الشخصيات العُلمائية المشرقة هل هي استثناء ؟

أم هناك تنوّع أدوار و وحدة هدف


. قد يتصور القارئ أن الشخصيات العلمائية المشرقة التي أعرض لها ولمواقفها وتوجهاتها وآرائها هي شخصيات استثنائية ومميزة ونادرة بحيث لا يمكن أن تعكس الصورة الإجمالية لجميع العلماء في الحوزة العلمية المقدسة بل قد يتمادى البعض ليتهم الحوزة أنها على الطرف النقيض من هذه الشخصيات وفي الوقت الذي يجب أن نكون فيه موضوعيين بحيث لا نجامل ولا نغالي أو نداري على حساب الحقيقة بحيث نعترف بوجود الاختلافات بل وحتى الخلافات سواء كانت علمية أو غير علمية والتي تفرزها ظروف المرحلة في كل عصر بسبب الضغوط السياسية والدولية الكبيرة المفروضة على الحوزات عموماً إلا أنه في الوقت نفسه يجب أن يكون واضحاً أن هذه الشخصيات المشرقة هي التي تمثل المعيار الحقيقي للحوزات وهي التي تمثل المصداق الواقعي لمفهوم العلماء في كل عصر وزمان أما الشخصيات التي تتلبس بلبوس العلماء ويروج لها من قبل الأجهزة الإعلامية المرتبطة بالدوائر الإمبريالية الإستكبارية وتحاول بل ونجحت في بعض الأحيان في اختراق أجهزة المرجعية بحيث تسلمت مراكز مرموقة بواسطة أجهزة المخابرات الدولية بالتعاون مع أجهزة المخابرات المحلية فإن هذه الشواذ من الشخصيات هي التي تمثل الحالات الاستثنائية النادرة ولا يمكن لها أن تعكس الجو العام السائد في كيانات الحوزات العلمية وأن حالة الاختلاف في الفكر والتوجه بين العلماء تخلق أجواء من التنافس العلمي النزيه وأن هذه الأجواء من الندّية والتحدّي العلمي يؤدي في النهاية إلى الإبداع والتكامل والابتكار الذي يواكب عجلة التطور الحضاري فإن ما يجري في بعض الاختلافات بين العلماء في الرؤى والتوجهات الفكرية والسياسية والاجتماعية ، يمكن لي أن أصفه بتعبير موجز بأنه يمثل تنوع في الأدوار ووحدة في الهدف،ومما يؤكد هذا المضمون هو ما أشار إليه السيد روح الله الموسوي الخميني(قدس الله خَفِيُّه) الذي يؤكد أن الحوزة العلمية ككل وبجوها العام كانت هذه منهجيتها إذ يقول (قدس الله خَفِيُّه) ((أن الحوزات العلمية هي التي حفظت الإسلام حتى الآن))(مكانة العلماء في فكر الخميني/ص30).
 

              

 

الرئيسية