مقام
العلماء عند النبي ( ص )
لم يكن هناك أحد ليهتم بالعلم والعلماء ممن وجد على سطح البسيطة مثل ما
أهتمَّ النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولَعَلَ السابقة
الوحيدة التي حدثت بعد موقعة بدر الكبرى التي اشترط فيها الرسول الكريم(ص)
لإطلاق سراح الأسرى بعد المعركة بشرط تعليم كل أسير لعشرة من المسلمين
القراءة والكتابة وكانت هذه أغرب فدية ولعلها الوحيدة في هكذا نوع من
المفاوضات وإلى العصر الحالي ولا أريد أن استعرض مواقف وأفكار وكلمات النبي
الأعظم محمد(ص)حول اهتمامه وحثه وتحفيزه للأمة باتجاه العلم عموماً وأريد
أن أنتقي بعضٍ من كلماته الخالدة حول العلماء تحديداً لسببين :
السبب الأول / أن موضوع البحث هو مختص بظاهرة شتم العلماء والفقرة هذه هي
مقام العلماء عند النبي(ص) فيكون التركيز حول العلماء أولى وأجدر .
السبب الثاني / أنه وبالدلالة التضمنية بحسب تعبير علم المنطق عندما نتحدث
عن العلماء فيتضمن ذلك الحديث عن العلم بطبيعة الحال .
وها هو الرسول الكريم(ص) يجعل فضل العالم على العوام كفضل النبي على أمته
وذلك بقوله(ص)(( فضل العالم على غيره كفضل النبي على أمته ))( ميزان الحكمة
/ ج3 ص2088)
وفي وصف آخر للرسول(ص) يجعل العلماء ورثة له وذلك بقوله(ص)((العلماء ورثة
الأنبياء يحبهم أهل السماء ويستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم
القيامة))( ميزان الحكمة / ج3 ص2067 )
وفي وصف آخر له(صلوات الله عليه وآله) يجعلهم بمنزلة مصابيح الأرض التي
تجلوا الظلام وتنير دروب المؤمنين وذلك بقوله(ص)(( العلماء مصابيح الأرض
وخلفاء الأنبياء وورثتي وورثة الأنبياء ))( ميزان الحكمة / ج3ص2067 )( كنز
العمال /خ28677)
وهنا يقوم الرسول الأعظم (ص) بتشريع عبادة مستحبة أخرى تضفي على العلماء
قدسية وشرف ما بعده شرف وذلك بقوله(ص)((النظر إلى وجه العالم حُبَّاً له
عبادة)) (البحار/ج1 ص195)
وفي رواية أخرى من دون(( حباً له )) وذلك بقوله(ص)(( النظر إلى وجه العالم
عبادة ))( ميزان الحكمة / ج3 ص2070) .
ويزيد عليهم(صلوات الله عليه وآله) قدسية ما بعدها قدسية ومنزلة وذلك
بقوله(ص)(( مَنْ استقبل العلماء فقد استقبلني ومَنْ زار العلماء فقد زارني
ومَنْ جالس العلماء فقد جالسني ومَنْ جالسني فكأنما جالس ربيَّ ))( ميزان
الحكمة / ج3ص2085)
وسأختم هذه الباقة المقدسة من أحاديث الرسول الأكرم(ص) بالحديث الذي يجعل
فيه العلماء بمنزلة الأنبياء بل في رواية أخرى يجعلهم أفضل من بعض الأنبياء
وذلك بقوله(ص)(( علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ))( مستدرك الوسائل
/ج3ص188 باب11 الحديث 16) ( المكاسب/ج 9 ص326 ).