موسوعة المصطلحات والمفاهيم || موسوعة علم الإجتماع

امكانية الوحي في توثيق المصادر المعرفية لعلم الاجتماع
محمد محمد امزيان



لفهم كثير من المؤسسات والنظم والظواهر الاجتماعية اعتمد علماء الاجتماع على نتائج العلوم الإنسانية الأخرى كالتاريخ والايثنوغرافيا والأنثروبولوجيا , فهذه العلوم تقدم معلومات وشواهد تعتبر بمثابة وثائق يمكن استثمارها في بناء المعرفة الاجتماعية حول قضايا الإنسان في الماضي والحاضر .
وهذه الوظيفة التي تقوم بها هذه العلوم هي نفس الوظيفة التي يقوم بها الوحي نظراً للمادة الغزيرة التي يقدمها في هذا المجال , ولكن مع فارق أساسي بخصوص مصداقية كل منهما , فالمعلومات التي نحصل عليها من جانب العلوم الإنسانية التي تشترك مع علم الاجتماع في هذا الموضوع غالباً ما تكون معلومات نسبية , في حين أن المعلومات التي يقدمها الوحي تكون معلومات يقينية وقطعية .
ويعتبر التاريخ المادة الخام التي يستقي منها علم الاجتماع معلوماته لفهم الظواهر الاجتماعية الحالية لوجود علاقات سببية بين الأنماط الاجتماعية بين الماضي والحاضر .
فالتاريخ يقوم بأدوار متنوعة بالنسبة لعلم الاجتماع , فهو من جهة يقدم الوثائق التاريخية حول القضايا المطروحة , ومن جهة ثانية يعتبر بمثابة المخبر الذي يستطيع فيه عالم الاجتماع أن يستقرىء الأحداث الاجتماعية والتغيرات التي طرأت عليها والعوامل المؤثرة فيها , وبالمثل يقدم التاريخ لعالم الاجتماع وقائع الى حد ما مختلفة عن الوقائع أو الظواهر التي بإمكانه ملاحظتها حالياً , فهو يوفر انطلاقاً من ذلك معنى نسبية المؤسسات الاجتماعية , ويسمح له بإعادة تحولاتها المتباينة وتطورها في الزمن . فعالم الاجتماع يستخدم التاريخ في تحليلاته ولكنه يتعامل مع المادة التاريخية بطريقة مخالفة تماماً عن تعامل المؤرخ , فالأمر بالنسبة له لا يتعلق بدراسة الوقائع التاريخية في حد ذاتها ضمن ظروفها الزمانية والمكانية الخاصة , وإنما يجب أن يعطي تجريداً لهذه الظروف ليبلور الخصائص المشتركة للظواهر الاجتماعية في فترات وأوساط مختلفة . فعمل عالم الاجتماع يتعلق بأن يقارن في التاريخ الحالات التي يظهر فيها أن بعض الظواهر غائبة أو تظهر في ظروف مختلفة ويمكن أن يستنتج بأنه توجد علاقات ثابتة من التتابع أو التزامن بين الظواهر المعتبرة . فالتاريخ إذن يتيح لنا بأن نجد نماذج الى حد ما ثابتة من الظواهر الاجتماعية , وأن نكشف بين هذه النماذج من الظواهر علاقات ثابتة تشكل قوانين اجتماعية . وبالمثل يستعين علماء الاجتماع بالدراسات الأنثروبولوجية التي تهتم بدراسة الشعوب البدائية على اساس أنها تمثل النظم الاجتماعية في أبسط صورها ولا تزال تحتفظ بالأشكال الأولى للحياة الاجتماعية ويتوقف فهم كثير من المؤسسات والنظم الاجتماعية على دراسة صورها الأولية والتطورات التي خضعت لها . كما يستعين علماء الاجتماع بالاثنوغرافيا التي تهتم بدراسة الشعوب في درجاتها الحضارية وخصائصها المختلفة .
