما في الأول والثاني والخامس، أو غير قرآني كما في بقية الوجوه وإن كان الوجه السادس ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: (كان الناس أمة واحدة ((13)، و(وما كان الناس إلاّ أمة..((14). وغيرهما من المواضع.
وإذا رجعنا إلى كتاب(الوجوه والنظائر) للدامغاني(15) وجدناه يذكر للأمة وجوهاً تسعة نذكرها بتصرف بغية الاختصار:
1 ـ عصبة، ومنه قوله تعالى: (ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ((16).
2 ـ ملة، ومنه قوله تعالى: (كان الناس أمة واحدة((17).
3 ـ سنين معدودة، ومنه قوله تعالى: (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة((18).
4 ـ قوم، ومنه قوله تعالى: (أن تكون أمة هي أربى من أمة((19).
5 ـ إمام، ومنه قوله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة((20).
6 ـ الأمم الخالية، ومنه قوله تعالى: (ولكل أمة رسول((21).
7 ـ أمة محمد صلى الله عليه وآله، ومنه قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس((22).
8 ـ الكفار خاصة، ومنه قوله تعالى: (كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قلبها أمم((23).
9 ـ خلق، ومنه قوله تعالى: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلاّ أمم أمثالكم((24).
3 ـ التفسير بذكر النضائر:
يسعى الطبرسي ما أمكن إلى تفسير الكلمة وتبيينها بذكر نظائرها التي تشترك معها في أصل المعنى، وهذه ظاهرة يلمسها القارئ لمجمع البيان كثيراً، ففي أكثر بحوثه اللغوية تطالعنا هذه المسألة. ففي تفسير قوله تعالى: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون((25). قال:(اللبس والتغطية والتعمية نظائر)(26). وفي قوله تعالى: (لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين((27). قال:(الآية والعلامة والعبرة نظائر)(28). ومعلوم أن ذكر نظير الشيء يزيد في توضيحه وتبيينه.
4 ـ ذكر المناسبة اللغوية:
كثيراً ما يذكر الطبرسي في مجمع البيان المناسبة بين اللفظ والمعنى المستعمل فيه، سواء كان المعنى حقيقياً أم مجازياً. ومعلوم أن ذكر المناسبة يتطلب مهارةً وتسلطاً خاصين.
ففي قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا...((29). ذكر الطبرسي في معنى الحبل: أن(الحبل: السبب الذي يوصل به إلى البغية: كالحبل الذي يتمسك به للنجاة من بئر أو نحوها).
ومنه: الحبل للأمان؛ لأنه سبب النجاة. قال الأعشى:
> وإذا تـجـوزهـا حـبـال قـبـيـلـة * * * * أخــذت مـن الأخـرى إلـيـك حـبـالـه
ومنه: الحبل للحمل في البطن. وأصل الحبل: الحبل المفتول، قال ذو الرمة:
هل حبل خرقاء بعد اليوم مرموم ؟ أم هل لها آخر الأيام تكليم ؟(30).
وفي قوله تعالى: (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون((31). قال في تفسير(يغات):(والغوث هو: نفع يأتي على شدة حاجة ينفي المضرة، ومنه: الغيث: المطر الذي يأتي في وقت الحاجة...)(32).
وفي قوله تعالى: (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض((33) ورد في معنى الترك( الترك: التخلية، والتريكة بيضة النعام كأنها تركت بالعراء. والتريكة أيضاً: الروضة يغفلها الناس فلا يرعونها)(34).
5 ـ ذكر الفروق اللغوية:
مما يلفت النظر في مبحث اللغة في مجمع البيان ذكر الفروق اللغوية بين الكلمات المتشابهة من حيث المعنى، أو بعبارة أدق بين الكلمات التي يذكرها بعنوان النظائر.
ففي قوله تعالى: (وإذ نجيناكم من آل فرعون..((35). ذكر أن(الال والأهل واحد، وقيل: أصل آل: أهل؛ لأن تصغيره أهيل. وحكى الكسائي: أويل، فزعموا أنها أبدلت كما قالوا: هيهات وأيهات(36)، وقيل: لا، بل هو أصل بنفسه. والفرق بين والأهل: أن الأهل أعم منه، يقال: أهل البصرة، ولا يقال آل البصرة(37). ويقال: آل الرجل قومه وكل من يؤول إليه بنسب أو قرابة مأخوذ من الأول وهو الرجوع. وأهله كل من يضمه بيته. وقيل: آل الرجل: قرابته وأهل بيته)(38).
وفي قوله تعالى: (وآمنوا بما أنزلت مصدقاً لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلا وإياي فاتقون((39). يرى الطبرسي أن(الثمن والعرض والبدل نظائر، وبينها فروق، فالثمن هو: البدل في البيع من العين أو الورق، وإذا استعمل في غيرهما كان مشبها بهما ومجازاً(40).
والعوض: هو البدل الذي ينتفع به كائناً ما كان(41). والبدل: هو الشيء الذي يجعل مكان غيره(42). وثوب ثمين: كثير الثمن، والثمين: الثمن.
والفرق بين الثمن والقيمة: أن الثمن قد يكون وفقاً، وقد يكون بخساً، وقد يكون زائداً(43). والقيمة لا تكون إلاّ مساوية المقدار للثمن من غير نقصان ولا زيادة)(44).
فالنص المتقدم حوى الفروق اللغوية بين الثمن والعوض والبدل من جهة،
والثمن والقيمة من جهة أخرى، وهذا يدل على مدى اهتمام الطبرسي بهذه المسألة في تفسيره.
6 ـ ذكر الأضداد:
ليس المقصود بالأضداد هاهنا الكلمات التي تستعمل في معنى وضده وإن ذكر الطبرسي بعضها حسب المناسبة كالقرء(45) ويشري(46)، بل المقصود بذكر الأضداد هنا: ذكر الكلمة التي تدل على معنى مضاد لمعنى الكلمة الأولى. فقد استعان الطبرسي ـ رحمه الله ـ لتفسير بعض الكلمات بالضد تطبيقاً لما هو معروف(وبضدها تتميز الأشياء)، فإذا كان للكلمة معان أو استعمالات مختلفة وأراد أن يعين المعنى المقصود استعان بالضد لبيان ذلك.
ففي قوله تعالى: (إن الذين كفروا سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون((47) ذكر الطبرسي أن( الكفر خلاف الشرك، كما أن الحمد خلاف الذم. فالكفر: ستر النعمة وإخفاؤها. والشكر: نشرها وإظهارها، وكل ما ستر شيئاً فقد كفر. قال لبيد:
في ليلة كفر النجوم غمامه
أي: سترها)(48).
وفي قوله تعالى: ( ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء((49).
قال:(التعريض ضد التصريح، وهو: أن تضمن الكلام دلالة على ما تريد)(50).
7 ـ ذكر أصل الباب:
كثيراً ما يذكر الطبرسي ـ رحمه الله ـ عند تعرضه للشرح اللغوي للكلمة أصل الكلمة الذي تفرعت منه بقية معاني استعمالات الكلمة. وهذه ظاهرة يلمسها كل قارئ لمجمع البيان، فلا تكاد تخلو صفحة من ذكر لأصل المعنى.
ففي قوله تعالى:(يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم..((51)
(الابن والولد والنسل والذرية متقاربة المعاني، إلاّ أن الابن للذكر، والولد يقع على الذكر والأنثى. والنسل والذرية تقع على جميع ذلك. وأصله من البناء، وهو: وضع الشيء على الشيء، فالابن مبني على الأب؛ لأن الأب أصل والابن فرع)(52).
وفي قوله تعالى: (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام((53).
(الناصية: شعر مقدم الرأس وأصله الاتصال من قول الشاعر:
قي تناصيها بلادقي
أي: تتصل بها. فالناصية متصلة بالرأس)(54).
8 ـ ذكر المناسبة بين أصل المعنى واستعمالات الكلمة:
يذكر الطبرسي في كثير من المواضع المناسبة بين أصل معنى الكلمة واستعمالاتها المتعددة، فهو يحاول ربط معاني الكلكة، سواء الحقيقة منها أم المجازية بالمعنى الأصلي. وهذا أمر يحتاج إلى دقة ومهارة وتسلط لغوي خاص، لا سيما عند ربط المعنى المجازي والمعنى والأصلي؛ لأنه بحاجة إلى بيان نوع المناسبة أو العلاقة بين المعنيين.
ففي قـوله تعالى: (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق((55) يتعرض الطبرسي ـ رحمه الله ـ إلى معاني الزفير وأنه( أول نهاق الحمار والشهيق آخر نهاقه. قال رؤبة:
حشرج في الجوف صهيلاً أو شهق حتى يقال ناهق وما نهق والزفر ترديد النفس مع الصوت من الحزن حتى تنتفخ الضلوع. وأصل الزفير: الشدة من قولهم للشديد الخلق: مزفور: والزفر: الحمل على الظهر خاصة لشدته والزفير: السيد؛ لأنه يطيق حمل الشدائد وزفرت النار: إذا سمع لها صوت من شدة توقدها.
والشهيق: صوت فضيع يخرج من الجوف بمد النفس. واصله الطول المفرط من قولهم: حبل شاهق)(56).
فقد ذكر الطبرسي في النص السابق: أن أصل الزفير: الشدة، أو بعبارة أخرى: أن في الزفير معنى الشدة، وأن كل استعمال للزفير فيه معنى الشدة، فالمزفور للشديد الخلق، أي: في خلقه شدة، وكذا بقية الاستعمالات التي ذكرها.
ومن الجدير بالذكر أنه لم يذكر العلاقة بين الزفير وأول نهاق الحمار، وهي فيما يبدو: أن أول نهاق الحمار فيه شدة، لذلك سمي زفيراً.
وفي قوله تعالى:( كان لم يغنوا فيها إلاّ إن ثمودا كفروا ربهم إلاّ بعداً لثمود((57)(غني بالمكان إذا أقام به. والمغنى المنزل قال النابغة:
غنيت بذلك إذ هم جيرة منها بعطف رسالة وتودد وأصل الغنى: الاكتفاء. ومنه: الغنى بالمال. والغناء بمد الصوت الذي يكتفي به. والغناء: الاكتفاء. بحال الشيء، ومنه غني بالمكان؛ لاكتفائه بالإقامة فيه)(58).
أقول: ومنه: الغانية للمرأة لغنائها ببيت أبيها عن غيره، أو بجمالها عن الزينة، أو بزوجها عن غيره، على اختلاف في سبب التسمية.
9 ـ ذكر سبب التسمية
تعرض الطبرسي ـ رحمه الله ـ في تفسيره إلى ذكر سبب تسمية الشيء بهذا الاسم دون غيره، ويمكن لقارئ مجمع البيان أن يلحظ ذلك بسهولة.
ففي قوله تعالى: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلاّ أماني وإن هم إلاّ يظنون((59)(الامي الذي لا يحسن الكتابة، وإنما سمي أمياً لأحد وجوه:
أحدها: أن الأمة: الخلقة، فسمي أمياً؛ لأنه باق على خلقته، ومنه قول الأعشى:
> وإن معاوية الأكرمين * * * * حسان الوجوه طوال الأمم(60)
وثانيها: مأخوذ من الأمة التي هي: الجماعة، أي: هو على أصل ما عليه الأمة في أنه لا يكتب؛ لأنه يستفيد الكتابة بعد أن لم يكن يكتب.
وثالثها: أنه مأخوذ من الأم، أي: هو على ما ولدته أمه في أنه لا يكتب.
وقيل: إنما نسب إلى أمه؛ لأن الكتابة إنما تكون في الرجال دون النساء)(61).
وفي قوله تعالى: (سنفرغ لكم أيه الثقلان((62) ذكر الطبرسي أنه(وإنما سميت الأنس والجن ثقلين لعظم خطرهما وجلالة شأنهما، بالإضافة إلى ما في الأرض من الحيوانات، ولثقل وزنهما بالعقل والإيمان، ومنه قول النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ:(إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي)، سماهما ثقلين لعظم خطرهما وجلالة قدرهما.
وقيل: إن الجن والإنس سميا ثقلين لثقلهما على الأرض أحياء، وأمواتاً، ومنه قوله تعالى: (وأخرجت الأرض أثقالها((63) أي: أخرجت ما فيها من الموتى. والعرب تجعل السيد الشجاع ثقلاً على الأرض)(64).
ـ ذكر وجوه الاشتقاق:
تعرض الطبرسي ـ رحمه الله ـ في مواضع من مجمع البيان إلى ذكر الآراء في أصل اشتقاق بعض الكلمات التي اختلف العلماء في أصل اشتقاقها.
ففي قوله تعالى: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي...((65). ذكر الطبرسي: أن( في أصل الكلمة ـ الذرية ـ أربعة مذاهب من الذرء، ومن الذر، ومن الذرو، والذري.
فإن جعلته من الذرء فوزنه فعيلة ذريئة كمريق، ثم ألزمت التخفيف، أو البدل: كنبي في أكثر اللغة والبرية.
وإن أخذته من الذر فوزنه فعلية كقمرية، أو فعيلة نحو ذريرة، فلما كثرت الراءات أبدلت الأخيرة ياءاً وأدغمت الياء الأولى فيها نحو: سرية فيمن أخذها من السر وهو النكاح، أو فعولة نحو: ذرورة فأبدلوا الراء الأخيرة لما ذكرنا(66) فصار ذروية(67) أدغم فصار ذرية.
وإن أخذته من الذرو أو الذري فوزنه فعولة أو فعيلة. وفيه كلام كثير يطول به الكتاب ذكره ابن جني في المحتسب)(68).
وإذا رجعنا إلى المحتسب عند تعرضه لتوجيه القراءة في قوله تعالى: (ذرية بعضها من بعض.. ((69)
وجدناه يسهب في ذلك كثيراً، ويذكر فروعاً يطول يذكرها الكتاب حقاً. وقد أخذ الطبرسي زبدة ما في البحث وخلاصته.
وعند تعرض الطبرسي لتفسير (بسم الله الرحمن الرحيم( ذكر: أن العلماء على قسمين: قسم يرى أن لفظ الجلالة غير مشتق، وقسم يرى(أنه مشتق، ثم اختلفوا في اشتقاقه على وجوه:
فمنها: أنه مشتق من الالوهية التي هي: العبادة، والتأله: التعبد. قال رؤبة:
لله در الغانيات المله سبحن واسترجعن من تألهي
أي تعبدي. وقرأ ابن عباس(ويذرك وآلهتك)أي: عبادتك، ويقال: أله الله فلان إلآهة كما يقال: عبده عبادة، فعلى هذا يكون معناه: الذي يحق له العبادة، ولذلك لا يسمى به غير ويوصف فيما لم يزل بأنه إله.
ومنها: أنه مشتق من الوله وهو التحير، يقال: أله يأله إذا تحير، فمعناه أنه الذي تتحير العقول في كنه عظمته.
ومنها: أنه مشتق من قولهم: ألهت إلى فلان أي: فزعت إليه؛ لأن الخلق يألهون إليه أي: يفزعون إليه في حوائجهم، فقيل للمألوه: إله كما يقال للمؤتم به: إمام ومنها: أنه مشتق من ألهت إليه أي: سكنت إليه، عن المبرد، ومعناه: أن الخلق يسكنون إلى ذكره.
ومنها: أنه من لاه أي: احتجب، فمعناه: أنه المحتجب بالكيفية عن الأوهام الظاهر بالدلائل والأعلام)(70).
11 ـ ترجيح بعض اللغات:
من المعلوم: أن أكثر المادة اللغوية التي ذكرها الطبرسي ـ رحمه الله ـ في تفسيره
نقلها عمن تقدمه من العلماء. والطبرسي ينسب في أكثر الموارد ما أخذه لصاحبه، وهو بأخذه عمن سبقه ليس بدعاً؛ لأن عادة المؤلفين هذه، ولكن هذا لا يعني إلغاء دور الطبرسي، وأنه لا رأي له ولا انتخاب في كتابه، فقد يطالعنا بين الفينة والأخرى شيء يدل على رأي الطبرسي وشخصيته. ففي قوله تعالى: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن((71)
ذكر أن يطهرن مأخوذ من(طهرت المرأة وطهرت طهراً وطهارة، وطهرت بالفتح أقيس؛ لأنه خلاف طمثت فينبغي أن يكون على بنائه. وأيضاً قولهم: طاهر يدل على أنه مثل: قعد فهو قاعد)(72).
فالطبرسي استند في ترجيحه لطهر بالفتح على شيئين:
أولهما: أن طهر ضد طمث، فلما كان طمث على وزن فعل كان طهر على وزن فعل لتناسب الضدين في الوزن.
وثانيهما: أن اسم الفاعل من طهر طاهر مثل: قعد وقاعد، فينبغي أن يكون طهر بالفتح ليتناسب مع اسم الفاعل الذي يؤخذ من المفتوح.
وفي قوله تعالى: (يكاد البرق يخطف أبصارهم...((73)
(يقال في خطف: يخطف وخطف يخطف لغتان. والثاني أفصح وعليه القراءة)(74)
12 ـ ذكر لغات الكلمة:
يذكر الطبرسي أثناء بحثه اللغوي لغات الكلمة المبحوثة، وقد مر في موضوع(ترجيح بعض اللغات) الإشارة إلى ذلك، فترجيح بعض اللغات يستدعي ذكر لغات
الكلمة حتى يرجح بعضها.
ففي قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً((75) ذكر الطبرسي: أن(جريت عنك أجزي أي: أغنيت عنك، وفيه لغة أخرى أجزأت عنك أجزئ بالهمز)(76)
وفي قوله تعالى: (أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز..((77) ذكر الطبرسي أن( في الجرز أربع لغات: بضم الجيم والراء وبفتحهما، وبضم الجيم وإسكان الراء وفتح الجيم وإسكان الراء)(78).
13 ـ ذكر آراء العلماء في الكلمة:
يذكر الطبرسي آراء في المعنى اللغوي للكلمة، بعبارة أخرى: أن الطبرسي ـ رحمه الله ـ لا يكتفي بذكر معنى للكلمة يوضح به تفسير الآية، بل يذكر في بعض الأحيان ما قيل في الكلمة؛ كي يكون القارئ محيطاً بالموضوع.
ففي قوله تعالى: (ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون((79)(قال ابن الأنباري (عفا الله عنك((80) معناه محا الله عنك، مأخوذ من قولهم: عفت الريح الأثر إذا درسته ومحته، فعفو الله محو الذنوب عن العبد.
وقال الرماني: أصل العفو: الترك، ومنه قوله: (فمن عفي له من أخيه شيء((81) أي ترك، فالعفو: ترك العقوبة)(82).
وفي قوله تعالى(... قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً...((83)(اللواذ: أن يستتر بشيء مخافة من يراه، وقيل: اللواذ: الاعتصام بالشيء بأن يدور معه حيث
دار من قولهم: لاذ به)(84).
14 ـ ذكر الأعمال والإبدال في الكلمة:
ذكر الطبرسي ـ وهو يفسر الألفاظ تفسيراً لغوياً ما طرأ عليها من قلب أو إبدال ـ: وهذا أمر طبيعي لمن ركب مركب الطبرسي. ويجدر بنا قبل أن نسوق أمثلة لذلك أن ننبه إلى أن الطبرسي تعرض إلى شيءٍ من هذا عند توجيهه للقراءات التي ذكرها في تفسيره.
ففي قوله تعالى: (الله لا إله إلاّ هو الحي القيوم..((85)(القيوم: أصله قيووم على وزن فيعول، إلاّ أن الياء والواو إذا اجتمعتا وأولاهما ساكنة قلبت الواوياء وادغمت الياء في الياء قياساً مطرداً. والقيام أصله: قيوام على وزن فيعال ففعل به ما ذكرناه)(86).وفي قوله تعالى: (ولقد تركناها آية فهل من مدكر((87)(ومدكر أصله: مذتكر، فقلبت التاء دالا؛ لتواخي الذال بالجهر، ثم ادغمت الذال فيها)(88).
15 ـ الاستشهاد:
درج الطبرسي على الاستشهاد لما يقوله يشواهد من القرآن الكريم والحديث والشعر، وقد احتلت الشواهد ـ لاسيما الشعرية منها ـ مساحة واسعة من مجمع البيان بنحو شرح بعضهم(89) هذه الشواهد الشعرية في مؤلف خاص باسم(شرح شواهد مجمع البيان ) طبع منه جزء ان، استغرق شواهد الفاتحة والبقرة وآل عمران وخمس آيات من سورة النساء. وعدد الشواهد الشعرية التي حواها الجزءان(674) شاهد شعري.
وهذه الشواهد ـ وإن لم تكن كلها في مجال التفسير اللغوي، بل ذكرت لتوجيه القراءات والإعراب والمسائل البلاغية ـ تعكس اهتمام الطبرسي بهذه المسألة، واعتقاده بأهميتها، فيبقى الاستشهاد ـ حينئذٍ ـ معلماً شاخصاً من معالم مجمع البيان ونقطة يمتاز بها.
الاستشهاد بالقرآن الكريم:
في قوله تعالى: ( وما هم بضارين به من أحد إلاّ بإذن الله...((90) والإذن في اللغة على أقسام:
أحدها: بمعنى: العلم كقوله: (فأذنوا بحرب من الله((91) أي: فاعلموا. وقال الحطيئة:
> ألا يا هند إن جددت وصلاً * * * * وإلا فآذنيني بانصرام
والثاني: بمعنى: الإباحة والإطلاق، كقوله تعالى: (فأنكحوهن بإذن أهلهن((92).
والثالث: بمعنى: الأمر كقوله:(نزله على قلبك بإذن الله..(93)((94).
الاستشهاد بالحديث:
احتج الطبرسي بالحديث لبعض القضايا اللغوية التي ساقها في تفسيره. ففي قوله تعالى:(فلبث في السجن بضع سنين((95)(البضع: القطعة من الدهر، وأصله
من القطع. والبضعة: القطعة من اللحم، ومنه الحديث(فاطمة بضعة مني يؤذيني من آذاها)(96).
وفي قوله تعالى: (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار((97)(تحت: نقيض فوق، وفي الحديث:(لا تقوم الساعة حتى يظهر التحوت) أي: الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يشعر بهم ذلا)(98).
وفي قوله تعالى:(والله خلقكم من تراب ثم من نطقة..((99)(النطفة: الماء القليل والماء الكثير، وهو من الأضداد، ومنه قول أمير المؤمنين (عليه السلام) لما قيل له: إن الخوارج عبروا جسر النهروان:(مصارعهم دون النطفة)(100).
الاستشهاد بالشعر:
يستطيع القارئ أن يلحظ احتجاج الطبرسي ـ رحمه الله ـ بالشعر مما تقدم من البحوث، فلا تكاد تمر مسالة خالية من الاحتجاج بالشعر، وقد يحتج لبعض الأمور يشاهدين شعريين، ففي قوله تعالى:(فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً...((101)(الحاصب: الريح العاصفة التي فيها الحصباء، وهي: الحصى الصغار يشبه به البرد والجليد. قال الفرزدق:
> مستقبلين رياح الشام تضربنا بحاصب كنديف القطن منثور
وقال الأخطل:
> ولقد علمت إذا العشار تروحت * * * * هدج الرئال بكنهن شمال
ترمي العضاة بحاصب من ثلجها حتى تبيت على العضاة جفالا)(102)
وقد يستشهد في بعض الأحيان بثلاث شواهد شعرية، ففي قوله تعالى: (وسع كرسيه السماوات والأرض((103) الكرسي: كل أصل يعتمد عليه قال الشاعر:
> تحف بهم بيض الوجوه وعصبة * * * * كراسي بالاحداث حيث تنوب
أي: علماء بحوادث الأمور. وقال آخر:
نحن الكراسي لا تعد هوازن * * * * أفعالنا في النائبات ولا أسد
وقال آخر:
> مالي بأمرك كرسي اكاتمه وهل بكرسي علم الغيب مخلوق(104)؟
روي عن النبي صلى الله عليه وآله ـ أنه قال:(أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه) / مجمع البيان في تفسير القرآن 1: 80 مقدمة الكتاب
_____________________
1 ـ البقرة: 2.
2 ـ مجمع البيان 1: 35.
3 ـ البقرة: 126.
4 ـ مجمع البيان 1: 205.
5 ـ البقرة: 38.
6 ـ يونس: 92.
7 ـ مجمع البيان 1: 90.
8 ـ مجمع البيان 3: 131.
9 ـ البقرة: 134.
10 ـ النحل: 120.
11 ـ يوسف: 45.
12 ـ مجمع البيان 1: 215.
13 ـ البقرة: 213.
14 ـ يونس: 19.
15 ـ الوجوه والنظائر للدامغاني: 109.
16 ـ البقرة: 128.
17 ـ البقرة: 213.
18 ـ هود: 8.
19 ـ النحل: 92.
20 ـ النحل: 120.
21 ـ يونس: 47.
22 ـ آل عمران: 110.
23 ـ الرعد: 30.
24 ـ الأنعام: 38.
25 ـ البقرة: 42.
26 ـ مجمع البيان 1: 95.
27 ـ يوسف: 7.
28 ـ مجمع البيان 1: 95.
29 ـ آل عمران: 103.
30 ـ مجمع البيان 1: 481.
31 ـ يوسف 49.
32 ـ مجمع البيان 3: 237.
33 ـ الكهف 99.
34 ـ مجمع البيان 3: 496.
35 ـ البقرة: 49.
36 ـ ينظر اللسان: مادة أهل.
37 ـ فروق اللغات للعسكري: 223.
38 ـ مجمع البيان 1: 104.
39 ـ البقرة: 41.
40 ـ ذكر في الفروق اللغوية: 198 مثله.
41 ـ ذكره العسكري ضمن رأيين في ذلك: 197.
42 ـ الفروق اللغوية: 197.
43 ـ الفروق اللغوية: 198.
44 ـ مجمع البيان 1: 94.
45 ـ مجمع البيان 1: 325.
46 ـ مجمع البيان 1: 301.
47 ـ البقرة: 6.
48 ـ مجمع البيان 1: 41.
49 ـ البقرة: 235.
50 ـ مجمع البيان 1: 338.
51 ـ البقرة: 40.
52 ـ مجمع البيان 1: 92.
53 ـ الرحمن: 41.
54 ـ مجمع البيان 5: 204.
55 ـ هود: 106.
56 ـ مجمع البيان 3: 192.
57 ـ هود: 68.
58 ـ مجمع البيان 3: 173.
59 ـ البقرة: 78.
60 ـ سبق في باب ذكر بعض الوجوه أنه فسر الأمة بالقامة.
61 ـ مجمع البيان 1: 144.
62 ـ الرحمن: 31.
63 ـ الزلزلة: 2.
64 ـ مجمع البيان 5: 204.
65 ـ البقرة: 124.
66 ـ قوله لما ذكرنا، يعني: بسبب كثرة الراءات.
67 ـأي: بعد قلب الواوياء ألوقوعها ساكنة قبل الياء، وكذلك أبدلت ضمة الراء كسرة.
68 ـ مجمع البيان 1: 199.
69 ـ آل عمران: 34.
70 ـ مجمع البيان 1: 19.
71 ـ البقرة: 222.
72 ـ مجمع البيان 1: 318.
73 ـ البقرة: 20.
74 ـ مجمع البيان 1: 58.
75 ـ لقمان: 33.
76 ـ مجمع البيان 4: 323.
77 ـ السجدة: 27.
78 ـ مجمع البيان 4: 333.
79 ـ البقرة: 52.
80 ـ التوبة: 43.
81 ـ البقرة: 178.
82 ـ مجمع البيان 1: 110.
83 ـ النور: 63.
84 ـ مجمع البيان 4: 157.
85 ـ البقرة: 255.
86 ـ مجمع البيان 1: 361.
87 ـ القمر: 15.
88 ـ مجمع البيان 5: 188.
89 ـ محمد حسين بن الميرزا طاهر القزويني من أعلام القرن الحادي عشر.
90 ـ البقرة: 102.
91 ـ البقرة: 279.
92 ـ النساء: 25.
93 ـ البقرة: 97.
94 ـ مجمع البيان 1: 171.
95 ـ يوسف 42.
96 ـمجمع البيان 3: 235.
97 ـ البقرة: 266.
98 ـ مجمع البيان 1: 378.
99 ـ فاطر: 11.
100 ـ نهج البلاغة.
101 ـ العنكبوت: 40.
102 ـ مجمع البيان 4: 282.
103 ـ البقرة: 255.
104 ـ مجمع البيان 1: 361 وفيه بكرسي وهو كذلك في التبيان للطوسي. والذي في شرح شواهد مجمع البيان 2: 234(يكرسيء) وشرحه بأنه:(يعلم) وفي نظري هو الصحيح.
ومجمع البيان إنما هو تهذيب لتفسير البيان للشيخ الطوسي وأكثر الشواهد واللغة منه ـ التحرير.

مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية