مقام
العلماء عند أمير المؤمنين ( ع )
لا غرابة في كل ما يصدر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)من تقديس
وتبجيل وتعظيم للعلم وللعلماء فهو باب علم الله ورسوله(ص)وذلك بقول الرسول
الأكرم(ص)((أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت
الباب))(مستدرك الصحيحين ج3 ص126)(فضائل الخمسة من الصحاح الستة /ج2 ص281)
،
وسأستضيء بشمس وجود علي (ع) لأجلو الظلام عن عظمة العلماء لدى كل ناظر
ولبيب فهاهو أمير المؤمنين(ع) يجعل زمام القيادة والسلطة بيد العلماء وذلك
بقوله(ع) ((العلماء حكام على الناس))(تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم/ص47) وفي
مقام آخر يصف أمير المؤمنين(ع) ألمُ غربة العلماء في مجتمعاتهم وبين الناس
التي تجهل مقامهم وذلك بقوله(ع)((العلماء غرباء لكثرة الجُهّال))(تصنيف غرر
الحكم ودرر الكلم/ص47)
ويحذرنا ((عليه السلام)) من أن ننتقص من مقامهم السامي ويصف لنا آثار ذلك
بقوله(ع)((إياك أن تستخف بالعلماء فإن ذلك يُزري بك ويسيء الظن بك والمخيلة
فيك))(تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم/ص47) ،
بل أكثر من ذلك أنه ((عليه السلام)) يأمرنا بأن نكون خدماً للعلماء وذلك
بقوله (ع)((إذا رأيت عالماً فكن له خادماً))(تصنيف غرر الحكم ودرر
الكلم/ص47) ،
بل وأبعد من ذلك وأروع أنه ((عليه السلام)) يضفي عليهم صفة القدسية فيجعل
توقيرهم لوناً من ألوان عبادة الله وتقديسه وذلك بقوله(ع) ((مَنْ وَقّرَ
عالماً فقد وَقّرَ ربّه))(تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم/ص47) .