مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية

حول الكتب الدراسية الخاصة بالتربية الإسلاميّة
الدكتور محمّد باقر الحجتيى



لقد أشرقت شمس الإسلام على العالم يوم كانت المجتمعات البشرية تتعذب وهي مكبلة بقيود الجهل والاضطراب والفوضى، يوم كانت الرذائل الأخلاقية تسود تلك المجتمعات بدلاً من الفضائل، يوم لم تكن البشرية في كلّ أرجاء العالم ـ وهي قد تاهت عن الطريق السوي ـ لتتمتع بأي مظهرٍ من مظاهر حياةٍ تليق بإنسانية الإنسان فيما بين مجتمعاتها، التي كانت تسودها الاضطرابات والاشتباكات والفساد والجهل والتوحش، ويخيم عليها ظلام دامس لا يُطاق.
في مثل تلك الفترة التي فقدت الحياةُ فيها لك مظاهر الاستقرار والهدوء والراحة كانت الحاجة ملحةً إلى ظهور مُصلحٍ وقائدٍ قوي يحمل رسالة ذات مسؤولية عالميةٍ لإنقاذ هذه البشرية المتهاوية الضعيفة.
فكان أنّ بُعث رسولُ الإسلام ـ صلى الله عليه وآله ـ يحمل رسالةً تحيط بجميع شؤون الحياة البشرية بكل أبعادها وجوانبها وخصائصها المختلفة. كانت رسالته سماوية خالدة لم
تغفل عن ذكر كلّ ما من شأنه أنّ يبني الإنسان بناءً صالحاً.
إنّ كلّ محقق متتبع يعلم أنّ هذه الثقافة الإسلاميّة لم تترك أي زاوية من زوايا الحياة الإنسانية دون أنّ تعني بها العناية اللازمة؛ يقول سبحانه وتعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء( (1).
وبناءً على هذا: فإن علينا أنّ نبحث عن حقائق الحياة الإنسانية وأسرارها في القرآن وفي التعليمات الإسلاميّة ، وعلى الرغم من أنّ القرآن الكريم يتميز بالإيجاز عموماً فإنه في هذا الخصوص جامع لكل رموز الأسرار البناءة للإنسان، إلاّ أنها تتطلب التحليل والتوضيح، وهذا ما اضطلع به الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) بادئ الأمر، ومن ثم انتقل الأمر إلى عترته الذين تعهدوا أسرار هذه الرسالة السماوية حفظاً وشرحاً وإيضاحاً.
إذن، فالثقافة الإسلاميّة هي الثقافة الجامعة الشاملة الوحيدة التي عرفها البشر، ففيها كلّ الأصول والمبادئ التي تجعل من حياة الإنسان بناءً متكاملاً متقناً، ليمكن العثور فيها على جميع أسرار سعادة الإنسان.
إنّ كلّ باحثٍ موضوعي منصفٍ حين يلج ساحة الثقافة الإسلامية بكل أعماقها وأبعادها يرى ـ بما لا يقبل الشك ـ ألوان المعارف التي تعالج كلّ الزوايا الخفية المعقدة التي تحيط بالإنسان من خارجه وتعتمل في داخله.
هذه الثقافة الغنية والتعاليم السامية كبحر زاخر بأنواع الدرر والمجوهرات التي ينبغي بذل الجهد لاستخراجها واستثمارها على طريق بناء الإنسان وصياغة الكائن الأمثل. وقد نشط العلماء المسلمون منذ بداية انبثاق النهضة العلمية الإسلاميّة لاستخراج هذه المجوهرات والدرر الثمينة، واستطاع كلّ منهم حسب تخصصه وقدرته أنّ يستخرج من التحف ما يبين غنى الثقافة الإسلامية وعظمتها، وأن يفتح للأجيال أبواباً جديدةً للمعرفة والعلم.
ولكن خلال فترة طويلة من عهود الضياع والقهر والهوان لم يدع أعداء الإسلام سهماً في كنانتهم إلاّ رموا به الشريعة الغراء، إضعافاً لتمسك أبناء الإسلام بدينهم، وتمهيداً لسم عقولهم بالفكر الجاهلي المادي الحديث.
ومع كلّ تلك المساعي المحمومة المبرمجة، والجهود المنسقة في الكيد والمكر، والأساليب العدوانية الدقيقة الهدامة يقف الفكر الإسلامي العظيم ليركل بقدميه حصاد الحضارة المادية الشرقية والغربية، وليهدم بناء الفكر الجاهلي المعاصر فيدمغه فإذا هو زاهق.
إنا نعلم أنّ أعداء الإنسانية والإسلام من مصاصي دماء الشعوب ومروجي القوانين الوضعية والمبادئ الفاسدة عملوا على تنحية منهج الإسلام عن مجال التعليم والتربية، فمنيت البشرية بألوان الفساد، وهانت كرامة الإنسان، وضربت الفوضى أطنابها في تخوم المجتمعات.
وإذا كان قيام الدولة الإسلاميّة المباركة في إيران بشير خير ويمن وسعادة لجعل الإسلام العظيم يقود البشرية ويحقق لها الاستقامة والاستقرار في السلوك والعلاقات فإن حدة الانحراف لدى الناس والجهود المحمومة لتكريس هذا الانحراف تستلزم استنفار كلّ الطاقات من أجل تحقيق هذا الهدف الكبير.
إنّ من المسائل التي اتسمت في حياتنا المعاصرة بأهمية قصوى هي: مسألة التربية والتعليم. وفي الثقافة الإسلاميّة نجد أسمى وأفضل التعليمات التربوية وأرقاها، مما لا نظير له أبداً في ثقافات الأمم الأخرى. فالإسلام على هذا الصعيد لم يغفل حتى عن ذكر أصغر الأمور وأدناها، بل وضع المناهج الدقيقة المدروسة من أجل تربية جيل سالم وصالح ينفع نفسه وينفع إخوانه في الإنسانية، وإنها في الحقيقة لمناهج مدهشة تثير العجب والحيرة. إنّ كتابنا السماوي والأحاديث التي تفسر في الواقع هذا الكتاب وتشرحه كلها حافلة بالحقائق التربوية ودقائقها؛ لذلك ففي الحقبة التي لم يكن الغربيون يعرفون شيئاً ـ حتى فيما بينهم وبين أنفسهم عما يسمى بالتربية والتعليم وكيف يكون ـ كان المسلمون قد ألفوا
الكتب التخصصية في مواضيع تتعلق بالتربية والتعليم.
فقد ترك العلماء المسلمون في حقل التربية والتعليم آثاراً قيمةً يستحق كلّ منها أنّ نقف عنده طويلاً، ونتعمق في محتواه. ومع أنّ كثيراً من هذه الكتب والآثار قد عفى عليه الدهر، وكثيراً منها لا يزال في رفوف المخطوطات ولم يسلط عليه الضوء حتى الآن، فإن ما بقي منها وما هو متاح يستطيع إلى حد كبير أنّ يلبي حاجة التربية والتعليم وهذه الآثار المتبقية تستطيع ـ إضافة إلى سد حاجة العالم الإسلامي في تدوين كتب التربية والتعليم ـ أنّ تسد حاجة جميع المجتمعات الإنسانية في مجال التربية والتعليم.
لقد دون العلماء المسلمون منذ أقدم العصور كتباً مفردة ومستقلة في التربية والتعليم، ولهم في ذلك قصب السبق، وتواصلت جهودهم الجبارة على مدى القرون والأعصار، ولاسيما القرن الثامن من الهجرة.
ففي القرون الوسطى ـ يوم كان الغرب غائصاً في أوحال الجهل والهمجية والتوحش وعدم المعرفة ـ ظهر أمثال أبي عبدالله محمّد بن سحنون المغربي بكتابه حول التربية والتعليم، وقد استقى محتوياته من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
وما دونه المسلمون من كتب مستقلة في حقل التربية والتعليم يبلغ في كثرته وتوعه حداً لافتاً للنظر.أضف إلى هذه الكتب الكتب التي لم تُدوّن تحت عنوان التربية والتعليم أو ما يشابهه، ولكنها تحتوي على موضوعات قيمة كثيرة في التربية والتعليم.
ونذكر أدناه نماذج من الكتب التي استقلت في التربية والتعليم حسب ترتيب القرون.
1 ـ الترغيب في العلم، لأبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني المصري ـ م 175ت 264 ـ في القرن الثالث من الهجرة.
2 ـ آداب المعلمين فيما دون ابن كنون، عن أبيه، لأبي عبدالله محمّد بن سحنون المغربي ـ ت 156 ـ في القرن الثالث من الهجرة.
3 ـ مختصر كتاب العالم والمتعلم، لمحمد بن عمر السمرقندي ـ ت 280 ـ في القرن
الثالث من الهجرة.
4 ـ تلقين المتعلم، لابن عبادة إبراهيم بن محمّد ـ ت 400 ـ في القرن الرابع من الهجرة.
5 ـ الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين، لأبي الحسن علي بن خلف القابسي، الفقيه القيرواني المالكي ـ م 324 ت 403 ـ في القرنين الرابع والخامس من الهجرة.
6 ـ تقييدُ العلم، لأبى بكر أحمد بن علي بن ثابت، المعروف بالخطيب البغدادي ـ م 392 ت 463 ـ في القرن الخامس من الهجرة.
7 ـ الرحلة في طلب الحديث، له أيضاً.
8 ـ جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله، لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي ـ م 368 ت 463 ـ في القرنين الرابع والخامس من الهجرة.
9 ـ منهاج المتعلم، لأبي حامد محمّد بن محمّد الغزالي ـ م 450 ت 505 ـ في القرن السادس من الهجرة.
10 ـ طراز الذهب في أدب الطلب، لأبي سعد عبد الكريم بن محمّد السمعاني ـ ت 562 ـ في القرن السادس من الهجرة.
11 ـ تلقين المبتدي، لأبي محمّد عبد الحق بن عبد الرحمان الإشبيلي ـ ت 582 ـ في القرن السادس من الهجرة.
12 ـ تعليم المتعلم لتعلم طرق التعلم، لبرهان الدين الزرنوجي ـ م 593 ـ في القرن السادس من الهجرة.
13 ـ الداري في ذكر الذراري، لأبي حفص، كمال الدين بن أحمد، هبة الله عمر الحلبي، والمعروف بابن العديم ـ م 568 ت 660 ـ في القرنين السادس والسابع من الهجرة.
14 ـ تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، لأبي عبدالله بدر الدين بن
إسحاق الكناني، المعروف بابن جماعة الكناني ـ م 639 ت 733 ـ في القرنين السابع والثامن من الهجرة.
15 ـ تحفة الودود في أحكام المولود، لأبي عبدالله محمّد بن أبي بكر بن القيم، المعروف بابن القيم الجوزية ـ م 691 ت 751 ـ في القرن الثامن من الهجرة.
16 ـ شفاء المتألم في آداب المعلم والمتعلم، لعبد اللطيف بن عبد الرحمان بن أحمد المقدسي الشافعي، المعروف بابن غانم ـ م 786 ت 856 ـ في القرن التاسع من الهجرة.
17 ـ طريق تربية الأولاد ـ أو ـ الإجازة، لجلال الدين محمّد بن أسعد الصديقي الدواني ـ م 830 ت 908 ـ في القرنين التاسع والعاشر من الهجرة.
18 ـ اللؤلؤ النظيم في روم التعليم، لأبي زكريا الرازي ـ ت 926 ـ في القرنين التاسع والعاشر من الهجرة.
19 ـ تحرير المقال في آداب وأحكام وفوائد يحتاج إليها مؤدبو الأطفال، لشهاب الدين أحمد بن محمّد بن حجر الهيتمي المكي ـ ت 976 في القرن العاشر من الهجرة.
20 ـ منية المريد في أدب المفيد والمستفيد، لزين الدين بن نور الدين علي العاملي، المعروف بالشهيد الثاني ـ م 911 ت 965 ـ في القرن العاشر من الهجرة.
21 ـ الدر النضيد في أدب المفيد والمستفيد، لبدر الدين محمّد بن رضي الدين الغري ـ م 904 ت 984 ـ في القرن العاشر من الهجرة.
22 ـ قانون على أحكام العلم وأحكام المتعلمين، لحسن بن مسعود بن محمّد بن علي اليوسي المراكشي ـ م 1040 ت 1102 ـ في القرنين: الحادي عشر والثاني عشر من الهجرة.
وغيرها من الكتب الكثيرة التي دونت مستقلة في التربية والتعليم، ونحن نترك ذكرها، ونحيل التعرف عليها إلى الجزء الأخير من كتابنا "آداب التعليم والتعلم في الإسلام" الذي هو شرح لكتاب "منية المريد في أداب المفيد والمستفيد" للشيهد الثاني أعلى الله مقامه الشريف.
وعليه، فإن الخطوة الأولى على طريق التربية والتعليم بمفهومها الحديث قد خطاها المسلمون منذ زمن بعيد؛ ذلك لأنّهم يملكون ثقافة ذات غنىً، وثروةً على هذا الصعيد، وكما قلنا فقد كانت بحوث العلماء المسلمين في ميدان التربية والتعليم قد بدأت منذ أوائل ظهور الإسلام، وقد ألفوا فيهما ـ كما أشرنا ـ عشرات من الكتب التي استوحى منها العلماء الغربيون فيما بعد أفكارهم، ومن هذه الكتب: كتاب "آراء أهل المدينة الفاضلة" للفارابي، و"الرسائل" لإخوان الصفا، و"السياسة" لابن سينا، و"إحياء علوم الدين" للغزالي، وغيرها من عشرات الكتب التي كتبها المسلمون في التربية والتعليم، أو فيما يرتبط بالتربية والتعليم، وهي كلها مصاديق واقعية تحكي عن غنى الثقافة الإسلامية، تلك الثقافة التي يصورها لنا القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وما ورد إلينا من الأئمة الكرام عليهم السلام والصحابة العظام (رضي الله عنهم).
وإذا نظرنا في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة يظهر لنا بوضوح: أنّ في الثقافة الإسلاميّة لا تبدأ تربية الإنسان بولادته، اذأن ولادة الإنسان مرحلة من مراحل تربيته، ففي تعاليم التربية والتعليم الإسلاميّة تبدأ تربية الإنسان قبل أنّ يولد عندما يكون جنيناً، بل منذ انعقاد نطفته وحتى قبل ذلك أيضاً، فقد وردت التوصيات للمسلمين بأن يختاروا لنطفهم من أجل خلق جيلٍ سليمٍ صالحٍ، كما أنّ هناك توصياتٍ تتعلق بما قبل انعقاد النطفة أيضاً.
فهذه الثقافة التي تقترح وصايا خاصة لاختيار الزوجة، وتعني بالجيل الجديد قبل أنّ تنعقد نطفته، وبعد أنّ يتكون جنيناً في رحم أمه، وبعد أنّ يولد ويمر بمرحلة الرضاعة، وبعد أنّ يجتازها إلى المراحل الأخرى لا تغفل عن الإنسان قبل ولادته ومنذ طفولته حتى أعتاب الشيخوخة والوفاة. ففي كلّ هذه المراحل تتواصل الوصايا والتعليمات والإرشادات البناءة من أجل تربية هذا الإنسان وتعليمه في جميع مراحل حياته.
ولو أننا ـ كمسلمين ـ واصلنا جهود السلف في حقل التربية والتعليم بشكلٍ فاعلٍ
وجاد لاستطعنا أنّ نكون حصيلة علميةً في هذا الحقل يلجأ العالم ـ كما كان في السابق ـ إلى أنّ ينتهل منها ويتتلمذ عليها.
ولقد كان للمسلمين اليد الطولى ـ بشهادة علماء الغرب أنفسهم ـ في علوم الطب والرياضيات والهندسة والهيئة والنجوم والكيمياء والفيزياء والفلسفة والأخلاق وغيرها، ونلاحظ هنا: أنّ كتبنا الدراسية ـ على العموم ـ لا تحقق ما نصبو إليه من تقديم منهجٍ تربوي سليمٍ قائمٍ على أسسٍ إسلاميةٍ قويمةٍ بل هي إجمالاً مبتلاة بنقائص من أهمها:

أوّلاً: أنها تستقي الكثير من آرائها ونظرياتها من روى غريبة على عالمنا الإسلامي، وتصورات وأفكار لم تنم في جو إسلامي، وإنما نمت في أجواء مادية غير إسلامية.
ثانياً: أنها تتعرض بإسهاب للمدارس الغربية للتربية وتعرض كثيراً من جوانبها، فإذا بلغت إلى المدرسة الإسلاميّة عرضت منها جوانب متفرقة ونصوصاً متباعدةً، لا تستطيع أنّ تنهض ـ في تصور الطالب ـ بإقامة منهجٍ تربوي متكامل يعالج مختلف المشكلات التربوية الإنسانية. هذا، في حين أنّ ما ذكرناه من كتب وقبلها ما عرضته النصوص القرآنية والنبوية الشريفة من روى حياتية يمكنها أنّ تقدم أروع أطروحة تنسجم مع واقع الإنسان وفطرته، بل إننا لندعي أنّ المنهج التربوي الإسلامي باعتبار قيامه على أساس من نظرية "الفطرة الإنسانية" وبملاحظة ما يقف وراءه من علم نافذ إلى الأعماق وموازن بين المصالح والمفاسد ليشكل لوحده المنهج التربوي الأصيل، وما علينا إلاّ أنّ نجتهد لاكتشاف أبعاده الحياتية.
ثالثاً: ومن الملاحظ في هذه الكتب التي تتداولها جامعاتنا: أنها قد تستند إلى آراء مفكرين مسلمين، لكنهم ليسوا من ذوي الاختصاص في عملية الاستنباط من النصوص الإسلاميّة ، لذلك تأتي استنتاجاتهم ناقصةً أو مشوهة، ثم تقدم للطلاب على أنها الصورة الإسلاميّة المثلى.
ومن هنا فإننا ندعو لنهضةٍ علميةٍ تربويةٍ تعمل على عرض البرنامج الإسلامي
التربوي، واستنباطه من منابعه الأصيلة، وبيان معالمه الإنسانية الرائعة. ولا يتم هذا إلاّ ببذل جهود اجتهادية متتابعة.
ومن الجدير بالذكر: أنّ المجال التربوي وأبعاده أمر لا تختلف عليه المذاهب الإسلاميّة ، بل يكاد يشكل أحد أروع ميادين الاتفاق بينها، حيث تتكامل النصوص في كتب الشيعة والسنة تكاملاً فريداً، وهذا ما نراه عند مراجعة ما كتبه المرحوم الإمام الفيض من تكميلٍ لما عرضه الإمام الغزالي، كما يظهر ذلك جلياً في كتاب "المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء".

_____________________
1 ـ الإنعام: 38.

مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية