النصحية
دور (النصيحة) في نسيخ الولاء وشبكة العلاقات الاجتماعية
(النصيحة) من المصطلحات الاسلامية التي تنطوي على عمق مفهومي في الفكر العقائدي
والسياسي والاجتماعي. ومن المؤسف ان هذا المفهوم الإسلامي العميق فقد محتواه في
الفكر الإسلامي المعاصر، ولم يبق له من محتواه غير المحتوى (الوعظي) وهو بعد من
ابعاده بالتأكيد، ولكن ليس كل أبعاده.
الابعاد المتعددة للنصيحة:
ونجد في النصوص التالية دلالة واضحة على الابعاد المتعددة للنصيحة:
1ـ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (الدين النصحية). قيل لمن يا رسول
الله.. ؟ قال : (لله ولرسوله ولأئمة الدين ولجماعة المسلمين)[1].
2ـ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (من لا يهتم بامر المسلمين فليس منهم،
ومن لم يصبح ويمس ناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولامامه ولعامة المسلمين فليس
منهم)[2].
3ـ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (من يضمن لي خمساً، اضمن له الجنة:
1ـ النصيحة لله عز وجل.
2ـ والنصيحة لرسوله.
3ـ والنصيحة لكتاب الله.
4ـ والنصيحة لدين الله.
5ـ والنصيحة لجماعة المسلمين)[3].
والنصيحة لله وللرسول ولكتاب الله هو البعد الاعتقادي في هذا المفهوم، والنصيحة
لأئمة المسلمين هو البعد السياسي للمفهوم، والنصيحة لجماعة المسلمين هو البعد
الاجتماعي للمفهوم.
فقد استحدث الاسلام مفاهيم وتصورات، واستحدث لها مصطلحات، وربط بها التصور الاسلامي
الشامل للعقيدة والسياسة والمجتمع، فلا نستطيع ان نأخذ صورة متكاملة عن العقيدة
والسياسة والمجتمع الا من خلال هذه العناصر التي تشكل اصول الفكر الاسلامي.. ومن
هذه المصطلحات والمفاهيم (النصيحة) وسوف نجد فيما يأتي انشاء الله عمق هذا المفهوم
في الفكر الاسلامي.
العلاقة المتبادلة بين الفرد والعلاقات الاجتماعية:
ان سلامة الانسان بسلامة خطوط العلاقة والارتباط التي تربطه بالآخرين، وكلما تكون
العلاقة اسلم يكون حال الإنسان افضل واسلم، ولذلك فان لشبكة العلاقات التي تربط
الفرد بالآخرين اهمية كبيرة في سلامة الإنسان واستقامته وسعادته، حتى اننا نستطيع
ان نقيم الإنسان بعلاقاته وصلاته وارتباطاته.
فاذا كانت علاقات الانسان بالآخرين قائمة على اساس العدل والانصاف والتعاون
والايثار والمحبة، كان الانسان صاحب هذه العلاقات سعيداً مستقيماً في حياته، واذا
كانت علاقته بالآخرين قائمة على اساس الاستئثار والعدوان والخداع والمكر، كان
الإنسان قلقاً معذباً بهذه العلاقة، كما يصح العكس ايضا. فكلما يكون الإنسان
صالحاً، تكون علاقاته بالآخرين صالحة وقائمة على أسس صحيحة وأخلاقية، وكلما يكون
الإنسان خبيثاً ومنطوياً على نية السوء وسوء السريرة، فان علاقاته بالآخرين ايضا
تتصف بالخبث والمكر والسوء والعدوان.
اذن بين (الإنسان) و( علاقاته) بالآخرين علاقة متبادلة يؤثر كل منهما على الآخر.
فيشقى الإنسان بسوء العلاقة، كما تسوء علاقة الإنسان بالآخرين بشقائه وخبثه.
ولذلك يهتم الاسلام اهتماماً بليغاً بأمر نسيج العلاقات التي تربط الإنسان
بالآخرين، ويسعى لترتيب هذا النسيج بكل ما يمكن في حياة الإنسان وعلاقاته من متانة
وقوة ومودة ومحبة وتفاهم.
الخط الطولي والخط العرضي في نسيج العلاقات الإنسانية
تحدثنا عن هذا النسيج بتفصيل في كتابنا (الولاء) وباجمال في كتابنا (السلام في
الإسلام)، وهنا نشير الى هذا النسيج اشارة سريعة ونترك التفصيل لمن يريد في هذين
الكتابين.
ان للإسلام نظرية متكاملة وتصوراً دقيقاً وشاملاً في العلاقات الإنسانية، وهذه
النظرية هي قانون(الولاء) ولا نعهد هذا الفهم والتصور لشبكة العلاقات الإنسانية
بهذه الصورة في غير الإسلام.
