مؤلفات الإمام الشهيد السيد محمد صادق الصدر ( قدس سره)

كتاب فقه الأخلاق لسماحة السيد الشهيد محمد صادق الصدر

 

الفقرة (19)

النجاسات
 
بعد هذا يأتي الفقهاء إلى الحديث عن النجاسات الخبثية، ويصلون في تعدادها إلى العشرة. والمهمُّ لنا الآن جانبها المعنويّ.
وقد تحدثنا في أول كتاب الطهارة هذا عن معنى الطهارة. ومعنى النجاسة بلا شكٍّ مقابلٌ له. وهما متواردان على موضوعٍ واحد، فما ليس فيه طهارةٌ فهو نجس، وما ليس فيه نجاسةٌ فهو طاهر.
وقد عرفنا هناك أنَّ معنى النجاسة يحمل معنى القذارة المادية والمعنوية والحكمية. وتسمى المادية: قذارةً أو وسخاً. والمعنوية: رجساً. والحكمية: خبثاً. ولكلٍّ منها طهارةٌ تقابله.
وقد وصلنا بموارد استعمالات الطهارة إلى أكثر من عشرين مورداً. ومن هنا يتحصَّل لنا من معاني النجاسة، وهو ما يهمُّنا الآن، بنفس المقدار. نذكر فيما يلي أهمها، مما يخلو من الإستغراب العرفي. ونحيل الباقي على فطنة القارئ.
1ـ القذارة المادِّية أو الوسخ.
2ـ النجاسة الحكمية أو الخبث.
3ـ الحدث الأصغر، وهو أسباب الوضوء.
4ـ الحدث الأكبر وهو أسباب الغسل.
5ـ نجاسة الكفر.
6ـ الإثم وما لا يجمل.
7ـ سوء الأخلاق.
8ـ ظلام القلب وضلاله.
9ـ الغلفة قبل الختان.
10ـ كلُّ محرَّمٍ كالزنا والسرقة.
11ـ الأموال التي لم تدفع زكاتها، أو المال المدفوع بصفته زكاة، ومن هنا ورد: [إنَّ الزكاة أوساخ أموال الناس][[248]].
12ـ أعيان النجاسة.
وهذا الأخير هو الذي يتحدَّث عنه الفقهاء في هذا الباب، وأما ما ذكرناه في رقم [249]، فنعني به المتنجس الأول وما بعده، أو ما يشملها على أقلِّ تقدير.
والفرد نفسه وبذاته، قد يصبح [عين نجاسة]. فإنَّ خصوصية ذلك بشكلٍ رئيسيٍّ هو عدم قابليتها للتطهير مادامت ذاته محفوظة، وإنما الجسم يكون قابلاً للتطهير بعد زوال العين النجس.
فإذا وصل الفرد إلى درجةٍ لا يكون معه قابلاً للتوبة والعودة إلى الهدى أو التطهير، فقد أصبح [عين نجاسة]، ولا يكون قابلاً للطهارة مادامت ذاته محفوظةً كما قلنا، أو قل: ما لم تتغير ذاته، وهيهات.
وهذا لا يعني انسداد باب التوبة عليه، ولكنه يعني عدم استحقاقه للتوبة، وأنَّ شكله ومستواه العقليَّ والنفسيَّ من الانحدار بحيث لا يكون قابلاً للصعود، وقد عبروا في بعض الأخبار الواردة عن أشباه ذلك أنه: داءٌ لا دواء له.
ومن تطبيقاته في القرآن الكريم من يقول: [أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى][[250]]. أو من يقول: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي][[251]]. أو من يقول لوالديه: [أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي][[252]].
هذا، ولكنَّ الإنسان في درجاتٍ أقلَّ من التطرف نحو الباطل، يكون قابلاً للهداية بصعوبةٍ أو بسهولة. هذا، لأنه كان [متنجساً] ولم يكن عين نجاسة. والخصيصة الرئيسية للمتنجس قابليته للتطهير مع حفظ ذاته، بخلاف عين النجاسة كما عرفنا.
والتطهير المعنويُّ يكون بالهداية والتوبة والرجوع إلى الحقّ.
كلُّ ما في الأمر أنَّ بعض النجاسات أبطأ طهارةً من بعضٍ أو أصعب، وهذا على غرار ما ورد من أنَّ بعض النجاسات تطهر بإراقة الماء عليها مرَّتين، وبعضها لا تطهر إلا بسبع مرات، وبعضها إلا بالفرك بالتراب. وسنتحدث عما قريبٍ إن شاء الله تعالى عن العبرة في المطهرات والفروق بينها،  فانتظر.

الفقرة (20)

العبر المستفادة من النجاسات
 
لأكثر الأعيان النجسة العشرة عبرتها الخاصةُ بها، زائداً عما تحدثنا عنه من العبرة المستفادة من فكرة النجاسة ككلّ، وقد تكون فيها كثيرٌ من العبر لا عبرةٌ واحدة. وفيما يلي نمرُّ على ما يمكن التعرف عليه من ذلك:
الأول والثاني: البول والغائط. ونريد به الآن ما يكون من الإنسان خاصةً، لأنه أكثر عبرةً من غيره.
وإنما دمجنا بينهما باعتبار دمج الفقهاء بينهما عادةً في كلِّ مصدرٍ فقهيٍّ أولاً، ولاشتراكهما في العبر المستفادة منهما ثانياً، ولاشتراكهما في الأسباب ثالثاً، ونعني به أنهما معاً ناشئان من غذاء الإنسان، يدخل عن طريق الفم وينتشر عن طريق الدم، ويسير في الجهاز الهضميّ، وإن اختلف بعدئذٍ مخرجاه.
 
والعبر المستفادة منهما عديدةٌ، منها:
1ـ انهما ناشئان في أسبابهما من غذاءٍ هو من رزق الله سبحانه، من أكثر من وجهٍ، باعتبار توفره طبيعياً، وتوفر النقد الكافي للحصول عليه، وتوفر القوة الكافية للسير إلى شرائه أو إلى زراعته أو إلى جنيه أو إلى تحضيره.
2ـ انَّ من أسبابهما: صحة الجهاز الهضميِّ للإنسان، ابتداءً من الأسنان والفم وانتهاءً بالمخرج. وكلُّها نعمٌ كبيرةٌ لا يبدو أثرها للفرد، إلا حين فقدانها، ولذا ورد: [نعمتان مجهولتان: الصحة والأمان][[253]].
3ـ انَّ الجسم قد تغذى منها عن طريق الدم واستفاد حيوياً.
4ـ انَّ الجسم قد طرح الفضلات التي لا تفيده، والتي لو بقيت لأضرَّت به ضرراً عظيماً.
5ـ انَّ تناول الطعام والشراب كان بالشهوة التي ركزها الله سبحانه في الإنسان، بحيث يستطيب ذلك، ولو كان مما لا يستساغ لمات الإنسان جوعاً، ولم يفد به [حب النوع] أو [حب الحياة] لإجبار نفسه على تناول ما لا يستساغ.
6ـ انَّ تناول الطعام والشراب كان بالشهوة التي يكون استعمالها مرجوحاً، لشعور الفرد باستقلالها عن النعمة الإلهية، ومن هنا قال في الدعاء: [وأستغفرك من كلِّ لذَّةٍ بدون ذكرك][[254]].
وهذه المرجوحية هي أحد التفسيرات المعنوية لخروج النفايات فاسدةً نتنة.
7ـ انَّ تناول الطعام والشراب كان بكدِّ اليمين وعرق الجبين والإهتمام للدنيا، الذي هو مرجوحٌ في الأخلاق، وفي هذا تفسيرٌ آخرُ للأمر السابق نفسه.
8ـ انَّ تناول الطعام أو الشراب كان بأموالٍ مشبوهة المصدر، وغير واضحة الحلِّيَّة، إما تشريعاً وإما معنوياً. وهذا أيضاً من تفسيرات نفس النتيجة السابقة.
9ـ انَّ هذا الأمر يذكر الفرد بالحكمة القائلة: [إنَّ الإنسان أوَّلُه نطفةٌ مذرة، وآخرُه جيفةٌ قذرة، وما بينهما يحمل العذرة][[255]].
10ـ انَّ هذا الطعام الذي أكله الفرد والفضلات التي طرحها، إنما هي جزءٌ من دورةٍ أرادها الله سبحانه في الطبيعة، وحسبنا مثلاً لذلك: أنَّ الخروج يصلح أن يكون سماداً جيداً للنبات الذي يصبح بدوره طعاماً، وهو الذي يصبح بدوره خروجاً، وهكذا.
فهذه عشرُ عبرٍ يمكن استفادتها في هذا الصدد. وهي في واقعها أكثر من عشرة، لانحلال بعضها إلى الكثير. مضافاً إلى وجود أمورٍ أخرى، لاحاجة إلى الإطالة بها.
الثالث: المنيّ. ومن العبر المستفادة منه ما يلي:
1ـ انه خارجٌ بسبب صحة الجسم عادةً، والجهاز التناسليِّ خاصةً، بنعمة الله سبحانه.
2ـ انه خارجٌ بسبب رزق الله سبحانه من الطعام والشراب والراحة، لوضوح أنَّ من كان فاقداً لهذه الأمور أو لبعضها، فإنه يتعذَّر منه الإنزال.
3ـ انه خارجٌ بسبب الشهوة التي أنعم الله بها على الفرد، لإحساسه باللذة أولاً، ولحفظ النوع ثانياً.
4ـ انه خارجٌ بسبب الشهوة المرجوحة في الأخلاق. ومن هنا كان المنيُّ مستقذراً وذا رائحةٍ غير طيبة، بحسب التسبيب المعنويِّ والأخلاقيِّ، وكان نجساً فقهياً.
5ـ انَّ هذه المادَّة بالرغم من تفاهتها يمكن أن يوجد منها إنسانٌ تامُّ الخلقة جسماً وعقلاً، بل حتى علماً وعملاً.
6ـ انها المادَّة التي يحفظ بها النوع الإنسانيّ.
7ـ انها لا يمكن أن تؤثر في التوليد إلا مع الجنس الآخر، وهذا من جملة بل من أهمِّ مصاديق الزوجية في الكون، قال الله تعالى: [وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ][[256]].
8ـ انه من الناحية المعنوية فإنَّ النطفة تابعةٌ في طهارتها ونجاستها إلى الفرد الذي يحصل منها، فهي على العموم نجسةٌ إلا تلك التي يحصل منها مؤمنٌ طاهرٌُ، فهي نجسةٌ فقهياً، ولكنها طاهرةٌ من الناحية المعنوية، ومن هنا يقول الناس: إنَّ نطفته طاهرة.
وهناك أمورٌ أخرى في العبرة، يمكن أن لا تفوتنا في كتاب النكاح إن شاء الله تعالى.
الرابع: الميتة، ومما فيها من العبر ما يلي بغضِّ النظر عما قلناه عن الموت فيما سبق:
1ـ انَّ الموت بمعناهُ العام، هو زوال الحركة والإحساس، بعد أن كانت موجودة. وهذا المعنى يصدق على الإنسان والحيوان، وقد يصدق على كلِّ متوقفٍ أو منهارٍ بعد نشاطه، كالآلة والبناء والبساتين والنجوم.
2ـ انَّ الموت يتضمن أيضاً الإنقطاع عن النموِّ والتزايد، بعد أن كان متحققاً. وهذا المعنى يصدق على الإنسان والحيوان والنبات.
3ـ والموت طبياً يعني وقوف النشاط العضويِّ للجسم، كالقلب والتنفس والسمع والبصر. وهذا يصدق على الإنسان والحيوان.
4ـ الموت حقيقةً هو خروج الروح من الجسد. غير أنَّ روح كلِّ شيءٍ بحسبه ومقداره، ومن هنا يصدق على الإنسان والحيوان، كما يصدق على النبات أيضاً، فيما إذا أثبتنا له روحاً كانت سبباً لنموِّه.
5ـ والموت هو ليس فقط فراق الدنيا، بل الدخول في الآخرة، وهذا يصدق على الإنسان جزماً لمن يؤمن بالآخرة. ويصدق أيضاً على الحيوان، كما نطق القرآن الكريم في عددٍٍ من آياته، منها قوله تعالى: ]وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ[[[257]].
6ـ والموت بصفته سكوناً للحركة، يصدق فيما إذا سكنت حركة الإيمان في القلب، وسكن الجسد عن الطاعة.
7ـ وكذلك يصدق بهذه الصفة على ما إذا سكن وتلاشى حبُّ الدنيا من القلب، وسكن الجسد عن مزيد الجهد في طلب المزيد منها.
8 ـ الموت بحسب قانونه العامِّ ينتج ميتةً نجسةً، إلا إذا كان هناك سببٌ للطهارة. والسبب الفقهيُّ للطهارة في الحيوان هو التذكية، لأنَّ فيها ذكراً لله عزَّ وجل، وتوجيهاً إلى القبلة، وكلاهما يفيد في ذلك معنوياً.
 
9ـ وكذلك، فإنَّ ميتة كلِّ شخصٍ من الإنسان بحسبه، فإن كان نجساً في حياته، أي بعيداً عن الهدى، كانت ميتةً نجسة، وإن كان طاهراً في حياته، أي بريئاً من الذنوب والعيوب، كانت ميتته طاهرةً معنوياً، وإن كانت نجسةً فقهياً. بل هناك قولٌ فقهيٌّ بطهارة جسد المؤمن حتى قبل غسله، وإن كان مخالفاً للمشهور.
فهذه بعض الأفكار والعبر المستفادة من الميتة.
 
الخامس: من الأعيان النجسة: الدم. بشرطين:
الأول: أن يكون الدم مسفوحاً، أي خارجاً عن الجسد، قال الله تعالى: [أَوْ دَماً مَسْفُوحاً][[258]]. فإن كان الدم باقياً في داخل الجسد فهو طاهرٌ كما هو الحال في الأحياء الإعتيادين من أفراد الإنسان والحيوان، فإنَّ أجسادهم مليئةٌ بالدم، إلا أنه ليس بمسفوح، فلا يكون محكوماً بالنجاسة من هذه الناحية. وكذلك الدم المتخلف في الذبيحة.
الثاني: أن يكون من حيوان ذي نفسٍ سائلة، وهو ما يتدفق دمه عند ذبحه، بما فيه الإنسان نفسه، فإن لم يكن كذلك كان طاهراً كالسمك، وهو ما يسمى عادةً بذوات الدم البارد، وإن كان معنى هذين الإصطلاحين بالتدقيق واحداً، لكنه غالبيُّ الإنطباق على بعضهما في كثيرٍ من الحيوانات.
 
والأفكار والعبر المستفادة من الدم عديدةٌ، منها:
1ـ انَّ الدم يمثل مادَّة الحياة الرئيسية في الجسم الحيّ. والشرايين تمثل الظرف المناسب لتدفقه.
2ـ انَّ الدم كما يمثل الحياة فهو يمثل الموت والقتل للإنسان والحيوان بأيِّ سببٍ كان، خيراً أو شراً.
3ـ انَّ الدم في داخل الجسم لا موجب لنجاسته، لأنه ظرفه في الخلقة، وأما جعله مسفوحاً، فهو ناتجٌ من [شهوة] لا محالة. واستعمال الشهوة مرجوحٌ ومؤثرٌ معنوياً. فقتل الحيوان ناتجٌ من أجل شهوة أكله، أو شهوة الأمن من شرِّه، أو أيِّ شهوةٍ أخرى، كالفحص عن تركيبه علمياً. كما انَّ قتل الإنسان ناتجٌ عن شهوة القاتل للقتل، أو شهوة المقتول في التصدِّي له.
4ـ كما قلنا في الميتة وغيرها من الناحية المعنوية، نقول في الدم أيضاً، وهو: أنَّ نجاسته تابعةٌ لصاحبه من حيث مستواه الإيماني، فإنَّ القانون العامَّ هو النجاسة فقهياً ومعنوياً لأيِّ دمٍ مسفوح، إلا ما كان دم شخصٍ طاهرٍ معنوياً، كالشهيد بالحقِّ والأولياء، فإنه طاهرٌ معنوياً وإن كان نجساً فقهياً.
5ـ انَّ أكل الدم أو شربه محرمٌ بصفته عين نجاسة، وكلُّ نجاسة يحرم تناولها، لما فيها من مردودٍ سلبيٍّ أو سيّءٍ على القلب والنفس من الناحية المعنوية والروحية.
6ـ انَّ عدداً من الإتجاهات الباطلة، اتخذت شعارها اللون الأحمر، الموافق مع لون الدم، على حين لم نعرف من الإتجاهات الصحيحة من اتخذ ذلك.
السادس والسابع: من أعيان النجاسة: الكلب والخنزير البريان. وما يمكن أن يستفاد من العبرة المعنوية حول ذلك أمور:
1ـ الخصلة الأخلاقية الرفيعة في الكلب وهي >الوفاء<، فهو يعرف الفضل لأهله، ولو كان الفرد قد أطعمه لقمةً واحدة، فضلاً عما كان أكثر، كما لو رباه وأحسن إليه.
2ـ وخصلةٌ أخرى: وهي أنه يهرُّ بالغريب كائناً من كان، حتى ولو كان في ذلك حياته، ومن هنا قيل: جنت على أهلها براقش[[259]]. وهي كلبةٌ قيل سمعت وقع حوافر دوابٍّ فنبحت، فاستدلوا بنباحها على القبيلة فاستباحوهم.
وهذه الخصلة جيدةٌ لمالكي الكلب، وصعبةٌ على المنكوب فيها، ولكنها على أيِّ حالٍ نقطة قوةٍ تتضمن الدفاع ضدَّ الخطر المحتمل. ومن الناحية الأخلاقية: تتضمن المفارقة مع الآخرين، الذين لا ينسجمون مع الفرد في اتجاهه.
3ـ وخصلةٌ أخرى: وهي القناعة. وهي موجودةٌ في عددٍ من الحيوان، إلا أنها واضحةٌ في الكلب جداً، حتى أنه قد يعيش عدَّة أيامٍ بدون طعامٍ يشبعه، ولا يعتدي على طعام الآخرين، على حين نجد حيواناتٍ أخرى ذات بحثٍ عن رزقها، ولو على حساب الآخرين، كالهرَّة والفئران والنمل.
4ـ وهناك خصلةٌ أخرى، وهي: أنه يزداد مع من يخاف منه عتواً واعتداءاً، وهي خصلةٌ رديئةٌ أخلاقياً، بل المطلوب: العفوُ عند المقدرة.
في حين إذا كان الفرد شجاعاً وحاول مهاجمة الكلب، فانه يفرُّ ولا يلوي هرباً. ونجد أكثر الحيوانات وأكثر أفراد البشر أيضاً كذلك، غير أنَّ المنقول عن الأسد أنه صامدٌ إلى النهاية.
والفرار ليس خصلةً أخلاقية حميدةً، ما لم تقترن بالرجحان أو الوجوب الشرعيِّ أحياناً. ومن مواردها وجوب التقية، ومن مواردها جواز الفرار، أو وجوبه إذا كان الجيش المهاجم أكثرَ من ضعف. وليس هنا محلُّ شرح ذلك كلِّه.
5ـ وهناك خصلةٌ خامسة، وهي: قدرة الكلب على أكل الموادِّ الصلبة كالعظم. وهذا له عدَّة معانٍ أخلاقية، منها: الإكتفاء بالطعام الرديء، أو تحمل الضيف الثقيل، أو تحمل الحزن الشديد وغيرها. وكلُّه من الناحية الأخلاقية جيِّد.
6ـ وخصلته المشهورة دينياً هي النجاسة، حتى ورد: [إنه لم يخلق الله خلقاً أنجس من الكلب][[260]].
ومن الناحية الدينية: فإنَّ النجاسة في الإنسان مقترنةٌ مع الشرك والكفر، ومن الناحية الأخلاقية : فإنها مقترنةٌ مع الشرك الخفيِّ والغفلة والشهوة.
وأما الخنـزير، فله خصيصة النجاسة التي تحدثنا عنها. كلُّ ما في الأمر أنه يبدو فقهياً: أنها فيه أكثر من نجاسة الكلب، بدليل احتياج التطهير إلى كلفةٍ أكثر، كما سيأتي في المطهرات.
ومن الخصائص الغالبة: أنه نباتيٌّ. وهذا جيدٌ للإنسان من الناحية الأخلاقية، وفي الحديث المشهور: [لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوانات][[261]]
ومن خصائصه: أنه يفقد الرقبة، وإنما رأسه لصيق جسمه، فلو أراد الإلتفات التفت بجسمه كلِّه.
ومن هنا يتضح: أنَّ الرقبة نعمةٌ لواجدها، فإنها كما تساعد على الإلتفات تساعد أيضاً على مسير الطعام في المريء. فإنَّ لبطء وصوله إلى المعدة دخلاً في هضمه.
وهي تساعد من الناحية المعنوية: على بطء خروج الكلام من الباطن. ومن هنا ورد: اللهمَّ أطل عنقي، ومعناه: أنه يمكن إعادة النظر في الكلمات قبل الإفصاح بها. ومن هنا نعرف أنَّ معنى العنق هنا معنىً روحيٌّ وليس جسدياً.
كما أنَّ العنق يعتبر جمالاً أو [ديكوراً] لصاحبها: لكنَّ نقطة الصعوبة فيها أنها أدقُّ ما في البدن، مع أنها أهمُّ مافيه تقريباً، ودقتها تجعلها أسهل بتراً مما سواها بالآلات الجارحة كالسيف.
ومن هنا قد يوصف الفرد في بعض المصادر القديمة: بأنه غليظ العنق. ويعني من الناحية المعنوية عدم وجود [مقتل] له في نفسه. بحيث يكون له الصيانة الكافية والمناعة ضدَّ مختلف أشكال الكيد النفسيِّ والعقليِّ وغيرهما.
الثامن والتاسع: من الأعيان النجسة، الخمر والفقاع.
وإنما دمجناهما لأنَّ الحديث عنهما متشابهٌ بصفتهما مسكرين، فإنَّ للخمر صفتين رئيسيتين: السيلان والإسكار.
فمن حيث كونها سائلاً نجساً يمكن أن تعطى انطباعاتٌ عديدة، منها: سيلان أو سريان المكر في القلب أو في العالم.
ومن حيث أنها مسكرة، يمكن أن تعطي انطباعاتٍ عديدةً أيضاً، منها:
1ـ الإعراض عن ذكر الله سبحانه.
2ـ الغفلة عن السبب الذي خلق الفرد من أجله.
3ـ الإشتغال بحبِّ الدنيا.
4ـ الإشتغال والجدّ بالحصول على الكثير من الدنيا.
5ـ نسيان الآخرة، ثوابها وعقابها.
6ـ الإشتغال بقضاء الشهوة للبطن أو الفرج.
7ـ الإشتغال بالسعي لأهدافٍ رديئةٍ أو بسيطة.
8ـ التورُّط في حجب الظلمة.
9ـ السفه في العقل والضعف في الرأي.
إلى غير ذلك من الإنطباعات المعنوية الدنية.
وهناك انطباعاتٌ رفيعةٌ عن السكر يدركها السالكون والعارفون، ومن أوضح مقرباتها: أنَّ الدنيا والآخرة ضرَّتان. فالإشتغال الشديد بإحداهما تمثل غفلةً والتهاءاً و [سكراً] بالنسبة إلى الأخرى.
فأهل الدنيا في [سكر] عن الآخرة، وأهل الآخرة في [سكر] عن الدنيا. وقد يكون الفرد في سكرٍ عن الخلق كلِّه، بل في سكرٍ حتى عن نفسه، بإزاء ما يرى من العظمة الإلهية.
العاشر: من النجاسات: الكافر، من البشر.
والكفر دينياً وأخلاقياً له مراتبُ عديدة، لأنه يعني في اللغة الغطاء والحجاب. فإذا كان الفرد محجوباً عن الحقِّ والحقيقة فهو كافر.
أولاً: ضد التوحيد. وهو الشرك الجليّ.
ثانياً: ضد الإسلام. وكل من لم يكن مسلماً.
ثالثاً: ضد الأديان السماوية أو أهل الكتاب. ومن هنا قال بعض الفقهاء بطهارتهم[[262]]، استثناءاً من نجاسة الكفار.
رابعاً: ضد الشكر، على معنى الجحود للنعمة.
خامساً: ضد التوحيد في الأفعال والصفات، وهو الشرك الخفيّ.
سادساً: ضد عالم النور، وهو حجب الظلمة.
إلى غير ذلك من المراتب. ونوكل استقصاءها والتدقيق فيها إلى فطنة القارئ اللبيب.

الفقرة (21)

المطهرات
 
والمضمون المعنويُّ للطهارة شرحناهُ مفصلاً أكثر من مرة، والتطهير يعني التسبيب إلى الطهارة بمحو الذنوب وإزالة العيوب والحقد على الآخرين، وإزالة كلِّ شيءٍ يزيل الفرد عن رضاء الله عزَّ وجل.
وهذا الأمر قد يحتاج إلى سببٍ، وقد يكون عطاءاً ابتدائياً أو إبداعياً منه سبحانه.
فالمطهرات إنما هي أسباب الطهارة أو التطهير. ونحن ذاكرون أهمَّها فيما يلي:
المطهر الأول: الماء عامةً، والماء المعتصم منه خاصةً، كالكرِّ والجاري والمطر.
وبعد كلِّ الذي عرفناه عن الطهارة والنجاسة والماء فيما سبق، لا يبقى إلا أن نحمل فكرةً عن مفهوم [الغسل]. فإنه الطريقة الرئيسية للتطهير حكمياً ومعنوياً.
فإنَّ مفهوم [غسل العار] متداولٌ بين بعض الطبقات. كما انَّ هناك غسل الذنوب بماء التوبة، وغسل القلوب بالذكر، وغسل النفوس بالصبر، وغسل العيوب، بالستر وغسل العائبة بالكريمة، إلى غير ذلك.
والسبب المطهر [الماء] إن كان قليلاً لم يكن فعالاً في التطهير، بل يحتاج إلى تكرارٍ في الغسل، بل لم يكن هو بنفسه محصناً عن النجاسة إن لاقته. بخلاف المعتصم فإنه فعالٌ بالتطهير، ومن هنا تكفي المرة الواحدة فيه، ومحصن عن النجاسة إلا مع تغير أحد أوصافه. أعوذ بالله من كلِّ زللٍ وخطل.
والله سبحانه وتعالى تفضل بإنزال المطهر من سماء الرحمة، لينزل على القلوب المظلمة فيحيلها نهاراً مضيئاً ونوراً ساطعاً، قال الله سبحانه: ]وَأنزَلنَا مِنَ السَّماءِ مَاءً طَهُوراً لنُحيِي به بَلدَةً مَّيتاً ونُسقِيه مِمَّا خَلَقنَا أنعَاماً وَأَناسيَّ كَثِيراً[[[263]].
وهذا المطهر معتصم، لا يمكن أن لا يكون محصناً ضدَّ النجاسة واكتساب الرجس، بصفته وارداً من السماء، مصدر الحقِّ والحقيقة.
المطهر الثاني: الأرض.
وقد تحدثنا في ما سبق عن التراب وتأثيره في رفع الحدث بالتيمم، وفي رفع الخبث بالفرك أحياناً وبالمشي أحياناً أخرى.
ومن الناحية المعنوية فإنَّ المشي هو التكامل، وقد يسمى بالصعود أيضاً، ولكلِّ منطقةٍ من المشي أرضه الخاصة به. كما إنَّ لكلِّ مرحلةٍ من الصعود درجته الخاصة به، قال الله تعالى: [هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ][[264]]. وقال سبحانه: [رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ] [[265]]. وقال:[هُمْ دَرَجاتٌ عِندَ الله][[266]].
وكلُّ مرحلةٍ فإنها تؤهل الفرد للمرحلة التي بعدها. وإذا تكلمنا بلغة الأرض، قلنا: إن كلَّ أرضٍ تطهر الفرد من بعض ما يبقى[[4]] فيه من الرجس، لكي تؤهله بفضل الله للأرض التي بعدها، ومن هنا حملنا فكرةً كافيةً عن معنى كون الأرض مطهرةً، وهناك تفاصيل ينبغي الإعراض عنها في هذا المختصر.
المطهر الثالث: الشمس.
وبالرغم من أنه لم يثبت فقهياً لدى كاتب هذه الأحرف أنَّ الشمس مطهرة[[267]]. إلا أنَّ ذلك هو المشهور، وهو ثابتٌ معنوياً وأخلاقياً.
فإنَّ الشمس قد نعبر بها عن نبيِّ الإسلام 9. وهو سبب الهداية الحقيقية لكلِّ من اهتدى.
وقد نعبر بها عن النور الإلهيِّ الذي يطرد كلَّ ظلام، سواءٌ كان في العقل أو في النفس أو في القلب أو في التكوين، أو غير ذلك. وفي كلِّ درجةٍ من الدرجات العليا والسفلى، قال الله سبحانه: [اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالأرض][[268]].
وقد نعبر بالشمس عن المؤمن المتكامل إيمانياً وأخلاقياً، والذي يكون بقوله وأفعاله سبباً لهداية الآخرين وفرض حبه واحترامه في قلوب الناس مهما كانت صفتهم. وفي الحديث: [كونوا لنا دعاةً صامتين][[269]] .
الرابع من المطهرات: الإستحالة.
يعني التحوُّل من معنى نوعيٍّ إلى معنىً نوعيٍّ آخر، كتحوُّل الخشب بالإحتراق إلى رماد أو دخان، وتحوُّل الماء إلى بخار، وتحوُّل الطين إلى خزفٍ أو طابوق.
وكذلك الفرد إذا دخل في مجموعةٍ متكاملةٍ من المفاهيم، وهو الذي يسمى بالمبدأ او العنصر، يجد أنَّ ذاته قد تبدَّلت وكأنه قد أصبح شخصاً آخر، بدليل أنه أصبح يحبُّ ما كان يكرهه، ويكره ما كان يحبُّه، ويستهدف ماكان يمقته، ويمقت ما كان يستهدفه إلى غير ذلك.
فإذا كان هذا المبدأ او العنصر حقاً، مرتبطاً بالهدف الذي وجدت الخليقة من أجله، وهو عبادة الله عزَّ وجل ومعرفته. قال تعالى: [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ][[270]]، فإذا كان هذا العنصر كذلك كان التبدل [النوعي] الجديد إلى الأفضل ـ لا محالة ـ من شخصيةٍ سقيمةٍ إلى شخصيةٍ سليمة، ومن شخصيةٍ لئيمةٍ إلى شخصيةٍ قويمة، ما شئت فعبِّر.
والفقهاء يجعلون من تطبيقات الإستحالة تحوُّل الجماد إلى مخلوقٍ تدبُّ فيه الحياة، كحدوث الدود في العذرة وفي البيضة، وحدوث القمل في الباقلاء والحمص، وغير ذلك كثير، وهي من الإستحالة المطهِّرة.
وهذا من الناحية المعنوية يعني: أنَّ الشخصية الجديدة للمؤمن هي حياةٌ جديدة، أو قل هي الحياة الحقيقية، أو [لَهِيَ الْحَيَوَانُ][[271]] كما قال الله سبحانه، فهو تبدلٌ من موتٍ إلى حياة.
الخامس من المطهرات: الإنتقال: قالوا ـ أعني الفقهاء ـ: إنه مطهرٌ للمنتقل إذا أضيف إلى المنتقل إليه وعُدَّ جزءاً منه، كدم الإنسان الذي يشربه البقُّ والبرغوثُ والقمل.
 وهذا الإنتقال يعني تطبيقاتٍ عديدةً معنويةً، منها:
أولاً: انتقال فكرةٍ صالحةٍ من فردٍ دانٍ إلى فردٍ عالٍ. وتكون هي بالعالي أليق بطبيعة الحال، ومن هنا ورد: [ربَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه][[272]].
ثانياً: انتقال فكرة هدايةٍ من شخصٍ لا يهتدي بها ولا يلتفت إليها، وقد ورد: تعلمتُ الحكمة من الجاهلين، كلما فعلوا خالفتُ إلى ضدِّه.
ثالثاً: انتقال فكرةٍ كونيةٍ [ماديةٍ] أو معنوية، كان فرداً كافراً أو فاسقاً قد توصَّل إليها بجهده إلى شخصٍ مسلمٍ أو مؤمنٍ يمكنه أن يستفيد منها دنيوياً أو دينياً.
إلى غير ذلك من الموارد.
السادس من المطهرات: الإسلام: فإنه مطهرٌ من نجاسة الكفر وخباثة النفاق.
 وهو يأتي بعدة معانٍ، كلٌّ منها مطهرٌ لما دونه، نذكر منها ما يلي:
أولاً: العقيدة التي جاء بها نبيُّ الإسلام ونطق بها القرآن.
ثانياً: الشريعة التي جاء بها نبيُّ الإسلام ونطق بها القرآن.
ثالثاً: التسليم لقضاء الله وحسن بلائه.
رابعاً: الرضا بقضاء الله وقدره.
خامساً: إيكال الأمور جميعاً إلى الله سبحانه بصفته هو المدبر الرئيسي والحقيقي للكون، وكفى به وكيلاً.
سادساً: الحاجة الخلقية والتكوينية لله سبحانه وتعالى، قال جلَّ جلاله: [وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ][[273]].
السابع من المطهرات: الإستبراء للحيوان الجلال.
فإنَّ الحيوان قد يأكل المادَّة النجسة حتى ينمو عليها لحمه ويشتدَّ عظمه، فيصبح هو بذاته عين نجاسة، ولكن إذا مرَّت عليه عمليةٌ معينةٌ هي الإستبراء، فإنه يرجع إلى الطهارة.
وكذلك الإنسان إذا مارس الكفر والنفاق أو أكل المال الحرام، حتى نما عليه لحمه واشتدَّ عظمه، لا يعود إلى الطهارة إلا بالإستبراء، وهو حصول البراءة والنظافة له مما علق به من الرجس والأدران المعنوية، بماء التوبة والإستغفار ودموع الأسحار.

الفقرة (22)

الأواني
 
يتحدث الفقهاء هنا عن أحكام الأواني، وهي الظروف المستعملة للطعام والشراب، ومن الظروف ما يكون من الذهب والفضة فيحرم استعماله في الأكل والشرب. ومن الظروف ما يكون ذا مسامٍ فيمتصُّ النجاسة، فلا يطهر إلا بتسليط الماء المعتصم عليه حتى يمتصَّه ويستقرَّ فيه كما كان نجساً.
ويمكن أن نتكلم من الناحية المعنوية في ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: إنَّ الآنية تعبيرٌ آخر عن ظرفٍ حاملٍ لشيءٍ أو محتوٍ على شيء. فالعقل ظرف الإدراك، والنفس ظرف الشهوات، والقلب ظرف العواطف، إلى غير ذلك.
المرحلة الثانية: إنَّ الأواني التي يكون فيها أو في استعمالها نقصٌ يمنعُ استعمالُها، أو قل: تعمد استعمالها في الأكل والشرب، ومن ذلك أواني الذهب والفضة التي تكون تركيزاً وتكريساً للبذخ الدنيويِّ الممقوت أخلاقياً.
المرحلة الثالثة: في امتصاص بعض الأواني للنجاسة، فإنَّ بعض النفوس قابلةٌ للتأثر بالمؤثرات الباطلة والكلمات المعوجَّة وتقتنع بها، فإذا قنعت بها، كانت جزءاً من كيانها، فتكون نجسةً خبيثةً ولا تطهر بالتراب ولا بالماء القليل، وإنما يطهرها بالماء المعتصم، الذي أشرنا إلى معناه الأخلاقيِّ إجمالاً، بحيث يحلُّ محلَّ الجزء النجس فيطهره.


 الهوامش
 _____________________
[[248]] البحار: ج 16. ص 386. حديث 96.
[[249]] سورة النازعات: آية24.
[[250]] سورة القصص: آية78.
[[251]] سورة الأحقاف: آية17.
[[252]] البحار للمجلسي: ج 81. ص 170. حديث 1.
[[253]] انظر مناجاة الذاكرين في البحار للمجلسي: ج 94. ص151 ـ ومفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي: ص 128.
[[254]] انظر نحوه وسائل الشيعة: ج 1 م 1. الباب 18 من أبواب الخلوة. حديث 4.
[[255]] سورة الذاريات: آية49.
[[256]] سورة التكوير: آية5.
[[257]] سورة الأنعام: آية145.
[[258]] مجمع الأمثال: ج 2. ص 18 ـ أقرب الموارد: ص 39. مادة براقش البيان والتبيين للجاحظ: ج 1. ص 269. ط مصر.
[[259]] الوسائل: ج 1 م 1. الباب 11 من أبواب الماء المضاف. حديث 5. والباب 14 من أبواب النجاسات. حديث 4.
[[260]] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 1. ص 26.
[[261]] ومنهم سماحة المؤلف حيث قال بطهارتهم. انظر منهج الصالحين للمؤلف: ج 1. ص 145. مسألة 496.
[[262]] سورة الفرقان: آية48.
[[263]] سورة الفرقان: آية48 .
[[264]] سورة الملك: آية15.
[[265]] سورة آل عمران: آية163.
[[266]] في النسخة د: بقي.
[[267]] أي إن سماحة المؤلف فتى بعدم مطهرية الشمس، وإن كان هو المشهور بين الفقهاء، إلا أنه قد ذهب بعضهم إلى عدم مطهريتها. فقد ذكر الشيخ محمد حسن النجفي في كتابه [جواهر الكلام] أن القطب الراوندي والشيخ الطوسي في الوسيلة قد ذهبا إلى عدم الطهارة، وكذلك المحقق الحلي وابن الجنيد على تردد. وقد قال أيضاً: إنه قد تبعهم بذلك بعض المتأخرين من الفقهاء. [ راجع جواهر الكلام: ج 6. ص 258 و ص 253]. وقد ذهب إلى هذا الراي أيضاً الستذ سماحة المؤلف وهو السيد محمد باقر الصدر .
[[268]] سورة النور: آية35.
[[269]] انظر نحوه في الوسائل: ج 1 م 1. الباب16 من أبواب مقدمة العبادات. حديث 2.
[[270]] سورة الذاريات: آية56.
[[271]] سورة العنكبوت: آية64.
[ 272] الوسائل: ج 18 م 18. الباب 6 من أبواب صفات القاضي. حديث 30 ـ تحف العقول عن آل الرسول للحرّاني: ص 36.
[273 ] سورة آل عمران: آية83.

الفهرس || السابق || التالي

السيرة الذاتية || الصور || المؤلفات || ما كتب حوله