داوود وسليمان ( عليهما السلام )
الشبهة (25)
قال تعالى : (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ)(الانبياء: 79) .
كيف حصل الخطاء في الحكم عند داوود (ع) مع كونه نبيا ً ؟ .
الجواب : بسمه تعالى : لم يحصل خطاء أطلاقا ً بل كلاهما حكم فقهي
صحيح . ولكن كلام سليمان كان اصح . وهذا المقدار من الفرق لا ينافي
العصمة .
الشبهة (26 )
قال تعالى : (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ .
فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ )(صّ: من الآية25)
الظاهر من سياق الاية الايات المتقدمة على هذه الاية الكريمة , ان
نبي الله داوود (ع) قد ارتكب المعصية وإلا لما أستغفر وندم . وإلا
لما استغفر وندم . وإلا بماذا تخرجون لنا ذلك ؟ .
الجواب : بسمه تعالى : لم يحصل منه شيء سوى انه خالف القاعدة
العامة في القضاء , وهي مطالبة المدعي بالبينة , وإنما لم يطالبه
لانه علم ان الحق نعه في تلك الواقعة فاستغنى عن البينة .وهذه من
الذنوب ( الدقية ) التي لا تنافي العصمة وليس من الذنوب العامة
التي تنافيها .
مضافا ً الى إمكان ان يقال : انه باستغفاره أعتبر نفسه مذنبا ً
.فغفرنا له الذنب الذي أعتبره على نفسه ولم مجازا ً أو تنزيلا ً .
الشبهة ( 27 )
قال تعالى : (قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ
الْكَاذِبِينَ) (النمل:27)
لماذا أساء النبي سليمان (ع ) كان يعتقد بعدم وجود قوم لا يعبدون
الله ( عز وجل ) في الارض ...... أليس دخل (ع) في الغفلة المعصوم
منها ؟ .
الجواب : بسمه تعالى :
أولا ً : ان كان هذا الاحتمال المشار اليه موجودا ً فهو ليس من
الغفلة بل هو من عدم علم الغيب . ولا نتوقع من كل معصوم ان يكون
مطلعا ً على كل شيء دفعة واحدة . أو قل : لا نتوقع منه ان يعلم
الغيب ما لم يُعلمه الله له .
ثانيا ً : ان الهدد غير معصوم ولا بأس بالشك فيه ,وخاصة اذا أستلزم
تصديقه أمور كثيرة ومهمة . كالذي حصل فعلا ً .
إضافة الى امكان حمله على الجهة الاثباتية يعني تعريف الناس بصدقه
لكي لا يقولوا ان سليمان صدق الهدد بغير دليل .
الشبهة ( 28 )
قال تعالى :( قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي
بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) (النمل:38) .
هل كان سليمان فعلا ً لا يستطيع ان يأتي بعرش بلقيس ملكة سبأ ,واذا
قلنا ( لا يقدر ) . أليس في هذا دليل كافي على جواز إمامة المفضول
على الفاضل ؟ وإلا فما وجه الحكمة من طلبه (ع) مع قدرته على إنجاز
نفس العمل؟
الجواب : بسمه تعالى : الوجه في ذلك تعريف الاخرين في مختلف
الاجيال بان هذا المعنى ممكن وله عدة أساليب في الإنجاز وان أصحابه
وهم الاقل منه يستطيعون ذلك فكيف به ؟ .
مضافا ً الى امكان القول :ان التفضيل بالنبوة انما يعتبر في علم
آخر غير هذا العلم أو قل : أنه يعتبر في العلم العقلي لا في العلم
العملي وهي زيادة الكرامات والمعجزات . فان مجرد زيادة ذلك لا
يؤهله للنبوة .فمن الممكن ان يكون سليمان (ع) أكثر في العلم العقلي
وأولئك أكثر في العلم العملي . ولا ينافي ذلك منصب النبوة والرسالة
.
الشبهة (29)
قال تعالى : (رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ
وَالْأَعْنَاقِ) (صّ:33) .هذه شبهة تنقسم الى ثلاثة أقسام وهي :
القسم الاول : هل صحيح ما ذكره بعض المفسرين من كون سليمان (ع) غفل
عن أداء الصلاة حتى توارت (الشمس ) بالحجاب ( أي غابت ) ؟ .
القسم الثاني :ذكر أكثر المفسرين ان سليمان (ع) أرجع الخيل التي
فتنته ثم قتلها . فما ذنب الخيل ؟.
القسم الثالث : ذكر بعض المفسرين ان سليمان (ع) قطع أعناق وأرجل
الخيل أثناء قتلها . أليس المثلة لا تجوز ولو بالكلب العقور ؟ .
الجواب بسمه تعالى : هذا كله من تفسير العامة , وهي نقل تأريخي
ضعيف , والاحتمال مبطل للاستدلال .وإنما الوارد عندنا لا ربط له
بالخيل أصلا ً . وإنما كان سليمان كان يخاطب الملائكة : انه ردوا
عليّ الشمس ثم بدأ يتوضئ للصلاة , وكان وضؤوهم يحتوي على المسح
بالسوق والأعناق .
يبقى سؤال واحد فقط: وهو عن ترك الصلاة . وهذا ما حصل لأمير
المؤمنين ( عليه الصلاة والسلام )أيضا ً .والوجه فيه : ان الفرد قد
يقع بين تزاحم تطبيق أمرين إلهيين , فيجب عليه تقديم الهم على
المهم ,وعند ذلك يكون ترك الصلاة متعيناً عليهم لان هناك تكليف أهم
منه . والدليل على عدم تقصيرهم في ذلك , هو ان الله سبحانه أيدهم
برد الشمس . اذ لو كانوا مقصرين - وحاشاهم - لما أرجعاها لهم .
الشبهة (30 )
قال تعالى : (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا
يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
(صّ:35) .
طلب سليمان (ع) هذا , يشعر بان فيه (ع) شيئا ً من البخل ,ما لم يكن
هناك شبهة نرجو من سماحتكم رفعها عنه .
الجواب : بسمه تعالى : هذا الجانب فيه شبهتان وليست واحدة .
الاولى : انه طلب ذلك طمعا ً بالدنيا والمال ونحوه .
وجوابه : تنزيهه عن ذلك باعتبار عصمته , وانما لكي لا يتسبب الى ان
لا يعصي الله أحد من خلقه من الجيل المعاصر له على الاقل
الثانية : البخل لانه قال لا ينبغي لاحد من بعدي .
وجوابه : انه لم يقل لا تعطه لاحد من بعدي . وانما المراد ان الملك
يكون من السعة والأهمية بحيث لا يتحمله الآخرون ويفشلون في قيادته
. والله تعالى لا يعطي احد أكثر من استحقاقه وما يوجب فشله . اذن ,
فهذا لا ينبغي لاحد من بعده . خلا ان الله لم يستجب له هذا الدعاء
لانه سوف يعطي المهدي (ع) أكثر مما أعطى سليمان (ع) .