وهذه الشبكة التي يسميها الإسلام بـ(الولاء) شبكة شاملة وواسعة وقوية ومتينة تشمل
كل العلاقات التي تربط الإنسان بالخارج من دون استثناء تقريباً، وهذه العلاقات ذات
اتجاهين، اتجاه طولي (عمودي) يشكل امتداد السلطان الشرعي لله تعالى ولرسوله،
ولأوليائه ائمة المسلمين على الإنسان، وسلطان الإنسان على من يلي اموره من
المسلمين، وعلى نفسه، وهذا الخط ينتظم على شكل حلقات متسلسلة ومترابطة ومتماسكة من
الولاية والسلطان الشرعي في حياة الإنسان، وينتهي الى ولاية الله تعالى وسلطانه على
كل شؤون الإنسان.
وذلك قول تعالى: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
وقوله تعالى: ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ
مِنكُمْ).
وهذا هو (الخط الطولي) من خطي الولاية. والخط الاخر هو (الخط العرض( الافقي)) في
ارتباط المؤمنين، بعضهم ببعض، في الأمة الإسلامية، وذلك برباط الاخوة والتعاون
والتفاهم والمحبة، والمودة والتناصر، وذلك قوله تعالى: ( وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)[4].
وقوله تعالى: ( وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء
بَعْضٍ)[5].
وهذا الاتجاه من النسيج يستوعب علاقات المؤمنين بعضهم ببعض في نسيج قوي ومتين من
المحبة والمودة والتناصر والتعاون وحسن الظن.
ومجمل هذين الاتجاهين في هذا النسيج هو (الولاء)، والذي يستوعب كل علاقات الانسان
بغيره بصورة شاملة تقريباً وتنظيمها وتقييمها على اصول صحيحة.
وسلامة هذا النسيج تؤدي الى سلامة الانسان واستقامته وسعادته كما ان ضعف هذا النسيج
واختلاله يؤدي الى اختلال حياة الانسان وانحرافه وقد وضع الاسلام صورة متكاملة من
الاصول والنظريات والقوانين لسلامة هذه (الشبكة) وحمياتها من الضعف والاختلال.
ونحن فيما يلي نشير الى بعض هذه القوانين بقدر ما يربطنا بهذا البحث ونحيل الباقي
الى موضعه من بحث (الولاء).
السلام والنصيحة
و(السلامة)و(والنصيحة) هي اهم العناصر اتي تكوّن عناصر هذا النسيج العجيب الذي يربط
الانسان بالله وباولياء الله بعباد الله وهما يعتبران وجهين مختلفين لهذه الآصرة
الإلهية.
و(السلام) هو الوجه السلبي لهذه الآصرة، و(النصيحة) هي الوجه الايجابي لهذه الآصرة،
وهما معاً يعتبران وجها هذا النسيج الذي تتشكل منه شبكة الولاء، فإن (السلام) يأتي
بمعنى(الأمن من العدوان والسوء بمختلف وجوهه، في الحضور، والغياب، وفي النفوس،
والاموال، والاعراض، وبالكلام واليد).
ومعنى السلام في العلاقة: تطهير العلاقة التي تربط الانسان بغيره من الاتجاهين
السابقين العمودي والافقي من كل نية سوء وعمل سوء وعدواة، وخبث، ومكر، وكيد، وسوء
الظن، وايذاء، واضرار، وبناء العلاقة على أساس الأمن من كل سوء وعدوان، وهذا هو
الوجه السلبي للعلاقة.
وقد شرحنا هذا الوجه السلبي في دراسة مستقلة بعنوان (السلام في الإسلام)، والوجه
الايجابي للعلاقة هو (النصيحة).
ولابد من وقفة قصيرة عند الجذور اللغوية لهذه الكلمة، نستطيع بعد ذلك ان نلتمس ما
حمّل الاسلام هذه الكلمة من مفاهيم وتصورات.
الجذور اللغوية للـ (نصيحة):
عند مراجعة كلمات أهل اللغة في معنى(النصيحة) نخرج بثلاث نقاط تعيننا على فهم
الجذور اللغوية لهذه الكلمة.
1ـ يقول ابن منظور: (نصح الشيء: خلص، والناصح الخالص وكل شيء خلص فقد نصح)[6]
2ـ وقال ابن منظور ايضاً: (النصح نقيض الغش)[7].
وقال في الغش: هو مأخوذ من الغشب المشوب الكدر، وغشه: لم يمحضه النصيحة)[8].
3ـ وقال ابن الاثير في النهاية: (النصيحة كلمة يعبر بما عن جملة، هي ارادة الخير
للمنصوح)[9].
ففي اللغة اذن النصيحة تأتي بمعنى:
1 ـ طلب الخير للآخرين.
2ـ تمحيص العلاقة وتخليصها من كل ما يشوبها من الغش والسوء لئلا يكون ظاهر العلاقة
حسناً وهي تستبطن السوء والشرور والمكر.
وهاتان النقطتان تنفعان في فهم معنى النصيحة، وما حمّلها الاسلام من مفاهيم
وتصورات.
التحليل العلمي لكلمة النصيحة
يصعب اعطاء تحليل علمي لهذه الكلمة، لأنه لم يسبق لهذه الكلمة في الدراسات
الاسلامية تحليل وتحديد علمي دقيق يمكن اعتماده رغم اهمية هذه الكلمة ودورها في
الواسع في شبكة العلاقات الانسانية في الاسلام.
ورغم ذلك فاننا نحاول ان نقوم بتقديم تحديد علمي ينطوي على بحث تحليلي لهذه الكلمة
من خلال الاوليات التي يمكن بين ايدينا لهذه الكلمة، ومن خلال المفهوم اللغوي
والمصطلح الشرعي الاجمالي الذي يتبادر الى اذهاننا من هذه الكلمة.
وفيما يلي نستعرض طائفة من كلمات المفسرين في معنى كلمة (النصح) لنستطيع بعد ذلك
وفي ضوئها وضوء ما تقدم من كلمات أهل اللغة اعطاء صورة دقيقة تحليلية لهذه الكلمة.
1ـ يقول الراغب الاصفهاني في مادة (النصح) من كتابه القيم( المفردات):
النصح: تحري فعل، او قول فيه صلاح يصاحبه.. وهو من قولهم نصحت له الود: اي اخلصته،
وناصح العسل، خالصه، او من قولهم نصحت الجلد: خطته، والناصح: الخياط، والناصح:
الخيط او وقوله: (توبوا الى الله توبة نصوحاً): فمن احد هذين اما الاخلاص واما
الاحكام[10].
2ـ وقال قاضي قضاة ابن السعود المتوفي سنة 951هـ. في تفسيره: (النصح) كلمة جامعة
لكل ما يدرو عليه الخير من قول او فعل. وحقيقته امعاض ارادة الخير والدلالة عليه،
ونقيضه الغش)[11].
3ـ وقال الزمخشري في الكشاف: (يقال نصيحة، ونصحت له، وفي زيادة اللام مبالغة ودلالة
على امحاض النصيحة اذا وقعت خالصة للمنصوح له مقصوداً بها جانبه لا غير)[12].
4ـ ويقول القرطبي في تفسيره: (النصح): (اخلاص النية من شوائب الفساد في المعاملة
بخلاف الغش)[13].
5ـ ويقول الطبرسي: (النصيحة: اخلاص النية من شائب الفساد في المعاملة)[14].
6ـ ويقول النيسابوري: ( وحقيقة النصح: الارشاد الى المصلحة، من خلوص النية من شوائب
المكر)[15].
7ـ ويقول الرازي في تفسيره الكبير: (وحقيقة النصح: الارسال الى المصلحة، مع خلوص
النية من شوائب المكروه)[16].
8ـ وقال صاحب تفسير المنار: (الاصل في النصيحة بأن يقصد بها صلاح المنصوح لا
الناصح، فان كان له فائدة منها وجاءت تبعاً فلا بأس، والا لم تكن النصيحة
خالصة)[17].
وقال أيضاً صاحب (المنار) : (النصيحة والنصح: تحري ما يصلح به اثنين، ويكون خالياً
من الغش والخلل والفساد.. ومنه تعلم ان من النصح لله ولرسوله في هذه الحالة كل ما
فيه مصلحة للامة، ولا سيما المجاهدين منها، من كتمان السر وحث على البر، ومقاومة
خيانة الخائنين في شتى الاوجه، فالنصح العام من الاركان المعنوية للاسلام، به عبر
السلف وبزواله وبتركه ذل الخلف وابتزوا)[18].
9ـ وقال الصرافي في تفسيره: (والنصح: الارشاد الى مصلحة، مع خلوص النية من شوائب
المكر[19].
10ـ وقال صاحب تفسير الميزان في قوله تعالى: (وابلغكم رسالات ربي وانا لكم ناصح
امين): (اي لا شأن لي بما اني رسول الاّ تبليغ رسالات ربي خالصاً من شوائب الظنون
من كوني كاذباً، فلست بغاشّ لكن فيما اريد ان حملكم عليه، ولا خائن فيما اريده منكم
من التدين بدين التوحيد، هو الذي أراه حقاً، وهو الذي فيه نفعكم وخيركم)[20].
هذه طائفة من كلمات العلماء في تفسير (النصيحة).
ونرجح ان يكون(النصح)و (النصيحة) من الخلوص والاخلاص، وليس من الاحكام، وهو احد
المعنيين الذين يذكرهم الراغب في المفردات، واشهرهما في كلمات المفسرين واهل اللغة،
واشبهمها بموارد استعمال هذا المصطلح الاسلامي.
وعليه فتتألف النصيحة من جملتين تكاد تتفق عليهما كلمات المفسرين وعلماء اللغة
باختلاف يسير في التعبير.
وهاتان الجملتان هما:
1ـ تحري الخير والصلاح للآخرين، وارادة الخير لهم في القول والعمل، وتنظيم العلاقة
معهم على هذا الاساس.
2ـ تخليص العلاقة والتعامل مع الآخرين من كل شائبة سوء، وتمحيض النصيحة في العلاقة
والتعامل.
وهذا التخليص والتمحيص يقع في مقابل (الغش)، وهو ان يتظاهر الإنسان بالنصيحة
للآخرين في تعاملهم معهم في الوقت الذي تستبطن هذه العلاقة نية السوء والشر، وتسمى
هذه الحالة عادة بالغش.
وهاتان الجملتان تظهران بصورة او بأخرى من كل الكلمات التي سبقت في تعريف النصيحة.
وفيما يلي نحاول ان شاء الله ان نحلل كل واحدة من هاتين الجملتين بصورة علمية، لنصل
الى تحليل وتعريف شامل لمفهوم(النصيحة) ونبدأ بدراسة تحليلية لكل من هاتين
الجملتين.
1ـ طلب الخير:
العنصر الاول في النصيحة (ارادة الخير) وهو معنى واسع، له تطبيقات مختلفة، فقد يكون
مصداق الخير هو (المصلحة)، وقد يكون مصداق الخير هو الرضا فقط.
والنصيحة هي ابتغاء المصلحة للآخرين، أما بالنسبة الى الله تعالى، فهي ابتغاء
مرضاته سبحانه، فان الله غني بذاته لا يحتاج الى شيء، ولا يغنيه شيء، فهو الصالح
الغني بذاته، ولا حد لغناه وصلاحه، والنصيحة بالنسبة اليه تعالى هو ما يرتضيه تعالى
من عباده من قول او عمل.
وبذلك تتميز النصيحة عن (السلام) بشكل واضح، فإن (السلام) هو عدم ارادة السوء والشر
للآخرين، والنصيحة هي حب الخير وارادته لهم.
مصدر الخير في نفس الانسان:
ما هو مصدر هذا الخير الذي ينبع من نفس الإنسان، ويطلبه الإنسان لله تعالى، ولرسوله
صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكتابه، ودينه، ولأئمة المسلمين، والى المسلمين؟ وان
النفس لشحيحه بالخير، ضنينة به، وهذه طبيعة من طبائع النفوس( وَأُحْضِرَتِ
الأَنفُسُ الشُّحَّ)[21].
( أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ)[22].
فكيف تتحول هذه النفوس الشحيحة والضنينة بالخير الى مصدر يفيض بالخير، ويعمل ويقدم
الخير؟
وفي الجواب على هذا السؤال نقول:
الحب مصدر الخير:
الحب مصدر كل خير في نفس الإنسان، واكثر من ما يكون في النفس من خير وعطاء، فان
مصدره الحب، وأكثر ما يكون في النفس من شح وبخل وضنك، فان مصدره البغضاء والكراهية.
ان الحب يمنح النفس القابلية على العطاء والقدرة على فعل الخير، فاذا دخل الحب
النفس، فاضت النفس بالخير والرفق والاحسان والبذل والعطاء، وتحولت النفس البشرية
الى واحة خضراء مباركة كثيرة العطاء، واذا اقفرت النفس من الحب تحولت النفس الى ارض
قاحلة غير ذي زرع، فلم تجد فيها غير الحقد والبغضاء والعدوان والمكر والكيد.
التبادل بين الحب والنصيحة:
وللإمام أمير المؤمنين عليه السلام كلمات في هذا المجال ينقلها الامدي عنه عليه
السلام في غرر الحكم:
يقول عليه السلام، كما في رواية الامدي: (النصح ثمرة المحبة)[23].
فالنصح لله ولرسوله وللمؤمنين يصدر من النفوس من الحب لله ولرسوله.
وفي كلمة أخرى يرويها الامدي ايضا عن الإمام عليه السلام يقول الامام عليه السلام:
(النصيحة تثمر الود)، اي ان النصيحة تصنع الحب والود في القلوب، وهذه الكلمة معاكسة
للكلمة السابقة، وهما معاً يرسمان صورة للعلاقة المتبادلة بين (النصيحة)و (الحب)،
فالنصيحة تصنع الحب يصنع النصيحة.
ولايكاد ينبع الخير والنصيحة من النفس الا من منبع الحب والود، وهذه حقيقة في
النفوس فطر الله تعالى الناس عليها.
الحب من مقولة التوحيد والاخلاص:
والحب من مقولة التوحيد والاخلاص... ولا يكون في نفس الانسان المؤمن غير حب واحد،
هو حب الله عز وجل، وكل حب آخر في نفوس المخلصين من المؤمنين لابد ان يكون امتداداً
لهذا الحب بنحو من الانحاء.
وتتسع نفس الانسان المؤمن لحب الله تعالى، وكل من يحب الله تعالى من رسله،
وملائكته، واوليائه، وعباده الصالحين، ولا تضيق النفوس المؤمنة بهذا الحب مهما امتد
وتسلسل، ولكنها تضيق بالحب اذا اردت ان تجمع بين حب الله تعالى وحب اعداء الله، فلا
تتسع لهما النفس، يقول تعالى: ( مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي
جَوْفِهِ)[24].
اذن مبدأ كل حب في نفس الانسان المؤمن الذي أخلص نفسه وحبه وعواطفه وهواه لله تعالى
هو حب الله تعالى، وهو الحب الحاكم في النفس، وكل حب آخر ينفي هذا الحب ويعارضه فان
على الانسان ان يغلق منافذ قلبه عليه، فلا يجتمع في نفس الانسان المؤمن حبان: حب
الله تعالى، وحب للدنيا( مثلاً).
روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (حب الدنيا وحب الله لا يجتمعان في قلب
أبداً)[25].
وعن الامام الصادق عليه السلام: (والله ما أحب الله من احب الدنيا ووالى
غيرنا)[26].
2ـ تمحيص العلاقة وتخليصها:
وهذا هو البعد الثاني للنصيحة، فلابد في ( النصيحة) ان تكون العلاقة خالصة و
(ناصحة)، لا يشوبها مكر او سوء، ولا تستبطن سوء او شراً، وليس معنى ذلك ان لا يطلب
الانسان لنفسه نفعاً او خيراً من العلاقة، فلا بأس ان يطلب لنفسه في العلاقات
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية خيراً ونفعاً، ولكن على ان لا تستبطن العلاقة من
الغش مالا يظهر وما لايبدو عليها.
فليس من النصيحة وان يتظاهر الانسان بالخير والصلاح ويستبطن نية السوء، او يبرز
جانب الصلاح والخير ويخفي الجانب الاخر، هذا هو الغش الذي يشبه النفاق احياناً،
والمكر والكيد احياناً أخرى.
روى ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر على سبر طعام، فادخل يده فيها، فنالت
اصابعه بللاً، فقال: (ما هذا يا صاحب الطعام؟) قال: اصابته السماء يا رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم قال: (أفلا جعلته فوق الطعام حتى تراه الناس؟ من غشنا فليس
منّا)[27].
فالنصيحة هي ارادة الخير التي لا يشوبها الشر، ولا تستبطن السوء، و(النصيحة) بهذا
المعنى هي الوجه الثاني للعلاقة، ومرحلة متقدمة وعليا لتحكيم العلاقة وتمتينها بعد
مرحلة السلام.
ويصح ان نقول: ان (السلام) يعتبر مرحلة تزكية العلاقة، وتطهيرها، وتجريدها من السوء
بينما تعتبر النصيحة مرحلة فوق هذه المرحلة، اذ تتضمن إغناء العلاقة بالخير والمودة
والتعاون والنصر والاسناد.
وبذلك فان نسيج العلاقة في هذه الشبكة الواسعة (شبكة الولاء) يتكون من عنصرين
اساسيين، هما (السلام) و(النصيحة)، وتوجزهما هذه الكلمة المأثورة عن الامام أمير
المؤمنين عليه السلام في وصف المتقين في نهج البلاغة: (الخير منه مأمول، والشر منه
مأمون)، فان( السلام) هو ان لا يريد الإنسان الشر والسوء للآخرين، و النصيحة ان
يطلب الانسان الخير لغيره.
دور (السلام) و (النصيحة) في تمتين العلاقة ووقايته
وهذان العنصران يضعان العلاقة التي تربط الإنسان المسلم بالله ورسوله، واوليائه،
وبالآخرين من ابناء نوعه على اساس متين، فان العلاقة عندما تعتمد هذين الاساسيين
تتنزه عن ارادة السوء بالآخرين، وتتشبع بارادة الخير فتصبح قوية ومتينة وأمينة،
وتسلم من الضعف.
وفي نفس الوقت فان هذين العنصرين يقيان العلاقة من السوء والاختلال في المجتمع، وفي
نفس الانسان، فان العلاقة عندما تقوم على اساس ضعيف تتعرض لعوامل الاخلال،
والإساءة، ولإفساد، القائمة في المجتمع، وفي النفس، وتتأثر بسرعة بهذه العوامل، اما
عندما تقوم العلاقة على اساس صحيح من (السلام) و( النصيحة) وتتكون خيوط العلاقة
منهما جميعاً، فان العلاقة تقاوم الى حد بعيد عناصر الاخلال والافساد القائمة في
النفس والمجتمع.
ومردود سلامة العلاقة على الانسان نفسه بصورة مباشرة وقوية، فان العلاقة اذا سلمت
سعد الانسان، ، واستقامت له حياته، واذا فسدت العلاقة شقى الانسان، واختلت حياته،
واكثر شقاء الناس وعنائهم، وعذابهم، من فساد العلاقة. ولذلك يعطي الاسلام مثل هذا
الاهتمام العجيب بأمر العلاقة، ويضع شبكة العلاقات الإنسانية ضمن هذا القانون
المتكامل، قانون (الولاء) بهذه الصورة.
وجوب النصيحة في الاسلام.
النصيحة كالسلام، ليس أمراً كمالياً في بناء المجتمع الإنساني، وفي بناء شبكة
العلاقات الإنسانية، وانما هي نظر الإسلام حاجة ضرورية لا يمكن ان يستغني عنها
الإنسان، ومن دونها لا تستقيم حياته، ولذلك تظافرت النصوص في الإسلام على وجوب
النصيحة، وتحريم الغش، كما تظافرت على وجوب السلام وتحريم العدوان.
وجوب النصيحة في النصوص الإسلامية:
وفيما يلي نستعرض طائفة من هذه النصوص:
1ـ روى الحسن ابن محمد الطوسي في مجالسه، عن أبيه، عن المفيد، عن علي بن خالد
الصرافي، عن محمد بن اسماعيل بن ماهان، عن زكريا ابن يحيى، عن ابن عبد الرحمن، عن
سفيان بن الجراح، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم : (الدين النصيحة)، قيل لمن يارسول الله؟ قال: (لله ولرسوله ولأئمة
الدين ولجماعة المسلمين)[28].
2ـ محمد بن يعقوب الكليني بسنده عن عيسى بن منصور، عن أبي عبد الله الصادق عليه
السلام قال: (يجب للمؤمن على المؤمن من النصيحة)[29].
3ـ عن محمد بن يعقوب الكليني ايضا، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه
السلامقال: (يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة في المشهد والمغيب)[30].
4ـ وبالاسناد عن بن محبوب، عن بن رثاب، عن بن عبيدة الحذاء، عن ابي جعفر عليه
السلام قال: (يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة)[31].
5ـ وعن جابر، عن ابي جعفر عليه السلام قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم : لينصح الرجل منكم اخاه كنصيحته لنفسه)[32].
6ـ وعن سفيان بن عيينة قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: (عليكم بالنصح لله
في خلقه فلن تلقاه بعمل افضل منه)[33].
7ـ عن محمد بن يعقوب، بسنده عن ابي حفص الاشعري، عن ابي عبد الله عليه السلام قال:
سمعته يقول: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سعى في حاجة لاخيه فلم
ينصحه فقد خان الله ورسوله)[34].
8ـ عن سماعة قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: (ايما مؤمن مشي في حاجة اخيه
فلم يناصحه فقد خان الله ورسوله)[35].
9ـ عن حسين ابن عمر ابن يزيد، عن ابي عبد الله عليه السلام قال: (من استشار اخاه
فلم يمحضه الرأي سلبه الله عز وجل رأيه)[36].
10ـ وعن الصادق عليه السلام: (المؤمن اخو المؤمن يحق عليه النصحية)[37].
11ـ في فقه الرضا عن القائم عليه السلام في كلام طويل: (ثلاث لايغل عليها قلب امرئ
مسلم: اخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسملين، واللزم لجماعتهم. وقال: حق المؤمن
على المؤمن أن يمحضه النصيحة في المشهد والمغيب كنصيحته لنفسه).
وروي: (من مشي في حاجة اخيه فلم يناصحه كان كمن حارب الله ورسوله).
وروي: (من اصبح لا يهتم بامور المسلمين فليس منهم).
وروي: (لا يقبل الله عمل عبد وهو يضمر في قلبه على مؤمن سوءاً).
وروي: ( ليس منا من غش مؤمناً او ضره او ماكره).
وروي: (ان الخلق عيال الله، فأحب الخلق على الله من أدخل على أهل بيت سروراً، ومشي
مع اخيه في حاجة)[38].
12ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: (ايها الناس ان لي عليكم حقاً،
ولكم عليّ حق، فاما حقكم عليّ فالنصيحة لكم، وتوفير فيئكم عليكم، وتعليمكم لئلا
تجهلوا، وتأديبكم كيما تعلموا، واما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصيحة في المشهد
والمغيب، والاجابة حين ادعوكم، والطاعة حين آمركم)[39].
13ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: (انه ليس على الإمام الاّ حمل
من امرته الابلاغ في الموعظة، والاجتهاد في النصيحة، والاحياء للسنة، واقامة الحدود
على مستحقها)[40].
14ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة في كلام له في الصالحين من
اصحابه: (انتم الانصار على الحق والاخوان في الدين، فأعينوني بناصحة خلية من
الغش)[41].
15ـ وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (من لا يهتم بامور المسلمين فليس
منهم، ومن لم يصبح ويمسي ناصحاً لله، ولرسوله، ولكتابه، ولإمامه ولعامة المسلمين،
فليس منهم)[42].
الحالة الشمولية للنصيحة في شبكة العلاقات الإنسانية
وكما تتصف (النصيحة) في نسيج العلاقة بصيغة الوجوب، تتصف كذلك بصيغة الشمولية
والاستيعاب، فلابد من توفير عنصر ( النصيحة) في كل خطوط وخيوط هذه الشبكة الواسعة
(شبكة الولاء).
واهم خطوط هذه العلاقة هي كما يلي:
أ ـ في الخطوط الطولية (الاتجاه العمودي) لشبكة الولاء.
1ـ العلاقة بالله تعالى.
2ـ العلاقة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
3ـ العلاقة بالقرآن.
4ـ العلاقة بالاسلام(الدين).
5ـ العلاقة بأئمة المسلمين وأولياء الامور.
6ـ علاقة الانسان بنفسه.
7ـ العلاقة بمن يتولى امره من المسلمين.
ب ـ وفي الخطوط العرضية (الاتجاه الافقي) لشبكة الولاء.
8ـ العلاقة بالامة (جماعة المسلمين).
وباستعراض سريع لنصوص (النصيحة)،نجد بوضوح حالة الشمول والاستيعاب في النصيحة في
مختلف خطوط العلاقة الإنسانية ( لشبكة الولاء).
وفيما يلي نستعرض طائفة من هذه النصوص التي تدل على حالة الشمول و الاستيعاب في
النصحية بالنسبة لمختلف خطوط العلاقة:
1ـ نصيحة الله تعالى لعباده:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: (انتفعوا ببيان الله، واقبلوا نصيحة الله، فان الله
قد اعذر اليكم)[43].
2ـ نصيحة العباد لله تعالى:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (قال الله عز وجل: (أحب ما تعبّد لي به
عبدي النصح لي)[44].
وعن علي عليه السلام كما في نهج البلاغة: (من واجب حقوق الله على عباده النصيحة
بمبلغ جهدهم، والتعاون على اقامة الحق بينهم)[45].
3ـ تبادل النصيحة بين الله تعالى وعباده:
عن الصادق عليه السلام: (ان علياً كان عبداً ناصحاً لله عز وجل فنصحه، وأحب الله
فأحبه)[46].
4ـ نصيحة رسول الله لأمته:
عن أمير المؤمنين عليه السلام كما في نهج البلاغة، في الثناء على رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم : (بلغ ربه معذراً، ونصح لامته منذراً)[47].
وفي نهج البلاغة، في الثناء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (ارسله وأعلام
الهدى دراسة، ومناهج الدين طامسة، وصدع بالحق، ونصح للخلق، وهدى الى الرشد)[48].
وايضاً عنه عليه السلام في الثناء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما في
نهج البلاغة: (فبالغ صلى الله عليه وآله وسلم في النصيحة، ومضى على الطريقة، ودعا
الى الحكمة والموعظة الحسنة)[49].
وفي الصحيفة السجادية، في الثناء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (بلغ
رسالتك، وصدع بأمرك، ونصح لعبادك)[50].
وايضاً في الصحيفة السجادية: (وان محمداً عبدك.. امرته في النصح لأمته فنصح
لها)[51].
5ـ نصيحة القرآن للناس:
عن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: (واعلموا ان هذا القرآن هو الناصح
الذي لا يغش، استنصحوه على أنفسكم واهتموا عليه آراءكم، واستغشوا فيه اهوائكم)[52].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام في النهج ايضا: (تمسك بحبل الله واستنصحه..، واحلّ
حلاله، وحرّم حرامه، وصدق بما سلف من الحق)[53].
6ـ نصيحة المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن والاسلام:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (من لم يصبح ويمس ناصحاً لله ورسوله
ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم)[54].
وعن تميم الداري ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الدين النصيحة). قلنا لمن؟
قال: (لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).[55]
7ـ نصيحة ائمة المسلمين للمسلمين.
عن علي عليه السلام في نهج البلاغة: (ليس على الامام الا ما حمل من امر ربه،
الابلاغ في الموعظة، والاجتهاد في النصيحة)[56].
8ـ نصيحة المسلمين لأئمتهم:
عن الامام الرضا عليه السلام: (ثلاث لا يغل عليها قلب امرئ مسلم: اخلاص العمل لله،
والنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم)[57].
ومن كلام للامام أمير المؤمنين عليه السلام الى اصحابه الصالحين: (انتم الانصار على
الحق، والاخوان في الدين، فاعينوني بمناصحة خلية من الغش)[58].
9ـ تبادل النصيحة بين الامام والامة:
عن علي عليه السلام في نهج البلاغة : (ايها الناس ان لي عليكم حقاً، ولكم عليّ
حق،فاما حقكم عليّ فالنصيحة لكم، واما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصيحة في
المشهد والمغيب)[59].
10ـ نصيحة الانسان لنفسه:
عن علي عليه السلام : (ان انصح الناس انصحهم لنفسه، واطوعهم لربه)[60] .
وعنه عليه السلام ايضاً: (ان انصح الناس لنفسه اطوعهم لربه، وان اغشهم لنفسه اعصاهم
لربه)[61]
وعن علي عليه السلام أيضاً: (ان انصحكم لنفسه اطوعكم لربه، وان اغشكم اعصاكم
لربه)[62].
وعن علي عليه السلام أيضاً: (من نصح نفسه كان جديراً بنصح غيره، ومن غش نفسه كان
أغش الناس لغيره)[63].
وعن الصادق عليه السلام : (ما ناصح بعد مسلم في نفسه، فأعطى الحق منها، وأخذ الحق
لها الا اعطى خصلتين، رزق من الله عز وجل يقنع به، ورضى عن الله ينجيه)[64].
11ـ النصيحة لعباد الله( جماعة المسلمين):
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (ان اعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة
أمشاهم في ارضه بالنصيحة لخلقه)[65].
وعن ابن عيينة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (عليكم بالنصح لله في
خلقه، فلن تلقاه بعمل افضل منه)[66].
وعن الصادق عليه السلام: (يجب للمؤمن على المؤمن النصحية له في المشهد
والميغب)[67].
__________________________
[1] وسائل الشيعة 11/595 ج7.
[2] الترغيب والترهيب2/577.
[3] مشكوة الانوار، ص 310.
[4] التوبة، الآية 71.
[5] الانفال، الآية 2.
[6] لسان العرب مادة نصح 2/516 بيروت 1955ـ 1374هـ.
[7] نفس المصدر.
[8] لسان العرب مادة غش 6/323.
[9] النهاية لابن الاثير 5/63 عيسى البابي.
[10] اصول الكافي2/208.
[11] تفسر ابن السعود ج3/204
[12] تفسير الكشاف 3/115.
[13] تفسير القرطبي، ج7/234.
[14] مجمع البيان ،ج2/433.
[15] تفسير غريب القرآن للنيسابوري بهامش جامع البيان في تفسير القرآن للطبرسي
ج8/135.
[16] التفسير الكبير للفخر الرازي ج4/51.
[17] المنار ج8/493.
[18] تفسير المنار10/587.
[19] تفسير المراغي ج 8/187 ـ 188.
[20] تفسير الميزان 8/178 ـ الطبعة الاولى.
[21] النساء، الآية 128.
[22] الاحزاب، الآية 19.
[23] غرر الحكم للآمدي
[24] الاحزاب ، الآية 4.
[25] تنبيه الخواطر ص 362.
[26] بحار الانوار 78/126
[27] الترغيب والترهيب 2/41.
[28] وسائل الشيعة ، ج11/595، عن مجالس ابن الشيخ ، ص 51.
[29] نفس المصدر.
[30] نفس المصدر.
[31] وسائل الشيعة ،ج11/595، عن اصول الكافي 414.
[32] نفس المصدر.
[33] نفس المصدر، عن اصول الكافي 290.
[34] وسائل الشيعة، ج11/595 عن اصول الكافي 474.
[35] نفس المصدرج11/596 عن اصول الكافي 474 وعن تحف الاعمال 28
[36] وسائل ج 11/596ـ 597 عن اصول الكافي 474.
[37] مستدرك الوسائل ج2/412.
[38] بحار الانوار 75/66 حديث 9عن فقه الرضا ص 50.
[39] نهج البلاغة صبحي صالح 79ج34.
[40] نهج البلاغة ، صبحي صالح 152، ج 105.
[41] نهج البلاغة ، صبحي صالح 175،خ 118.
[42] الترغيب والترهيب، 2/577.
[43] نهج البلاغة صبحي صالح، ص 251، 176.
[44] الترغيب والترهيب 2/577
[45] نهج البلاغة صالح 334خ 216.
[46] فروع الكافي 8/146
[47] نهج البلاغة، صالح، 162خ 109.
[48] نهج البلاغة صالح ، ص 308 ـ 309 ، خ1951.
[49] نهج البلاغة ، صالح ، ص 140، خ95.
[50] الصحيفة السجادية الدعاء، 42،ص 207
[51] الصحيفة السجادية، الدعاء، 6،ص 53.
[52] نهج البلاغة/ صالح 252خ 176.
[53] نهج البلاغة/ صالح ص 459 كتاب 69
[54] الترغيب والترهيب، 2/577
[55] صحيح مسلم1/74
[56] نهج البلاغة / صالح ص 152، خ 105.
[57] بحار الانوار 75/خ5.
[58] نهج البلاغة / صالح ص 175خ 118.
[59] نهج البلاغة / صالح ص 79خ 34.
[60] الغرر والحكم.
[61] نهج البلاغة / صالح 117خ 86.
[62] بحار الانوار69/398.
[63] بحار الانور 74/358
[64] الخصال للصدوق 46.
[65] بحار الانوار 74/8.
[66] اصول الكافي 2/208
[67] اصول الكافي/ 2/28.