مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية

وحدة كيان الأمة الإسلاميّة في نظر سيد قطب
الدكتور محمد الدسوفي


سيد قطب كاتب ومفكر إسلامي معاصر، تخرج من كلية دار العلوم بالقاهرة(1).
وعمل بالصحافة والتدريس. وقد انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين(2)، فترأس قسم الدعوة بهذه الجماعة، وقد سجن أكثر من مرة، واتهم بتدبير انقلاب ضد عبد الناصر، فحكم عليه بالإعدام ونفذ فيه الحكم سنة(1387 هـ).
لقد بدأ حياته الفكرية كاتباً وشاعراً ناقداً، وكان من أخلص تلامذة الأستاذ عباس محمود العقاد والمدافعين عن آرائه، ثم مالبث أن اختلف مع أستاذه حول بعض القضايا الأدبية، ولكنه بعد ذلك أخذ يهتم بالدراسات القرآنية، وهو اهتمام تمتد جذوره إلى أيام الطفولة وحياة القرية. لقد عكف على دراسة كتاب الله، وانصب اهتمامه في هذا بتجلية جانب التصوير في الأسلوب القرآني، وكان حصيلة اهتمامه هذا كتابين هما:
التصوير الفني في القرآن، ومشاهد القيامة في القرآن.
وكان صدور هذين الكتابين بداية لعهد جديد في السيرة الفكرية لسيد قطب، فقد قلل اهتمامه بالدراسات الأدبية وزاد اهتمامه بالدراسات الإسلاميّة بمفهومها المعاصر، وأخذ ينشر في الصحف والمجلات دراسات متنوعة تدور كلها في فلك الفكر
الإسلامي والحضارة الإسلامية.
وكان انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين وترأسه لقسم الدعوة(3) فيها بعد المحنة الأولى فرصة لمضاعفة الاهتمام بالدراسات الإسلامية والتأليف فيها، فكان كتابه(في ظلال القرآن) عملاً علمياً فريداً في بابه، فهو ليس تفسيراً بالمعنى المألوف لدى علماء التفسير على اختلاف مدارسهم، ولكنه كاسمه(ظلال للكتاب العزيز)، يعبر عن لمحات ونظرات فكرية تمثل الفهم الواعي للنص القرآني، الفهم الذي يصدر عن إيمان راسخ بهذا النص وحده منهاجاً للحياة الإنسانية، وفي هذا يقول:
وعشت أتملى في ظلال القرآن، ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود، لغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني، وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية في شرق وغرب، وفي شمال وجنوب، وأسال: كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن وفي الدرك الهابط، وفي الظلام البهيم وعندها ذلك المرتع الزكي وذلك المرتقى العالي وذلك النور الوضيء؟!
وعشت في ظلال القرآن أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله، وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله، ثم أنظر فأرى التخبط الذي تعاني منه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية، والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تملى عليها، وبين فطرتها التي فطرها الله عليها، وأقول في نفسي: أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم ؟
ثم يقول: وفي ظلال القرآن تعلمت أنه لا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء، ولا للفلتة العارضة (إنا كل شيء خلقناه بقدر((4) (وخلق كل شيء فقدره تقديراً((5).
وكل أمر لحكمة، ولكن حكمة الغيب العميقة لا تنكشف للنظرة الإنسانية القصيرة (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً((6).
(وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون((7).. والأسباب التي تعارف عليها الناس قد تتبعها آثارها، وقد لا تتبعها، والمقدمات التي يراها الناس حتمية قد تعقبها نتائجها، وقد لا تعقبها؛ وذلك أنه ليست الأسباب والمقدمات هي التي تنشئ الآثار والنتائج، وإنما هي الإرادة الطليقة التي تنشئ الآثار والنتائج كما تنشئ الأسباب والمقدمات سواء (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً((8).
فكتاب(الظلال) ألفه صاحبه بعد أن عاش مع كتاب الله يقرأه في خشوع، ويتدبره في إيمان صادق بهذا الكتاب المعجز الذي صلح عليه أمر الدنيا والآخرة، والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذي يهدي للتي هي أقوم، ومن ثم كان منهج قطب في فهم النص القرآني حق الفهم إنما ينبع من النفس التي آمنت بهذا القرآن منهاجاً للحياة، وجاهدت في سبيل سيادة هذا المنهاج، وتحملت كل ألوان العنت والأذى من أجل إعلاء كلمة الله. قال في هذا:
فالقرآن لا يدركه حق إدراكه من يعيش خالي البال من مكابدة الجهد والجهاد لاستئناف حياة إسلامية حقيقية، ومن معاناة هذا الأمر العسير الشاق، وجرائره وتضحياته وآلامه، ومعاناة المشاعر المختلفة التي تصاحب تلك المكابدة في عالم الواقع، وفي مواجهة الجاهلية في أي زمان.
إن المسألة في إدارك مدلولات هذا القرآن وإيحاءاته ليست هي فهم ألفاضله وعباراته، ليست هي تفسير القرآن كما اعتدنا أن نقول، المسألة ليست هذه، إنما هي: استعداد النفس برصيد من المشاعر والمدركات والتجارب تشابه المشاعر والمدركات والتجارب التي صاحبت نزوله، وصاحبت حياة الجماعة المسلمة وهي تتلقاه في خضم
المعترك، معترك الجهاد، جهاد النفس وجهاد الناس، جهاد الشهوات وجهاد الأعداء، والبذل والتضحية، والخوف والرجاء، والضعف والقوة، والعثر والنهوض، جو مكة والدعوة الناشئة، والقلة والضعف، والغربة بين الناس، جو الشعب والحصار، والجوع والخوف، والاضطهاد والمطاردة، والانقطاع إلاّ عن الله. ثم جو المدينة، جو النشأة الأولى للمجتمع المسلم بين الكيد والنفاق، والتنظيم والكفاح. جو(بدر واحد) و(الخندق والحديبية) وجو( الفتح وحنين وتبوك). وجو نشأة الأمة المسلمة، ونشأة نظامها الاجتماعي، والاحتكاك الحي بين المشاعر والمصالح والمبادئ في ثنايا النشأة وفي خلال التنظيم.
في هذا الجو ـ الذي تنزلت فيه آيات القرآن حية نابضة واقعية ـ كان للكلمات والعبارات دلالاتها وإيحاءاتها، وفي مثل هذا الجو ـ الذي يصاحب محاولة استئناف الحياة الإسلاميّة من جديد ـ يفتح القرآن كنوزه للقلوب، ويمنح أسراره، ويشيع عطره، ويكون فيه هدى ونور(9).
ويقول أيضاً: إننا لا نهدف إلى مجرد المعرفة الباردة التي تتعامل مع الأذهان وتحسب في رصيد الثقافة، إن هذا الهدف لا يستحق عناء الجهد فيه، إنه هدف تافه رخيص، إنما نحن نبتغي الحركة من وراء المعرفة، نبتغي أن نستحيل هذه المعرفة قوة دافعة لتحقيق مدلولها في عالم الواقع(10).
إن(في ظلال القرآن) يأتي في مقدمة مؤلفات سيد قطب، بل يكاد هذا الكتاب يجمع كل تراث قطب العلمي، فقد اشتمل هذا التفسير على ما كتبه سيد قطب في البلاغة القرآنية، والعدالة الاجتماعية، وخصائص التصور الإسلامي، ومقومات الشخصية الإسلاميّة ، ومعركة الإسلام والرأسمالية، والسلام العالمي والإسلام، وغيرها من الدراسات والمقالات والبحوث.
ومن يقرأ مؤلفات سيد قطب ـ وعلى رأسها كتاب(الظلال) ـ فإنه يلاحظ أن منهج هذا المفكر في تحقيق الوحدة الإسلاميّة والتقارب بين المذاهب الفقهية والفرق الكلامية يقوم على عدة دعائم، من أهمها:
أولاً: أن العقيدة الإسلاميّة ـ عقيدة التوحيد والوحدة، والأخوة والتكافل والمودة ـ هي الأساس الراسخ الذي ينهض عليه كيان الأمة، ويتحقق به عزتها وكرامتها، ومن ثم كان وقاية هذه العقيدة كل عوامل الزيغ والضعف هو السبيل لأن تظل العقيدة الإسلاميّة القوة التي تجمع تحت لوائها كل المؤمنين بها. ومن هنا كان سيد قطب يرفض كل ما أخذ به الفلاسفة والمتكلمون من مناهج عقيمة في دراسة العقيدة، كان يرى ـ وهو على حق في هذا ـ أن تلك المناهج فرقت الأمة ولم تحم العقيدة من أسباب الانحراف والفساد، وكان لذلك يؤكد دائماً على وجوب الأخذ بالأسلوب القرآني في دراسة العقيدة. فهذا الأسلوب مزاج من الفكر والوجدان، والعقل والشعور. والإنسان ليس عقلا صرفا ولا وجدانا صرفا، فمخاطبته وفق فطرته التي فطرها الله عليها هو أقصر طريق لصحة الإيمان وسلامة اليقين.
لقد دعا سيد قطب إلى نبذ مناهج الفلاسفة(11) وبين أنها مناهج دخيلة على الفكر الإسلامي، وأن المحافظة على أصالة هذا الفكر وصفائه ونقائه تقتضي الرجوع إلى المنهج القرآني في دراسة العقيدة، حتى تضل العقيدة حية نقية من كل الشوائب، تقود الأمة إلى حياة العبودية الخالصة لله رب العالمين، وحياة الاعتصام الصحيح بحبل الله، وحياة الأخوة الإسلاميّة بمفهومها الشامل، وبهذا تكون الأمة بنياناً مرصوصاً، أو جسداً واحداً يشد بعضه بعضاً.
ثانياً: ومع دعوة سيد قطب إلى دراسة العقيدة الإسلاميّة وفق المنهج القرآني وبعيداً عن تعقيدات علماء الكلام والفلاسفة كان يحرص أبلغ الحرص على أن
تسترشد الأمة بالعصور الزاهرة في تأريخها، وألا تجتز ما انتهت إليه عصور الضعف والتخلف من المفاهيم والأحكام الباطلة. فهذه العصور ينبغي على الأمة ألا تقف عندها إلاّ لأخذ العظة فيها، بمعنى: أن تدرسها لتعرف الأسباب والعوامل التي دفعت بالأمة إلى أن تتخلى عن الصدارة والقيادة، وترضى بحياة الوهن والتقليد، حتى لا تتعرض مرة أخرى لهذه العوامل لتنهض من جديد تعيد تاريخها المشرق بالقوة والفضيلة والحضارة.
ثالثا: وكان من منهج قطب في جمع كلمة الأمة: العناية الخاصة ببيان ما تميزت به الأمة الإسلاميّة من وحدة العقيدة، ووحدة الغاية، ووحدة المنهج، ووحدة التصور لمهمة الإنسان في الحياة، ففي هذا البيان مقاومة لكل أسباب التمزق والتفرق، والصراع والتنازع الذي لا يرتد على الأمة إلاّ بالبوار، فضلاً عن أنه يحصن الأمة وينبهها إلى أن تفيء إلى قيمها الخالدة، وخصائصها الربانية السامية، فلا تعتصم بغيرها، ولا تضيع وقتها في هذا النظر إلى هنا وهناك، ولا تغتر بما يموه به عليها شياطين الإنس والجن من وسائل الضلال والانحلال، وبذلك تبقى لها أصالتها وقوتها، وكرامتها وعزتها(12).
وكان سيد قطب يوضح عواقب التنازع والاختلاف، ويؤكد أن الأمة التي يسود فيها الجدل بغير التي هي أحسن، والتي ينزغ الشيطان بين أبنائها، والتي تستبد بها نوازع العصبية والإقليمية، والتي يتصارع أفرادها لأتفه الأسباب، ويتقاتلون باللسان والسنان، تصبح لقمة سائغة لعدوها، وتفقد كل الخصائص التي من أجلها كانت خير أمة أخرجت للناس.
رابعاً: وإذا كانت ظروف العالم الإسلامي في منتصف القرن الثالث عشر الهجري قد قضت عليه بالخضوع للهيمنة الأجنبية وبالتخلف الحضاري فإن قطب
كان لا يرى في هذه الظروف عائقاً يحول دون الوحدة الجامعة لهذا العالم، فهو بامتداده شرقاً وغرباً، وبموقعه الجغرافي المتميز، وبما أفاء الله عليه من الخير المادي، وبتماسكه الروحي والمعنوي ـ على الرغم من تفرقه السياسي ـ يمثل كتلة متميزة تقف في مواجهة التكتل السياسي والفكري المعاصر برصيد لا نظير له من القيم والمبادئ.
ومن هنا، كثر حديث سيد قطب عن الكتلة الإسلاميّة ، وأنها حقيقة ملموسة، وأنها وحدها هي صمام الأمن للبشرية قاطبة؛ لأنها تملك المنهج الصحيح لقيادة الحياة، وأن سواها من الكتلة الشرقية أو الغربية لا تملك هذا المنهج، بل يحكمها التصور المادي والصراع الطبقي، والتمييز العنصري، ومن ثم كانت كل الدعاوى التي تصدر عن قادة هاتين الكلمتين لا تعرف الصدق، وهي لون من ألوان النفاق السياسي والتضليل الفكري، وتخدير الضعفاء حتى يستسلموا للحياة المهانة والدنية والتخلف والعبودية.
إن اهتمام قطب بالحديث عن الكتلة الإسلاميّة هو لون من ألوان منهجه وأسلوبه في تحقيق الوحدة، فهذا الاهتمام يحيي في النفوس شعور العزة الإسلاميّة ، ويوقظ في الضمائر معاني الأخوة الصادقة ومسؤولية التعاون على الخير والبر، وبذلك يصبح كل مسلم مهما يكن موقعه جندياً مدافعاً عن كيانه، يبذل من نفسه وماله لكي تكون هذه الكتلة ليست مجرد شعور روحي يربط بين المسلمين، وإنما تصبح إلى هذا قوة دولية لها تأثيرها الفاعل ودورها البارز في حماية السلام العالمي، والقضاء على كل ألوان الظلم والامتهان لكرامة الإنسان.
خامساً: وقطب الذي حارب منهاج المتكلمين والفلاسفة بما تحمل من غثاء فكري، والذي دعا الأمة إلى أن تتجاوز مرحلة الضعف في تاريخها بما تحمله من مفاهيم وآراء مزقت وبددت الطاقات، والذي أكد على شخصية الأمة الإسلاميّة ، وبين أنها شخصية متميزة تصدع بالحق في دنيا الناس، ولا تعرف التنازع والتفرق، وإنما تعرف الوحدة والقوة، والذي أكد أيضاً على أن العالم الإسلامي يمثل كتلة دولية لها
وزنها وقيمها كان ـ إلى هذا كله ـ يحارب في نفوس الأمة عوامل القنوط. فالظلام لابد أن يعقبه الضياء، والعسر لابد أن يأتي بعده اليسر، والضيق ينتهي بالفرج.
ولهذا كان من منهجه: أن يثبت بالدليل العلمي أن كل الأفكار البشرية التي يغتربها من لا فقه لهم بالإسلام مآلها البوار، وأن المستقبل وحده للإسلام. وكان يرى أن الفكر المادي الإلحادي الشيوعي سينهار أولا ً، ثم يليه الفكر الرأسمالي.
وقد حدث ما ذهب إليه الرجل بعد وفاته بنحو ربع قرن، وسيحدث أيضاً الانهيار بالنسبة للفكر الرأسمالي الغربي مهما طال به الأمر. وهذا يعني: إفلاس كل النظم البشرية، ولن ينقذ الناس من فوضى المناهج والنظريات الوضعية إلاّ الإسلام، وحتى يتحقق ذلك يجب على المؤمنين بهذا الدين أن يكونوا في حياتهم وفي علاقاتهم صورة حية واقعية لهذا الدين، حتى يقودوا غيرهم إليه، ويكونوا دائماً رواداً على طريق الحق والخير للناس كافة.
على أن قطب كان في جهاده من أجل دينه وأمته لا يهادن الباطل ولا يخشى في الحق لومة لائم، وقد ذهب شهيداً بسبب شجاعته وصلابة يقينه، وقد حاول الذين آذوه وقتلوه أن يمنعوا فكره وآراءه من الذيوع والانتشار، ولكن(الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس فإنه يمكث في الأرض )، وقد ذاعت أفكار قطب على مستوى العالم الإسلامي، بل على مستوى العالم كله، وترجمت مؤلفاته، وبخاصة(الضلال) إلى أكثر من لغة غير عربية(13) والأمل وطيد في أن تجد هذه الأفكار طريقها للتطبيق( حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)،(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)(14).
____________________
1 ـ الأعلام للزركلي المجلد الثالث ص 147.
2 ـ مجلة العرب 8: 159.
3 ـ جريدة عكاظ 19، ذي القعدة 1388.
4 ـ القمر: 49.
5 ـ الفرقان: 2.
6 ـ النساء: 19.
7 ـ البقرة: 216.
8 ـ انظر مقدمة الظلال: 11 ط 8 دار الشروق، والآية: 1 من سورة الطلاق.
9 ـخصائص التصور الإسلامي ومقدماته: 5، ط 2.
10 ـ المصدر السابق: 8.
11 ـ مجلة الشهاب العدد 24 في 10 جمادى الأولى 1394 هـ.
12 ـ انظر خصائص التصور الإسلامي، ومقدمات الشخصية الإسلاميّة.
13 ـ جريدة أخبار اليوم 11/9/ 65.
14 ـ انظر المستقبل لهذا الدين لسيد قطب، والآية 21 من سورة يوسف.

مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية