مركز الصدرين للتقريب بين المذاهبالإسلامية

خطاب الآخر في القرآن والسنّة
أ. د. محمد هيثم الخياط
مفكر اسلامي - سوري


مقدمة
تنطلق قواعد الخطاب الإسلامي من قيمة من أهم القيم الإسلامية، ألا وهي الاعتراف بالآخر. والآخر هو في الأصل كلُّ ما سوى الذّات، فيحنما بعث النبي(ص) إلى الناس كافة، كانوا جميعاً يمثّلون الآخر بالنسبة إليه. فاعترف بهم لا اعترف ازدراء واستعلاء، كما توحي بذلك مزدوجة «اليونان والبرابرة» أو «الرومان والبرابرة» وإنما اعتراف تمايُز وتكافؤ: (لكم دينُكُم وليَ دين)(1). «لليهود دينهم وللمسلمين دينهم»(2).وانطلق تعامله معهم من مبدأ أصيل كان يدعو به كلَّ يوم: «وأشهد أن العباد كلَّهم إخوة»(3)، لأنهم يشتركون جميعاً في أن لهم أباً واحداً، فهم كما يسميهم القرآن «بنو آدم»، وهم يشتركون جميعاً كذلك في أن لهم رباً واحداً، وأنهم مهما اختلفوا فإن ربوبية الله تجمع بينهم:(الله ربُّنا وربّكُمْ)(4).(الله يجمعُ بيننا)(5). (32)وأنهم سَواسية في التمتُّع بخيرات هذه الربوبية، لا تفرقة بينهم ولا تميز في أي أمر من الأمور التي تتعلق بربوبية الله عزوجل، كالماء والغذاء والرزق والعطاء والدواء والشفاء والإمداد بسائر أسباب الحياة:)كلا نُمِدُّ: هؤلاء وهؤء من عطاء ربك، وما كان عطاء ربِّك محظور)(6).وحينما قال ابراهيم: (ربِّ اجعلْ هذا بلداً آمناً وارزُقْ أهله من الثمرات من آمنَ منهم بالله واليوم الآخر(.. [قال: ربُّ العالمين له] ومن كفر!. (7).وهذا الاعتراف بالآخر يستتبع – بطبيعة الحال – الالتزامَ بأدب الحوار كما نصَّ عليه القرآن: (وقولوا قولاً سديد)(8).(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)(9).(ادْعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن)(10).(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)(11).(وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)(12).ولا يخفى أن آية سورة النحل تلفت نظرنا إلى ناحية مهمة. فالدعوة الى الله ينبغي أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، أما الجدال فلا يكفي أن يكون جدالاً حسناً، وإنما هو جدال بالتي هي أحسن.ثم إن هذا الاعتراف بالآخر يستتبع البحث دائماً عن صعيد مشترك:(تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)(13).(وقولوا آمنَّا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد)(14).(الله ربُّنا وربكم، لنا أعمالنا ولكم اعمالكم، لا حُجَّة بيننا وبينكم)(15).بل هناك الجامع الأكبر بين الطائفتين:(الله يجمع بينن)(16). (33)وتتفرع عن هذه القيمة الرئيسية قيمتان فرعيتان: أولاهما الانفتاح على الآخر. فالله عزَّ وجلَّ قد جعل الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا(17) وما كان الله ليجعل الناس شعوبا وقبائل وهو يريدهم أن ينصهروا في بوتقة واحدة. وما كان الناس ليتعارفوا ما لم يفتح كل منهم أبواب عقله وقلبه على مصاريعها لما عند الآخر. ويلفت نظرنا أخونا الدكتور حسان حتحوت الى ان لفظة التعارف تتضمن أيضا مفهوم التفاعل مع الآخر بالمعروف.والله سبحانه يبشِّر عباده )الذين يستمعون القول( - هكذا بإطلاق «القول» )فيتَّبعون أحسنَه)(18). والنبي(ص) فيما روي عنه – يجعل «الكلمة الحكمة ضالَّة المؤمن، أنّى وجدها فهو أحق الناس بها»(19). ولذلك قال سيدنا علي(ع) في عبارة رائعة: «العلم ضالَّة المؤمن، فخذوه ولو من أيدي المشركين»(20).ولذلك نرى أن هذه الملَّة «الوسطية» «الحنفيَّة» لا تفرض أيَّ حظر من أي نوع كان على كلام الآخرين، ملفوظاً كان أم مكتوباً، ولا تُصادر أي رأي ولو كان كفرا. فالقرآن المجيد يقصُّ علينا ما قاله الآخرون بنصه: (وقال الذين كفروا...) (21)؛ (وقالوا..) (22)؛ (وقال الذين أشركوا..) (23) (سيقول الذين أشركو)(24)؛(وقال الظالمون..) (25)؛ (وأما الذين كفروا فيقولون..) (26)؛ (ويقول الذين كفروا...) (27)... ونراه يطالبهم ببسط حجَّتهم: (قل هاتوا برهانكم)(28)؛ (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لن)(29)؛ (إن عندكم من سلطان بهذ)(30).وتعجبني في هذا المقام عبارة نفيسة لسلطان العلماء العز بن عبد السلام(31). يقول فيها: «وليس كلّ ما فعلته الجاهلية منهياً عن ملابسته، إلاّ إذا نهت الشريعة عنه، ودلّت القواعد على تركه». كما يقول(32): «ويختصّ النهي بم (34) يفعلونه على خلاف مقتضى شرعنا، أما ما فعلوه على وفق النّدب أو الإيجاب أو الإباحة في شرعنا، فلا يترك لأجل تعاطيهم إياه، فإن الشرع لا ينهى عن التشبه بمن يفعل ما أذن الله تعالى فيه»... «ولو ترك الحق لأجل الباطل، لترك الناس كثيرا من أديانهم!» (33). ولا شك عندي في أن ما قاله ينطبق على ما يسمونه «جاهلية القرن العشرين» مثلما ينطبق على الجاهلية الأولى.ثم إنَّ هذه الأمة الوسط تتصف بالخيرية: (كنتم خير أمة أخرجت للناس)(34). وهذه الخيرية تقتضي أن يكون انفتاحها على الآخر انفتاحاً ايجابياً يصب في مصلحة هذا الآخر: «أنتم خير الناس للناس» كما يقول النبي(ص). ويتجلى ذلك أوّل ما يتجلى في دعوة هذا الآخر إلى الخير: )ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير)(35). وهذه الدعوة هي في الأصل إحدى المهمات الرئيسية الخمس التي بعث بها رسول الله(ص) وجاء ذكرها في سورة الاحزاب(36). وهي كونه(ص) (داعيا إلى الله بإذنه)، ثم أصبحت مهمة رئيسية من مهمات كل من اتبعه: (قل: هذه سبيلي: أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن أتبعن)(37). (ومن أحسن قولا ممَّن دعا الى الله)(38). فالمندرجون في تيّار هذه الحنيفية الوسطيَّة كلُّهم دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة؛ لا يسأمون من الدعوة الى الخير، ولا يقنطون من بطء استجابة الآخرين لهم،ولا يجادلون إلاّ بالتي هي أحسن، ولا يحكمون على عقائد الناس )فالله يحكم بينهم يوم القيامة)(39). ولا يكفون عن تآلف القلوب الذي هو صدقة قولية إلى جانب كونه زكاة عبادية؛ فقد خصَّص الله سهماً من أسهم الزكاة ليصرف على (المؤلفة قلوبهم)(40)؛ وقد قال النبي(ص): «كلُّ كلمة طيبة صدقة»(41).أما القيمة الفرعية الثانية المتفرعة عن الاعتراف بالآخر فهي الاعتراف بالاختلاف. فالله عزّ وجل يبين انه قد خلق الناس مختلفين، وأنهم سوف (35) يظلون كذلك: )ولا يزالون مختلفين)(42).، وأنه (لذلك) – أي للاختلاف -(خلقهم)(43). وما كان الله ليأذن بقمع هذا الاختلاف وهو قد خلق الناس له. وقد حكم سبحانه بأنه (لا إكراه في الدين)(44). وقال لنبيه(ص): (لست عليهم بمصيطر)(45). (وما أنت عليهم بجبار)(46). (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟)(47). (ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة)(48). (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة)(49). فليس من الإسلام ما يحاوله اليوم بعض من ينتسبون إليه، من محاولة قسر الناس على فكر واحد، سواء كان ذلك في نطاق المسلمين أو خارج هذا النطاق؛ بل إنَّ في هذه المحاولة مخالفة صريحة لأمر الله، والله عزوجل يقول: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)(50).يبقى علينا أن نتناول عاملاً مهما يتحكم في إملاء تعامل الكثيرين منا مع الآخر، ولا سيما ذلك الآخر الذي في العالم الغربي. هذا العامل هو موقفنا من العولمة.وأكثر ما يخيف الناس من العولمة، ما تفعله بثقافتهم. والثقافة أمر عزيز على «الإنسان» لصيق بذاته، فهي تلك الأصول الثابتة التي تنغرس في نفسه منذ مولده ونشأته الأولى، حتى يشارف حد الإدراك البين، جِماعُها كل ما يتلقاه عن أبويه وأهله وعشيرته ومعلميه ومؤدبيه، حتى يصبح قادراً على أن يستقل بنفسه. فإذا استقل، استبدَّ عقله بتقليب النظر، وإعمال الفكر، وممارسة التنقيب والبحث، ومعالجة التعبير عن الرأي. وثقافة الأمة، هي حصيلة ثقافات أبنائها، المثقفين بقدر مشترك، وهي مرآة جامعة – في حيزها المحدود – كلَّ ما تشعَّث وتشتت وتباعد من ثقافة كل فرد من ابنائها، على اختلاف مقاديرهم ومشاربهم ومذاهبهم ومداخلهم ومخارجهم في الحياة. (36)والحضارة هي المظهر المادي لهذه الثقافة. هي نتيجة استعمال المثقفين بثقافة معينة لمعطيات العلم والتقانة (أو الصنائع – بتعبير ابن خلدون) للارتقاء بالوضع المعاشي للإنسان. والثقافة تختلف عن الحضارة بأنها تناقش وتحاور وتؤثر، ولكنها تبقى متمسكة بذاتيتها، أما الحضارة فتنزع إلى تعميم نفسها ما استطاعت. ولذلك رأينا الحضارات الكبرى تتجلى في شكل عوالم: العالم الروماني والعالم الصيني.. والعالم الإسلامي. ولقد مارست الحضارة العربية الإسلامية على طريقتها ضرباً من «العولمة» - كما يقول جورج طرابيشي – إذ دمجت بها مالا يقل عن عشر من الثقافات الكبرى (القبطية والبربرية والنوبية مغرباً، والسريانية واليونانية والفارسية والخراسانية مشرقاً مع قطاعات من الثقافتين الهندية والصينية، فضلاً عن الثقافتين العربية المسيحية والعربية اليهودية اللتين عاشتا في كنفها) بل إنها تعدت أفاعيل العولمة المعاصرة بما استحدثته من انقلابات جذرية ونهائية في ديانات شعوب تلك الدائرة الكبرى، وفي لغاتهم، وحتى في طبيعة تكوينهم البشري.وهكذا فإن الثقافة تسعى إلى التفرُّد، والحضارة تسعى إلى توحيد الثقافات ودمجها. والعالم الحديث ينزع أكثر فأكثر إلى أن يكون موحّد الحضارة متعدّد الثقافات. وهذه الثقافات تغني الحضارة الكبرى وترفدها بأصالاتها وخصوصياتها ولكنها تندمج بها في الوقت نفسه.والمؤسف أن كثيراً ممن ينتمون إلى الاسلام اليوم ينزلقون إلى موقف منغلق، ضانين أنهم إنما يحققون ذاتهم بالقطيعة مع الحضارة «الأجنبية» وفي رأينا أن هذا موقف يحتاج إلى تصحيح. فالهجوم على الحضارة العالمية أو الانغلاق عليها، هو هجوم انغلاق على حضارة ورثت من الحضارة العربية الاسلامية الكثير. وإذا كنا نستنكر أو نضيق ذرعاً ببعض مساوئها، بل بكثير من مساوئها، فإن هذا لا يعني أن نتنكر لها ونحاربها وإنما ينبغي أن يدفعنا ذلك إلى اصلاحها من الداخل. (37)ويبدو أننا نميل الى رفض كثير مما انتجته هذه الحضارة، لارتباطها في اذهاننا بالثقافة الأمريكية او الغربية بوجه عام. فنحن نرفع عقيرتنا ساخرين من عولمة الكوكاكولا والماك دونالد، لانها ترتبط في أذهاننا بالثقافة الامريكية ونمط الحياة الامريكي. والا فعولمة الكوكاكولا قد سبقتها عولمة القهوة والشاي، وعولمة الماك دونالد قد سبقتها عولمة «الشاورمة» و«البيتسا» ولم نجد في ذلك من قبل أي حرج.وقد زاد من عدائنا للعولمة المنطلقة من الغرب، أن الأمر يتعدّى عالم الأشياء، وهو عالم لا انتماء له في حقيقة الأمر، إلى عالم القيم. فالغربيون يؤمنون ايمانا لا يقبل المناقشة، بأنهم دائماً على صواب، وبأن المستوى الصوابي للقيم هو المستوى الذي حدّدوه هم. أما قِيَم الآخرين فإنهم يجهلونها او يزدرونها، بل يحاولون أن يفرضوا قيمهم على الآخرين. وما حصل في مؤتمر السكان في القاهرة وفي مؤتمر المرأة في بكين، ماثل في الأذهان.ويهمني في هذا الصدد أن أشير الى موقف من المواقف الواعية في هذا المقام. ففي الوقت الذي نجد فيه بعض غلاتنا يريدون أن يبرؤوا الى الله من «فتنة» التكنولوجيا الحديثة بخيرها وشرها، نجد الدكتور يوسف القرضاوي فقيه العصر، لا يتردد في الاستفادة من الثورة الالكترونية التي هي جزءمن العولمة العلمية. ويقول عن مشروع خدمة الاسلام على الانترنتIslam on line: «إن هذا المشروع الذي ننشده ونحشد له الجهود والجنود والنقود هو في رأيي جهاد هذا العصر.. ونحن بهذه الآليات الحديثة – وعلى رأسها الانترنت – نستطيع أن نصل إلى الشعوب ونخاطبها بألسنتها المختلفة في أنحاء الأرض» .. «وواجب المسلمين أن يستخدموا هذه الأداة للدعوة إلى هذا الدين العظيم وعلى الأمة الإسلامية أن تهيّئ رجالاً يقومون بذلك». (38)العولمة إذن ينبغي أن لا تخيفنا. ومادمنا نؤمن بأصالتنا ونعي ثقافتنا، ونؤمن في الوقت نفسه بالحوار والانفتاح على الآخر، ونؤمن بالعلم النافع إيماناً ليس له حدود، فان هذه العولمة تمثل بالنسبة إلينا – إذا أحسنا الاستفادة منها – جواً صحياً يتيح لنا تعريف الناس بأفكارنا وقيمنا وأخلاقنا، كما يتيح لنا مجالاً نحقق فيه ذاتنا من خلال رفد العلم العالمي والحضارة العالمية بما نستطيع.نحن لا نعادي الثقافات الأخرى وإنما نناقشها ونجادلها ونحاورها . ولا يجوز لنا ونحن نشكو من الاستشراق أن نمارس استشراقاً معكوساً يفضي بنا إلى أن نخرج على حضارة العصر، ونخرج منها إما الى اللاحضارة وإما الى حضارتنا العربية الاسلامية القديمة التي مازالت – في رأيي – ماثلة في حضارة العصر بما صلح أن يبقى منها في حضارة العصر. وسوف يكون موقفاً مشرفاً لنا، أن نضيف الى هذه الحضارة العالمية ما ينقصها من روح وخلق ومثل وقيم.
الهوامش:
--------
 1_ الكافرون/ 6.
2_ كما جاء في الصحيفة، أو قل دستور المدينة.
3_ رواه الإمام أحمد في مسنده بإسناد قابل للتحسين.
4_ الشورى/ 15.
5_ الشورى/ 15.
6_ الاسراء/ 20.
7_ البقرة/ 13.
8_ الأحزاء/ 70.
9_ الاسراء/ 53.
10_ النحل/ 125.
11_ العنكبوت/ 46.
12_ سبأ/ 24.
13_ آل عمران/ 64.
14_ العنكبوت/ 46.
15_ الشورى/ 15.
16_ الشورى/ 15.
17_ الحجرات/ 13.
18_ الزمر/ 18.
19_ والحديث رواه الترمذي في أبواب العلم عن أبي هريرة وقال: حديث غريب، وذكر أن فيه راوياً يضعف الحديث من قبل حفظه؛ ورواه ابن ماجه في الزهد. والحديث ضعيف الإسناد ولكن معناه صحيح ومقبول عند المسلمين ومعمول به.
20_ رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/121.
21_الرعد/ 7.
22_ الانعام/ 8، والاسراء/ 90.
23_ النحل/ 35.
24_ الانعام/ 148.
25_ الفرقان/ 8.
26_ البقرة/ 26.
27_ الرعد/ 7، 27.
28_ الانبياء/ 24، النمل/ 24.
29_ الأنعام/ 148.
30_ يونس/ 68.
31_ في كتابه: الفتاوى الموصلية، ص 134.
32_ ص/ 31.
33_ ص/ 42.
34_ آل عمران/ 110.
35_ آل عمران/ 104.
36_ الاحزاب/ 46.
37_ يوسف/ 108.
38_ فصلت/ 33.
39_ البقرة/ 113.
40_ التوبة/ 11.
41_ رواه البخاري في الأدب المفرد بإسناد حسن.
42_ هود/ 118.
43_ هود/ 119.
44_ البقرة/ 256.
45_ الغاشية/ 24.
46_ ق/ 45.
47_ يونس/ 99.
48_ المائدة/ 48.
49_ هود/ 118.
50_ النور/ 63.

مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية