في مصلحة مَنْ تصبّ ظاهرة شتم و إسقاط العلماء ؟


سؤالٌ وجيه يطرح نفسه فمن بداهة الفكر والقول أن لكل فعلٍ موزون يصدر من عاقل يجب أن يكون لذلك الفعل ثمار معتد بها وإن لم تكن هناك ثمار مرجوة من ذلك الفعل فحينئذ يصدق عليه أن يكون عبثاً لا طائل منه وقد يستنزف قدرات كان الأولى أن تُصرَف في محلها،أما العبث الذي يصدر من البعض الذين نسميهم مجازاً كائنات عاقلة في شتم العلماء والمحاولات الحثيثة لإسقاطهم في نظر المجتمع فهو ليس فعلاً عبثياً لا طائل منه ولا ثمار مرجوة منه بالنسبة لقائليه وفاعليه وحسب بل إنه أخطر من ذلك إذ أنه يصب في مصلحة أعداء الإسلام والمسلمين من الخوارج والمنافقين والناصبين العداء لأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين،ألم ينتبه هؤلاء ممن يتفاخرون ويتلذذون بشتم العلماء كيف أنه هذه القوى المعادية التي ذكرتها بدأت تتخذ أفعالهم وأقوالهم السيئة هذه بحق العلماء ذريعة وسبباً في أن تتجاسر وتتطاول هذه القوى سواء كانوا أفراداً أم جماعات منظمة في أن تشتم وتتجاسر على علمائنا الأعلام بعد أن كانوا لا ينبسون ببنت شفة بحقهم خوفاً ومهابةً واستغلوا هذه الظاهرة لإختراق صفوفنا والنفوذ بيننا لتفكيك وحدة الصف، وليسأل نفسه من يشتم العلماء ويتجاسر عليهم أيهما أنفع للدين ولمذهب أمير المؤمنين(ع)وللمجتمع الإسلامي عموماً بقاء العلماء أم غيابهم عن الساحة وما سيؤدي إلى إحداث فجوة وفراغ في المجتمع يصعب جداً ملؤهُ وتقديم بدائل مناسبة تؤدي دورهم،فإنك قد لا تؤمن بأحد العلماء كقائد ومرجع وقد لا تتناغم معه فكرياً ولكن هذا العالم يكون نافعاً جداً في مكانٍ آخر لأناس آخرين فلماذا تجمع الدنيا بأسرها وتختزلها بشخصك وتجعل من نفسك معياراً لصواب وصلاح وصحة مواقف الآخرين ، إن ذلك شئت أم أبيت هو إدعاء العصمة سواء شعرت بذلك أو لم تشعر وقصدت ذلك أم لا تعنيه فكما قال الشاعر :

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة -
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمً

 

              

 

الرئيسية