ولكن هذه المصادر التي يستقي منها علم الاجتماع معرفته سجل عليها نقاد النظرية الاجتماعية , فالتاريخ يعتبر أهم مصدر للمعرفة الاجتماعية ,ولكنه لايتيح لنا فعلاً أن نرتقي الى الأشكال الأكثر بدائية للمجتمعات أو المؤسسسات ولا تدلنا على أصلها . ولسد هذا النقص يلجأ علماء الاجتماع الى الإنثوغرافيا , ولكن استعمال الوثائق الايثنوغرافية لم يكن مقبولاً على إطلاقه . فهذه الوثائق يجب أن تخضع لنقد شبيه بالنقد الذي تخضع له كل الوثائق التاريخية , كما أن روايات المستكشفين والمبشرين يعوزها أحياناً الصدق وعدم تفهم الوقائع الملاحظة بالخصوص . وبالمثل , فإن توجه علماء الاجتماع الى المجتمعات الهمجية على اعتبار أنها تمثل المراحل الأولى للإنسانية لم يكن توجهاً سليماً إذ من المحتمل جداً أن الشعوب الهمجية خضعت لعملية التطور , ومن الممكن أن نعتقد بأن هذا التطور حدث بشكل معاكس , فالإنسان الهمجي متدن بالنسبة للإنسان البدائي .
فالفكرة الأساسية التي نستخلصها من هذه التحفظات هي أن هذه المصادر المعرفية مهما كانت مفيدة لعالم الاجتماع فهي ليست مصادر يقينية ولا يمكن أن تقدم إجابات دقيقة وواضحة للتساؤلات التي يطرحها علماء الاجتماع . ومن هنا تأتي أهمية الوحي وضرورته لكل معرفة اجتماعية حقيقية وصادقة . فمن جهة يقدم الوحي بيانات تغطي مجموع التاريخ البشري في سيره العام , ومن جهة أخرى تعتبر البيانات التي يقدمها الوحي بيانات صادقة غير قابلة ولا محتملة للخطأ . وهذا هو الفارق الأساسي بينه وبين بقية المصادر المعرفية التي تتميز بأنها ظنية واحتمالية الى حد كبير .
لقد حاول علماء الاجتماع الكشف عن طبيعة الحياة الاجتماعية التي عاشها الإنسان الأول ووضعوا عدة نظريات كانت مجرد افتراضات , وتعرضت لحملة نقدية شديدة من قبل علماء آخرين باعتبار أن العلم لايبني إلا على الوثائق والحفريات ومختلف وسائل الكشف .
وبالمقابل فإن القرآن الكريم يكشف عن جانب مهم من جوانب حياة الإنسان الأول والمجتمعات القديمة التي لم يتمكن التاريخ كشف الستار عنها . لقد عبر القرآن عن هذا المصدر المعرفي وأكد يقينية هذا الكشف وصدق ما يخبر به الوحي كما تدل على ذلك كثير من الآيات التي نذكر منها الأمثلة التالية : ( فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين ) ( الأعراف / 7 ) ( فما بال القرآن الأولى . قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ) ( طه / 51-52 ) ( ذلك من أنباء القرى عليك منها قائم وحصيد ) ( هود/ 100 ) ( وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ) ( هود/ 120 ) ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) ( يوسف / 3 ) ( كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكراً ) ( طه / 99 ) ( أم أتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لايعلمون الحق فهم معرضون ) ( الأنبياء / 24 ) .
إن الوحي يعتبر الوثيقة التاريخية الوحيدة القادرة على الامتداد الى أول مرحلة من مراحل الإنسانية وهي المرحلة التي تعجز كل البيانات الأخرى عن تغطيتها . فالمعرفة التي يقدمها الوحي تقترن بنزول آدم عليه السلام على الأرض , ويصاحب الأحداث العظمى التي شهدتها الإنسانية , ( وقدم القرآن عروضاً تاريخية مفصلة عن حياة الإنسان وتفاعلاته تتجاوز المعرفة بالماضي والحاضر لتمتد الى آفاق المستقبل وتسجل تنبؤات صادقة حول الأحداث العظمى التي سوف تتجه اليها الإنسانية حتماً , وتلك اهم عقدة وجهت البحوث الاجتماعية وفشلت في تحقيقها لحد الآن ) .
ولكننا حينما نقرر هذه الحقيقة لا نرمي من ورائها الى إثبات أن القرآن سجل تاريخي حافل يستوعب كل جزيئات الأحداث , فالقرآن ليس كتاباً تاريخياً ولكنه حكم الله على التاريخ . فحديث القرآن عن التاريخ حوار متشعب حول تقدم كثير من الأمم وتطورها وتدهورها والأسباب الكامنة وراء تلك التغيرات . كما أن حديث القرآن عن وقائع التاريخ ليس حديثاً وصفياً بل حديثاً تقويمياً يتجاوز رواية الأحداث الى تفسيرها تفسيراً قائماً على الترابط المنطقي .
إن الوحي له أهمية فائقة في توثيق المصادر المعرفية لعلم الاجتماع وله أهمية فائقة في توجيه الباحث المسلم ليتجاوز الأخطاء السابقة خاصة وأن الوحي يقدم أحياناً معلومات كافية حول الشعوب القديمة ويكشف عن كثير من نظمها وتقاليدها وأخلاقياتها وشعائرها وشرائعها . فالقرآن على سبيل المثال يقدم حديثاً مفصلاً عن الجوانب المتعلقة بالحياة الدينية وأنواع العبادات والمعتقدات التي كانت تسيطر على البشرية في تلك الفترة السحيقة من الزمن , ويكشف عن ذلك الصراع المرير الذي اشتد بين أنصار العقيدة القائمة على التوحيد وبين أصحاب العقائد الوثنية , ويكشف عن الممارسات التعبدية وأنواع العبادات القائمة على الوحي كالصلاة والصيام والحج ..., فعمل الأنبياء عبر الأجيال والقرون كان عملاً متواصلاً متفقاً في مضمونه , وكل نبي يأمر نبيه بالصلاة والزكاة : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) ( البينة / 5 ) .
ويكشف القرآن عن أداء المناسك وبناء الكعبة : ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ) ( البقرة / 125 ) .
( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) ( البقرة / 127 ) .
ويذكر أن شعائر الحج بدأت أول ما بدأت مع ابراهيم عليه السلام ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ... ) ( الحج / 27 ) .
وكذلك الصيام : ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) ( البقرة / 183 ) .
ومن جهة أخرى يكشف القرآن عن أنواع العقائد السائدة الى جانب العقيدة القائمة على الوحي , فهناك من توجه الى عبادة الأصنام واتخذ ذلك ديناً له لا يحيد عنه رغم إصرار الأنبياء على دعوة التوحيد : ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين . إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون . قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين . قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين ) ( الأنبياء / 51 – 54 ) .
وبالمثل يكشف عن النظم القانونية والقضائية التي كانت سائدة عند الأمم السالفة , ويبين القرآن الكريم أن الكتب السماوية جاءت مصدقة بعضها البعض في أصول الشرائع وليس في تفصيلاتها : ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص ) ( المائدة / 45 ) .
( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولاتتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه ) ( الشورى / 13 ) .
ويكشف القرآن الكريم عن بعض العادات السيئة التي عمل على تقويضها كعادة التضحية بالأبناء وتقديمهم قرباناً للآلهة . لقد ارتبطت تضحية إبراهيم التي حكاها القرآن الكريم بظاهره التضحية البشرية التي كانت تمارس في بعض البلدان في الشرق الأدنى القديم , فأمر الله سبحانه نبيه إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه إسماعيل , ثم افتداه بذبح عظيم ليغير تلك العادة السيئة التي كانت تأتي على الأبناء, بالتضحية بالحيوان .( فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت افعل ماتؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ... وفديناه بذبح عظيم ) ( الصافات / 102-107 ) .
ويذكر بعض المؤرخين أن هذا الحدث مرتبط بظاهرة التضحية البشرية التي عرفتها مجتمعات الشرق القديم والتي كانت تقدم الضحايا البشرية للآلهة وعند دفن الملوك , وهي ظاهرة تدل عليها الحفريات كما جاءت روايات في التوراة لتقريرها .
والقرآن الكريم يكشف عن بعض العادات الاجتماعية السيئة التي استقرت عليها أحوال الناس في المعاملات المصرفية وأساليب الاحتيال التي انتشرت بينهم كما تحكي الآية الكريمة : ( والى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلك خير لكم إن كنتم مؤمنين ) ( الأعراف / 85 ) .
( والى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره فلا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط . وياقوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولاتبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) ( هود / 84- 85 ) .( كذب أصحاب الأيكة المرسلين . إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ... أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين . وزنوا بالقسطاس المستقيم . ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين )( الشعراء / 176-183 ) .
كما يخبر القرآن عن أخلاقيات ذميمة رسخت في بعض الشعوب الماضية كما أخبر عن العادات السيئة التي انتشرت بين قوم لوط والتي أدت الى اضطهاد لوط وأصحابه . لقد سجل القرآن الكريم ذلك الحوار الشيق الذي تبادله الطرفان : ( ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء , بل أنتم قوم تجهلون فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) ( النمل / 54-65 ).
ويكشف القرآن الكريم عن النفسية المعقدة لبعض الشعوب والتي لازمتها طول حياتها التاريخية تتوارثها جيلاً عن جيل كما هو الحال مع بني إسرائيل الذين رسخت فيهم الوثنية وحبهم لسفك الدماء وقتل الأطفال واستحياء النساء وشدة الكراهية والحسد والبغض ...,وتسجيل القرآن لهذه الظاهرة يدل على أن هذه الخصائص النفسية كانت تجسد طبيعة شعب متميز ولم تكن حالات خاصة وعابرة .
وإذا انتقلنا الى الفترة التاريخية التي عايشها نزول القرآن نجد تحليلاً مفصلاً حول العادات الاجتماعية التي كانت تشكل ظواهر مثيرة في حياة العرب الجاهلية وكانت اهتمامات القرآن بمعالجة هذه الظواهر مثيرة الى الحد الذي جعل بعض المستشرقين وأتباعهم لايرون في القرآن سوى انعكاس طبيعي للعادات والتقاليد والأفكار وكل التوترات التي كان يعج بها العربي الجاهلي .
وعلى العموم فإن حديث الوحي يستوعب الكشف عن الجوانب الاجتماعية ويتناول أمثلة من الظواهر الاجتماعية كظاهرة التقليد والترف والظلم والاستبداد في الحكم والإجرام وعبادة الأوثان والكواكب وتقديس الحيوان وعبادة الأرواح من الملائكة والجن ووأد البنات واحتقار المرأة وتطفيف الكيل والميزان والاستغلال الذي يمارسه المرابون وظهور الطبقية وامتيازاتها في المجتمع كطبقة رجال الدين وطبقة المستكبرين وطبقة المستضعفين ..., ويشير الحديث النبوي كذلك الى كثير من الظواهر الاجتماعية ويستعمل كلمة فشى للدلالة على عموم الظاهرة وانتشارها " ما فشى الزنى في قوم إلا وكثر فيهم الموت ", ويشير القرآن الى حوادث اقتصادية كالتعامل بالربا وتطفيف الكيل والميزان وتسجيل الديون ويشير الى نظم الحكم والى تعدد المثل الأخلاقية .
هذه الأمثلة أردنا بها أن نبين من خلالها الدور الذي يقوم به الوحي باعتباره مصدراً معرفياً يقدم الكثير عن أخلاقيات الشعوب وعاداتها في الماضي والحاضر ويكشف الكثيرعن الجوانب التي تعتبر مركز اهتمام علم الاجتماع .
وهذه المعلومات تعتبر أساس كل معرفة اجتماعية صحيحة لوثوقيتها وأصالتها .
إن القرآن الكريم كما يقول د.علي بشارات أوضح في مواضع كثيرة وبخاصة في تناوله لأنماط المجتمعات والثقافات التي ارتبطت بالأنبياء على مر العصور كيف تتكون شبكة العلاقات الاجتماعية وكيف تتكشف العقليات الثقافية , ومثل هذا التكوين والاكتشاف إنما يكمن في المشاركة الحقيقية للأفراد في صنع هذه العلاقات والثقافات .
وهذه العلاقات تنطوي على معاني ومثاليات اهتم القرآن اهتماماً بالغاً بتحليلها وتوضيح المعاني الاجتماعية من تجمع أو تفرق , وسواء أكانت علاقات أسرية أو سياسية أو دينية أو اقتصادية أو اتخذت صورة عمليات مثل التفاعل والمنافسة والطاعة والولاء ..., والدراسة الطبيعية لنوعيات العلاقات الاجتماعية هي الوسيلة الوحيدة للكشف عن مغزاها ومعانيها.
المصدر: منهج البحث الاجتماعي بين الوضعية والمعيارية .


 

مركز الصدرين للمصطلحات والمفاهيم   || موسوعة علم الإجتماع