بعض القيادات الإسلامية تشتم العلماء .....تلك الطّامَّةُ الكبرى


لن تبلغ خطورة ظاهرة شتم العلماء أقصاها إلا في حالة صدورها من قبل قيادات إسلامية ورجال دين معممين،إذ عند ذلك ستبلغ مستوى خطير جداً لأنه سيكون لذلك الفعل المشين مِنْ شتم للعلماء ،وغيبة وبهتان أثراً بالغاً وتداعيات كبيرة تتجاوز حدود الرقعة الجغرافية التي حدثت فيها لتلك الظاهرة أي تتجاوز مكانها وزمانها لأن المجتمع الإسلامي وارتكازاً على فطرته النقية ينظر إلى القيادات الدينية بمنظار الهيبة والقدسية على اعتبار أنهم يمثلون حُكم الله في الأرض وشريعة الإسلام المقدسة فإن بدرت ظاهرة شتم العلماء من أحد القيادات الدينية سيكون الإنسان المكلف البسيط أمام خيارين لا ثالث لهما فإما أن يستمر بأتباع هذا القائد الديني الذي يحمل على رأسه عمامة رسول الله(ص) برغم ما صدر منه مِنْ تجاوز وتجاسر بحق العلماء وهذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى تعسكر المجتمع الإسلامي وتكتله إلى فئات متناحرة بسبب عداوة وتناحر القيادات لأن المكلف البسيط ما تجرأ وشتم العلماء إلا بعد أن رأى قيادات دينية تفعل ذلك،أو يكون أمام الخيار الثاني وهو الابتعاد عن هذا القائد الديني من الرجال المعممين الذي صدر منه هذا الفعل المشين بحق العلماء ولكنه في هذا الخيار سوف لن يسقط هذا القائد الديني الذي تجاوز على العلماء فقط بنظر المجتمع بل سيسقط الدين برمتهِ وتسقط هيبة عمامة رسول الله(ص) بنظر ذلك المكلف البسيط مما سيضّر بعامة الدين ومذهب أمير المؤمنين(ع) وسيتحمل ذلك القائد الديني كل تلك التداعيات وكل أوزار من ابتعد عن رجال الدين ومذهب أمير المؤمنين نتيجة فعله ذلك،ويقول السيد روح الله الموسوي الخميني(قدس الله خَفِيُّه) في كلامٍ كان قد وجهه إلى طلبة الحوزة العلمية المقدسة وإلى رجال الدين يقول فيه((الذين يريدون بنا السوء يعلمون علم اليقين أن الشعوب تؤيدنا وما دام الشعب من ورائنا فلن يجدوا إلى ما يريدون سبيلاً ويوم يتخلى الطلبة وأهل العلم عن الأسس الأخلاقية والآداب الإسلامية ويقع بعضهم في بعض ويتحيز كل إلى فئة فمن الطبيعي جداً أن يسيء الناس الظن بنا وسوف يكون للعدو علينا أكثر من سبيل))(كتاب جهاد النفس أو الجهاد الأكبر /ص21)(علماء الدين أمناء الرسل/ص3) ،
وهذا يعني بأن أي تماهل في الالتزام التام بالتعاليم الإسلامية المباركة والأحكام الفقهية من قبل رجال الدين سيؤول في النهاية إلى ابتعاد الجماهير عنهم مما يهيئ الأرض الخصبة لنفوذ الأعداء ونمو مخططاتهم الخبيثة وأحلامهم المريضة ويقيناً أن شتم العلماء هو ليس تماهلاً في التعاليم الإسلامية بل هو ارتكاب محرم من أشد المحرمات كما سيتضح بعد قليل في فتاوى مراجعنا الأعلام فكيف بنا إذا علمنا أن الحكم بالكراهة لفعلٍ معين بالنسبة لعامة الناس فإنه في أعراف المتشرعة يحكم نفس ذلك الفعل بالحرمة بالنسبة إلى رجال الدين المتشرعة ومن المفترض المستحب عند عامة الناس هو واجب عند رجال الدين وأهل الحكم من المتشرعة ، فهل يا ترى بعد كل ذلك يكون شتم العلماء واجباً شرعياً على رجال الدين من بعض القيادات الإسلامية كما نرى مع بالغ الأسى والأسف،وما أروع السيد روح الله الموسوي الخميني(قدس الله خَفِيُّه) حيث يقول((ليس من واجباتك الشرعية أن تهين أحداً ولا تغتاب أحداً،كل هذا حب دنيا وإعجاب بنفس،كل هذا يمليه الشيطان عليك ليسّوِد به صفحة حياتك ويسخم به صحيفة أعمالك،إن ذلك لحق تخاصم أهل النار فهل تريدون أن تتنازعوا هنا تخاصماً يشبه تخاصم أهل النار ))(علماء الدين أمناء الرسل/ص65) .
وفي مقام آخر يقول السيد روح الله الموسوي الخميني(قدس الله خَفِيُّه) و يتسائل مستنكراً بشكل واضح وصريح إذ يقول((هل التكليف الشرعي يقتضي من الإنسان أن يوجه الإهانات للمسلمين ؟ أن يوجه الإهانات للعلماء ؟ أن يهين زملائه ؟ هل هذا هو التكليف الشرعي ؟ إنها الدنيا أيها السادة..إنها أهواء النفس ))(مكانة العلماء في فكر الإمام الخميني/ص37) .


 

              

 

الرئيسية